كلام البنات عن الزواج العرفي وشريك الحياة: العرفي يسقط حقنا وعلى فارس الأحلام نضع شروطنا

> «الأيام» متابعات:

> الزواج العرفي من الأمور التي بدأت تشيع في اليمن، وهو يبدأ بقصص الحب وينتهي بخروج الفتاة من اللعبة كخاسر وحيد، تمهد له الأرضية عدة أسباب، وتغيب معه كل الحقوق.

ما رأي الفتيات به، وهل من شروط يجب أن تضعها الفتاة لفارس أحلامها بعيدا عن الخيل الأبيض، وهل تقبل الفتيات برجل متزوج؟. كل هذه الأسئلة توجهنا بها للفتيات. فماذا قلن؟.

فاطمة أحمد محمد معلمة في عدن، حكت لنا قصة فتاة من إحدى مديريات عدن، عرفت قصتها المؤلمة من شقيقتها، فالفتاة أحبت ابن الجيران، الذي كانت تفر إلى منزله عند كل مشكلة تضطر فيها الأسرة لضربها، ويصبح بيت الجيران المكان الأكثر أمانا.. مرت السنوات وكبرت البنت وأصبح عمرها سته عشر عاما، والحال كما هو عليه، لا جديد إلا حب الشاب ومداراته لها، وقربه منها بكلمات الغزل والحب، ومع فقدان الحنان كان هو ما تبحث عنه من خلاص، عاشت لحظات العشق في صباها، وجار الزمن عليها بعد أن اكتشفت حملها منه، وعرفت العائلتان، واضطرت عائلتها لإنزال الجنين خوفا من العار، الكل أصبح يعرف أن الفتاة مسافرة، لكن شقيقتها أكدت أنها في غرفة في البيت، لاتستطيع الخروج منها، ولن ترى نور الشمس حتى يحكم الله في أمرها، أما عائلة الشاب فرحلت إلى الريف حتى يكوّن الشاب نفسه ليعود ويتزوجها، وقد لايحدث ذلك مطلقا.

تقول فاطمة: «من خلال تجربتي، وأنا مدرسة للفتيات، سواء في المدرسة أم في المخيم الصيفي، أرى الكثيرات يحملن التلفونات النقالة، ويمتلكن المال، ويبذرن حتى لايبقى شيء في أيديهن يكشف أمر مصدر المال، ويتحدثن عن الشباب وترتيبات الخروج..».

وترى المعلمة فاطمة أن «الزواج العرفي متعه خالية من معنى المسئولية الدينية والاجتماعية والأخلاقية، يعتمد على نفسية الشابين، وهو مرهون بفترة زمنية بحلوه ومره، ويبقى طريقا خاطئا، وقد تزول المتعة بحدوث الحمل، حينها يُكشف قناع هذه العلاقة، ويتنصل الشاب عن مسئوليته وطفله القادم بذنب شابين استمتعا فقط».

وتضيف «ستشعر الفتاة أسرتها بخيبة الأمل فيها بعد أن أحبوها وأعطوها ثقتهم.. وخطورة هذا الزواج أنه يؤدي إلى بعض الأمراض، ورغم أن علماء الدين حذروا منه إلا أن المقبلات عليه يتزايد عددهن بحجة تقصير الأسر».

ومن إحدى المحافظات جمعت لنا الأخت فتحية سالم وجهة نظر الفتيات في الزواج العرفي، فأسبابه كما ترى الفتيات غلاء المهور والتفرد باتخاذ القرار والظروف الاجتماعية والعائلة المفككة، بالإضافة للتقاليد المتزمتة، وغياب الوازع الديني والفشل في قصص حب سابقة.

كما ترى الفتيات أن الإهمال وقسوة الآباء واحدة من أسباب افتقار الفتاة للعاطفة التى تبحث عنها، وهكذا عندما تلتقي الفتاة بشاب يجيد اللغة الغرامية، حتى وإن كانت خداعا، يصبح المسمى بهذه الحالة هو الحب، وتسير حينها وهي معصوبة العينين لاتنظر إلا بقلبها فقط، فيخيل لها أنها تسير على الورد المتناثر، ولاتعلم أنها تدوس على أرض رخوة من تحتها الشوك والجمر، ويبني لها الشاب بيوتا وقصورا تعيش فيها في عالم من الخيال، وتجهل أنه عالم مخادع، وسيتحول ذلك اللطيف الحنون إلى وحش مفترس في لحظة الجد.

كما أن قسوة الأب والأم، ومنع الفتاة من الخروج إلى أي مكان يفقدها الثقة بنفسها، ويدعم فكرة البحث عن القلب الطيب والحنون، وقد تكون الأماكن العامة فرصة لحصول ما لايحمد عقباه، خاصة عندما تفقد الفتاة وسائل وإمكانات الخروج إلى أي مكان، وتصبح الدراسة وسيلة للخروج من الحبس المنزلي الذي يقحمها في الهدف غير المحسوب والمدروس، ويستهويها العشق الكاذب، وتتحول الحرية التعليمية المحصورة إلى حرية تخدش كرامة الفتاة.

وذكرت الأخت فتحية قصة لفتاة كانت في قمة نشاطها في فترة الدراسة الجامعية، وكانت تطمح لمراكز أولى، وحصلت على المرتبة الأولى لكنها تعرفت على شاب، وبدأ التواصل بينهما، ورغم توجيهها حول مخاطر الأمر إلا أنها لم تستمع إلا لقلبها، وكانت تقول أريد التمتع بحياتي. هذا السبب الأول وراء المشكلة منذ البداية، أي كان العلم سببا في انغلاقها، وعندما فتحت عينيها على الحياة فتحتهما بشكل غير سوي، وكانت تخاف والديها جدا، ومنعت من أبسط حقوقها، فقط التعليم وحده ما نالته، مما جعلها تكذب على والديها، وتقيم العلاقة ليتدحرج حلم التفوق والنجاح بعد ذلك رويدا رويدا.

أم حنين تقول: «أصبح الزواج العرفي شائعا هذه الأيام، ولانحمل طرفا، لأن الرجل والمرأة شريكان فيه، ولأنه دون معرفه الأهل فهو شرعا محرم، لأنه يمت للإسلام بصلة، بل ويعتبر زنا».

منال حسن محمد من الحديدة: «الزواج العرفي يسقط حقوق المرأة بالكامل، ولكني أرى كثرته بسبب الأهل وغلاء المهور، وعدم الاهتمام بالبـنات، واللهو بالـنت والشـغف بالفضـائيات».

صفات شريك الحياة

تقول فاطمة أحمد محمد: «أرى أن يكون صاحب مبادئ وذا خلق عالٍ، ويتصف بحب الله والالتزام بالصلاة، لأنها تجعل حياته سعيدة، وأتمنى كفتاة أن يكون شريك حياتي متزنا، ولاتهمني الوسامة، المهم الرجولة».

هناء أبوبكر: «أريده أن يكون حنونا وذا خلق، وإذا كان متزوجا أن يحب الأسرتين ويحب الناس ويحترمهم، ولن أفكر بالزواج إلا من شخص توافق عليه عائلتي، ولا مجال للحب أو العلاقات غير الشرعية»

أم أيمن شمسان من تعز: «تزوجت وأنا صغيرة، ومن رجل يعمل بالقطاع الخاص، رغم أنه خريج كلية النفط في شبوة 2001، ونحب بعضنا، ولكن الحياة تقوم على الناحية المادية أيضا، ويكللها الحب والسعادة، وأرى أن تنظر الفتاة للموظف أفضل من عامل تحت رحمة القطاع الخاص.

لايجب أن يؤخد كلامي على أنه تركيز على الجانب المالي، فذلك أيضا خطير، وأتذكر فتاة عمرها 16 عاما تزوجت من رجل كبير وغني، تركها بعد شهر من الزواج ليرحل لعمله في بلد آخر، وهي قابعه في بيتها وحيدة.

لا أنصح الفتيات بالزواج من متزوج لأن خراب بيوت الناس مرده عليهن، فأخي مثلا تزوج الأولى، فلم تخلف، وتزوج الثانية، وأكد أنها إن لم تخلف فسيطلقها!».

المحررة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى