مصـارحـة حـرة .. سلام بكين

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> هل يمكن للرياضة أن تروض السياسة وتفرمل قطارها المفخخ بتربصات النفس اللوامة.. سؤال تقليدي لكنه بنظام (اللبان) من دون أن نفصل بين (الأم) الحالمة و (الابنة) العاقة.. لكن أولمبياد بكين وزع في بساطة السهل الممتنع (رسائل) ما ظهر منها وما بطن.

لطفت الأجواء (السياسية) الملبدة بالمشاكل والتربصات والضرب من تحت الحزام.. أعطت انطباعا مبدئيا بأن (الرياضة) قد تصلح ما أفسده (عطار) السياسة.

جاء بوش إلى (بكين) نافش ريشه في محاولة للترويج لقضية (التبت) والعزف على (وتر) حقوق الإنسان في بلد (شيوعي) من قمة الرأس حتى أخمص القدمين.. لكن محاولاته صادرها (نمل) صيني زرع (بذور) الدهشة على (مُحيّا) بوش فسكت عن الكلام المباح.. وهو يشاهد القوة العظمى تستعرض عضلاتها في (عش الطائر)، فما كان منه إلا أن خلع (بدلة السياسة) مرتديا (الترنك) الرياضي مفضلا الابتعاد عن شرر العيون الضيقة مع فاصل من الغناء فوق سور الصين العظيم.

ومثله الفرنسي الأنيق (ساركوزي) حضر ليشمت في بكين، ويقلل من أولمبياد يحاصره (التلوث) الهوائي.. لكنه اصطدم بسور (مليار) صيني قالوا له في نفس واحد «العب غيرها، وأحسن لك تطلب العلم ولو في (عش الطائر)».

وفي الوقت الذي كانت الصواريخ الروسية تحرق الأخضر واليابس في أوسيتيا ويسيطر الرعب على تبليسي.. كانت السباحة (الجورجية) تهزم السباحة (الروسية) في مسابقة (فن العوم).. لكنها لم تخرج لسانها أو تبصق في وجه منافستها الروسية، بل أنهن تبادلن العناق ولسان حالهن يقول: «الرياضة سلام والسياسة في سلة المهملات».

في بكين، تعددت المواجهات المباشرة وغير المباشرة بين الرياضيين اليابانيين والأمريكيين بحثا عن (حرارة) لقاء تعيد للخطوط السياسية سخونتها.. على الرغم من العداء التاريخي بين اليابان وأمريكا على خلفية قنبلتي (هيروشيما) و (ناجازاكي)، وما حصدتاه من أرواح بريئة في بداية سباق التسلح النووي الذي أغلق ملف الحرب العالمية الثانية.

لكن الرسالة الأهم التي حملها (بوسطجي) بكين للعالم في ظاهرها (الإبهار)، وفي باطنها إرغام العالم على ضرورة استبدال خارطة القوى العظمى.

فالموت القادم من الشرق الآسيوي يثبت للعالم- بالطول والعرض والارتفاع- أن المارد الصيني خرج من قمقمه.. فتعلموا من الآن أكل الوجبات بالعيدان.. وعلى الصين أن تتحمل قرصات (النحل) للحصول على (عسل) فيه شفاء لكل مشاكلها في (التبت) وما جاورها!.

المؤسف أن (العربان) الذين ذكرهم الراحل فريد الأطرش في رائعة (بساط الريح) مازالوا (أقزاما) في الحصاد الأولمبي.. ويتراشقون بأحجار المجدلية، دون أن يصلوا إلى (جواب) لسؤال مفاده: أيهما أكثر (يهودية) الكوكا كولا أم الببسي كولا؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى