أوساين بولت يسابق الريح

> بكين «الأيام الرياضي» أ.ف.ب:

>
أوساين بولت
أوساين بولت
عاش الجامايكيون أمس الأول أوقاتا عصيبة تخوفا من الإعصار الذي كان مرشحا ليضرب الجزيرة الهانئة في البحر الكاريبي، والتي يقطنها نحو مليونين ونصف المليون نسمة، لكنهم شاهدوا إعصارا من نوع آخر يضربهم، تمثل بالانتصار الخارق الذي حققه مواطنهم أوساين بولت في سباق العصر (100م) ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في بكين.

وسيظل سباق 100م في بكين عالقا في الأذهان لسنوات عدة، لكون أوساين جعله فريدا من نوعه من جميع النواحي، فهو (فجر) الرقم القياسي العالمي الذي كان يحمله بنفسه مسجلا 69 ،9 ثوان ماحيا الرقم السابق ومقداره 72 ،9 ثوان، وقام بأشياء غير اعتيادية لم يجرؤ أحد من قبله أن يقوم بها خصوصا في نهائي السباق الأهم والأشهر في أم الألعاب، كما أنه حسمه بفارق 20 جزءا من الثانية عن أقرب منافسيه، وهو أعلى فارق بين الفائز ووصيفه منذ فوز الأميركي الأسطورة كارل لويس بذهبية لوس أنجليس عام 1984.

فبعد أن ضمن بولت الفوز قبل اجتياز خط النهاية بنحو 20 مترا فتح ذراعيه للريح مخففا من سرعته النهائية قبل أن يضرب بهما صدره تعبيرا عن فرحته بهذا الإنجاز. ومنذ أن سجل بولت 92 ،9 ثوان في الدور الأول، بدت واضحة قدرته على النزول برقمه القياسي العالمي في السباق العالمي، ثم نزل بالرقم في الدور نصف النهائي مسجلا 85 ،9 ث من دون أن يبذل جهدا خارقا.. وتساءل الجميع قبل بداية السباق الفعلي، هل سيسقط بولت في امتحان الرهبة، خصوصا أنه يخوض أول ألعاب أولمبية له، ولايملك خبرة كبيرة في هذا السباق، لكن رد العداء الجامايكي الفذ كان رائعا، فقبل دقائق من انطلاق السباق قام بولت بتحية الجمهور الكبير المحتشد في ملعب (عش الطائر) عندما ظهر اسمه على الشاشة العملاقة، ولم تبدُ على وجهه أي علامة للتوتر، بل على العكس بدا واثقا من نفسه، وقد جسد هذا الأمر في السباق النهائي عندما حسمه بعد مرور 50 مترا بابتعاده بفارق مريح عن أقرب منافسيه.

وجاء السباق تاريخيا، لأنه شهد للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية نزول ستة عدائين تحت حاجز الـ 10 ثوان، وسبق أن تحقق هذا الأمر مرة واحدة، لكن في بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو عام 1991. وبات بولت أول عداء من جامايكا يحرز الذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية، وأول عداء من جزر الكاريبي منذ أن توج الترينيدادي هايسلي كروفورد عام 1976 في مونتريال.

وما يعزز من إنجاز بولت، أن الأخير بدأ خوض سباق 100م منذ عام فقط، وتحديدا في 18 يوليو في ريثيمون في جزيرة كريت اليونانية عندما سجل 03 ،10 ثوان.. وضرب الجامايكي بقوة عندما سجل 76 ،9 ثوان في كينغستون عاصمة جامايكا في 3 مايو الماضي، أي ثاني أفضل رقم في التاريخ بفارق جزأين من الثانية عن رقم مواطنه إسافا باول (74 ،9 ث) قبل أن يسقطه بفارق جزأين آخرين في نهاية الشهر ذاته في نيويورك, وبرز بولت للمرة الأولى في بطولة العالم للشباب عام 2002 في كينغستون عندما توج بطلا لسباق 200م وهو لم يبلغ السادسة عشرة من عمره.

أما الهدف المقبل لبولت فهو إحراز ذهبية 200م، وإسقاط الرقم الخرافي للعداء الأميركي الشهير مايكل جونسون، ومقداره 32 ،19 ثانية سجله في أولمبياد أتلانتا 1996. ويبدأ بولت سعيه لذهبية 200م في التصفيات اليوم، وشاء القدر أن يقام السباق النهائي بعد غد الأربعاء، أي قبل يوم واحد من احتفاله بعيد ميلاده الثاني والعشرين. ولم يتمكن أي عداء من الجمع بين سباقي السرعة في الألعاب الأولمبية منذ أن نجح في ذلك العداء الأسطورة الأميركي كارل لويس عام 1984 في لوس أنجليس.

وسجل بولت أسرع ثلاثة أوقات هذا العام في سباق 200م، هي 67 ،19 في أثينا، و76 ،19 في لندن، و83 ،19 ث في أوستراف, وقد يحقق بولت ثلاثية رائعة أيضا لأنه يقود مع إسافا باول منتخب التتابع 4 مرات 100م.

ووقف جميع منافسي بولت مشدوهين أمام روعة ما رأوه، واعترف مواطنه وصديقه باول بأن بولت لايقهر في الوقت الحالي، وقال: «إنه يغرد خارج السرب ولايقهر، إنه استعراضي وأفضل عداء في تاريخ سباقات الـ 100م». أما الأميركي والتر ديكس الذي حل ثالثا فأضاف: «لا غبار على فوز بولت، لقد حطم الرقم القياسي العالمي في السباق النهائي، ولايمكن أن نطلب منه أكثر من ذلك».

في المقابل وصف البطل الأولمبي وحامل الرقم القياسي العالمي السابق الكندي دونوفان بايلي ما حققه بولت بانه «أفضل ما يمكن أن يحصل لرياضة ألعاب القوى وسط ضباب المنشطات التي ضربها في الفترة الأخيرة، إنه (بولت) نفحة أمل رائعة، إنه دفعة هائلة لألعاب القوى».

الأرصاد الجوية تحذر، إعصار بولت سيضرب مجددا وتحديدا في سباق 200م، ترقبوه!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى