عدن وخليجي 20.. هل تغدو حقيقة؟.. حدث كبير.. ينتظر الجميع فيه قرارا أكثر حسما ويبعد الشكوك واستغلال الوقت في الأولويات وزيارة الوزير أعادت التوازن

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم :

>
هل ستستضيف عدن خليجي (20)؟ سؤال حاضر في ذهن الجميع منذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها اختيار المدينة الجميلة من قبل أصحاب الشأن في ظل ما تعانيه عدن في بنيتها التحتية أسوة بكل المحافظات اليمنية.

وبمرور أكثر من سنتين ظلت أمور تلك العلاقة بين المدينة والحدث حبيسة الأدراج والغرف المغلقة وقاعات الاجتماعات بين صنعاء وعدن، التي أدخلها البعض في سباق الاستضافة للحدث.. مرور الوقت لم يظهر شيئا على أرض واقع المدينة المغلوبة على أمرها والتي فتحت ذراعيها لاستقبال الحدث بآمال عريضة علقت عليها تغيير صورتها واستعادة بريقها الذي أفقدته إياها السنوات العجاف.

ورغم كل شيء ورغم اللامبالاة التي أبداها البعض صوب الموضوع برمته لتبقى كل الأمور عند نقطة الصفر، إلا أن الأمل ظل حاضرا لدى عدن برجالها وأبنائها وشوارعها وكل ما فيها، منتطرين اللحظة التي تقطع الشك باليقين بتدشين العمل الدؤوب في كل الاتجاهات، لأن ذلك وحده يرسخ قناعاتهم بأن الحدث أصبح حقيقة، وأن للفرحة موعدا، وبينما الجميع ينتظر صياغة أكثر جدية للعلاقة المنشودة بين عدن والحدث، وجهت الأيام الماضية ضربة موجعة لتلك الآمال والتطلعات من خلال حديث رسمي لقيادة محافظة عدن جاء بفحوى وجود نوايا في مجلس الوزراء لإصدار قرار يلغي استضافة عدن للعرس الخليجي، ليدور الهمس هنا وهناك بأن ما كان يخيف الجميع قد بدأت إطلالته، وأن ما نشده البعض تجاه عدن قد يتحقق وتتبخر كل تلك الآمال، ما لم يتحرك أهل الشأن في المدينة وحتى لايغتصب الحق الممنوح.

وعطفا على ما دار، طلب محافظ عدن د.عدنان الجفري من رئاسة الوزراء إرجاء القرار الذي نشرته «الأيام»، وبعيد أيام قليلة جاءت زيارة وزير الشباب والرياضة حمود عباد ومعه وزير السياحة نبيل الفقيه وكأنها رد لكل ما دار من خلال ما تم فيها من زيارات إلى الفنادق المتعلقة بالإيواء، وهي المسألة التي بدت أحد أكبر المعوقات في عدن ليكون الحدث بين أحضانها.

زيارة الوزير أفضت إلى تصريح يؤكد أن ما دار بعيد عن الصحة وأن خليجي 20 في عدن، وأن ذلك مدعوم بشكل شخصي من القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي كان وراء القرار وإصداره.

ومع ذلك مايزال السؤال قائما وسيبقى، في ظل الأمور التي نبشت من خلال سلطة المحافظة، ولن يزول ذلك ما لم تتغير الأمور ويصبح الإعداد والتهيئة في عدن واقع وحقيقة يلمسها الجميع، أما دون ذلك فإن الأكف ستبقى على القلوب خوفا من المفاجأة التي يبقى ظهورها مرة أخرى وعلى ضوء ما حدث ودار ممكنا وواردا في ظل ما تبقى من الزمن الفاصل بيننا وبين موعد الخليجي. كل تلك المعطيات تضع الجميع، خصوصا أصحاب القرار، على مفترق طريق ما بين الوصول إلى خط النهاية الذي لم يعد يفصلنا عنه الكثير ليصبح الحدث عدنيا أو عدم القدرة على ترجمة الوعود المقطوعة وإعلانها بشجاعة أن النوايا لم تصدق وأن الحقيقة شيء وما يقال شيء آخر.

على ذلك وانطلاقا من قيمة الحدث ها هي «الأيام الرياضي» تسلط الضوء مرة أخرى، وترصد الأصداء حول ما يدور من خلال حوارات أجرتها مع مجموعة من لاعبي الزمن الكروي الجميل في عدن في فترات سابقة لتخرج بالسطور التالية:

الكابتن سعيد دعالة نجم كرة القدم السابق والأسطورة الكروية:

مما لاشك فيه أن وجود الحدث الخليجي في عدن أو أي محافظة هو تشريف كبير لليمن وكل من ينتسب إليها، ولكن لابد أن يكون ذلك في الاتجاهين: البنية التحتية وإيجاد مقوماتها الفنية، وبناء منتخب قوي قادر على اللعب في أي ملعب وليس في محافظة معينة، لأننا حتى الآن وبكل أسف نفتقد للأمرين معا.

والحقيقية أننا كرياضيين سابقين صنعنا تاريخا رياضيا كبيرا خلال سنوات طويلة، أكان على الملاعب اليمنية أم الخارجية، وننتسب لهذه المحافظة الجميلة عدن، فإننا نتمنى ومن خلال أصحاب الشأن اتخاذ القرار لفتح مسارات العمل الجاد والحقيقي تجاه هذا الحدث الكبير، وإظهار ولو شيء على أرض واقع عدن، يؤكد أن هناك بطولة وحدثا رياضيا كبيرا في المدينة بعد عامين تقريبا، أما دون ذلك فإن الأمر سيظل مجرد حبر على ورق في الأدراج، ولايمكن أن نصل إلى شيء، لذلك فإن على أصحاب القرار امتلاك الشجاعة وإظهار الصراحة أمام الملأ، أما إبقاء الأمر أمام كل الاحتمالات، فذلك إنما هو استهتار، ولايخدم البلاد التي تحتاج لمثل هذا الحدث.

لذلك، ولأن القرار جاء من القيادة السياسية وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، فلابد من إظهار الجدية في ذلك ووضع النقاط على الحروف في الفترة القادمة، واحترام ذلك لأنه يمس عدن وأبناءها والرياضيين جميعا.

أملنا كبير بأن تقدر تلك الأمور، ويتجدد الموعد وبصياغة أخرى، لتستفيد عدن وتستعيد رونقها الذي فقدته في السنوات الماضية، وتعيد تأهيل ملاعبها ومنشآتها التي أصبحت في حال مؤسف، وأن تعطى الخبرات والطاقات الأدوار في ذلك، ليكون المردود أوفر وأجمل.

هذا أملنا، وسيظل مرهونا بصدق النوايا واحترام القرار ومصدره.

الكابتن أحمد مهدي الأحمدي نجم وحدة عدن والمنتخب السابق:

نحن لاننظر إلى الموضوع بحساسية تجاه استقبال عدن للحدث أو محافظة أخرى لأن ذلك ليس أساس الموضوع، فهناك سمعة وطننا أمام الأشقاء، ووجود التصريحات المتضاربة خلال الفترات السابقة لايخدم الموضوع ولا أصحاب القرار، وسيكون مضرا بوجود الحدث على أرض اليمن ككل، وسيجعل مصداقيتنا في خبر كان، وسيهز ثقة الآخرين بنا في ظل مساعينا في الإطار الخليجي، مر علينا وقت طويل ولم نستثمر ولو الشيء القليل منه، وأصاب طموح الوصول إلى الجاهزية المشرفة الكثير، والوقت المتبقي قد يكون كافيا، ولكن سنصل به إذا دارت عجلة العمل الجاد من أدنى المستويات في التنظيم والاستقبال. نحن نوجه رسالة لأصحاب الشأن للعمل بمصداقية أكثر واتخاد قرار حاسم يتبعه عمل يعوض ما فات ويظهر قدراتنا التي تحفظ لنا ماء الوجه أمام الأشقاء القادمين للمرة الأولى إلى أراضينا، ولنصون سمعة الوطن.

الأمور الدائرة والقرارات المتضاربة تضع أصحاب الشأن والكلمة أمام مسئولية تاريخية تجاه عدن، فإذا كان القرار واقعا ولايقبل بشيء عكس ذلك فإن عليهم توفير مقومات البنية التحتية في كل الاتجاهات لتستفيد عدن من الحدث وتستعيد رونقها المفقود الذي هوت به السنوات السابقة إلى الحضيض، ويكفي أن ننظر إلى ملاعبها وأنديتها لندرك ما تحتاجه.

عدن التي انتظرت مثل هذا الحدث مهيأة بما حباها الله، ولكنها تحتاج إلى عمل كبير يتناسب مع حجم الحدث الخليجي حتى تظهر في ثوب قشيب أمام زوارها وضيوفها.

أملنا كبير في القيادة السياسية بأن تبقي عدن وخليجي 20 وجهان لعملة واحدة، وأن لاتفاجئنا الأيام بما لانحب وأن يسجل التاريخ لعدن استضافتها للعرس الخليجي.

الكابتن جميل سيف نجم شمسان والمنتخبات سابقا:

نحن شريحة الرياضيين داخل عدن نأسف لما دار في الفترة السابقة في موضوع استضافة خليجي 20، لأننا رغم غياب الأدوار الحقيقية في الفترات السابقة في تفعيل الأمور ما بين المدينة والحدث، إلا أننا ظللنا على الأمل، ولم نفقده للحظة، لأن هناك قرارا واضحا ومن أعلى سلطة في البلاد بأن تكون خليجي 20 في عدن.

ولقد تفاجأنا حين سمعنا بوجود نوايا لنقل الحدث من عدن، أصابتنا الدهشة من أن يصل الأمر إلى ذلك المنحنى الذي ما هو إلا استهتار بعدن المدينة التي صاغت تاريخا كرويا لايقارن، ولديها كل شي جميل.

مع ذلك فأملنا أن تكون تتابعات الأحداث قد أعادت الأمور لنصابها، وأدرك أصحاب الشأن خطأ ما كان ليحصل، وأثره على عدن وإبنائها.

عدن كانت في واجهة القرار وبدعم القيادة السياسية، وعلى الجميع العمل وفق ذلك وتسخير كل الإمكانيات لإنجاح ذلك لأنه يمس الوطن وسمعته، وليس عدن وحدها.

كل شيء ممكن إذا استغلت الظروف المتاحة منذ اللحظة ومسابقة الوقت لخلق الجديد على واقع المحافظة، لتتهيأ كما ينبغي وتكسب الكثير في إعادة الحياة لبنيتها التحتية المنهارة في السنوات الماضية.

نحن نعلنها ونوجه رسالة باسم كل رياضيي المدينة الساحرة إلى أصحاب القرار بأن عدن قادرة على احتضان الحدث، ولكن بتفاعل الجميع وتوفير ما تستحقه وما تحتاجه وبالنظر إلى تاريخها الرياضي.

مازال لطموحاتنا وآمالنا حضور في أن تبقى مدينتنا التي تمثل كل المحافظات هي مسرح الحدث الخليجي بعد عامين بإذن الله تعالى.

الكابتن علي موسى نجم الشعلة والمنتخبات السابق:

كثرت الأحاديث والأقاويل حول إمكانية استضافة اليمن وتحديدا عدن لخليجي 20، وهو ما جعل أهلها يستبشرون خيرا خصوصا شريحة الرياضيين الذين أعطوا الرياضة وميادينها الكثير، ويدركون ما تحتاجه عدن في ظل ما عانته في السنوات الماضية.

غير أن الآراء المتضاربة التي طالعتنا في الفترة الماضية في أن عدن غير قادرة على الاستضافة جاء مزعجا، وأصابنا بالدهشة، لأن في ذلك تجنيا على هذه المدينة وتاريخها.

ونحن نقول ونؤكد أن عدن بوجود محافظها د.عدنان الجفري ووزير الشباب وكل الكفاءات الرياضية والفنية قادرة على إنجاح الحدث والاستضافة، وتشريف اليمن.. فعدن كانت دائما في واجهة أحداث رياضية كثيرة وأظهرت ما لديها أمام الأخرين، وهي قادرة إذا ما نالت حقها من توفير المقومات التي تعزز وضعها، وهي على موعد مع الحدث الكبير.

عدن تحتاج إلى قرار صريح بعيدا عن التضارب لتتهيأ الأجواء المناسبة وترص الجهود من قبل كل الأطراف لإعادة الصياغة والبدء بنفس جديد غير ما كان، لتثبت عدن بما لديها أنها قادرة على إظهار وجهها المشرق أمام ضيوفها وزوارها. أملنا كبير أن القادم أجمل لعدن والحدث الخليجي الكبير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى