أطفال يولدون مشوهين بسبب تسرب مادة قاتلة من مكب للنفايات منذ 32عاماً في منطقة علمان بصنعاء

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
طفل من أهالي القرية مشوه
طفل من أهالي القرية مشوه
يعاني أهالي منطقة علمان في مديرية بني الحارث بمحافظة صنعاء من تسرب مادة قاتلة من مكب النفايات، وتمر خطوط الضغط العالي الكهربائية فوق منطقة مأهولة بالسكان وزراعية.

وهذه أوضاع مأساوية إلى جانب تردي الخدمات والتجاهل من قبل السلطة المحلية والمركزية.

«الأيام» استطلعت أوضاع المنطقة حيث توجد الأوجاع والآلام بدون حسيب ولا رقيب، بل تجاهل تام رغم علم الجهات المختصة بما يعانيه أهالي المنطقة، وابتدأ الامر باقتطاع أراضي المواطنين، وهي أراضٍ خصبة وزراعية، وتحويلها إلى مكب للنفايات، رغم وجود البيوت بساكنيها، الأمر الذي تحول إلى كابوس يومي، خاصة مع سقوط الأمطار.

ففي منطقة علمان يوجد أطفال مشوهون كما في هيروشيما اليابانية جراء القنبلة الذرية، ومكب النفايات في بني الحارث قنبلة موقوتة تهدد ليس بني الحارث بل العاصمة كلها لكون الحوض المائي المغذي لمحافظة صنعاء وأمانة العاصمة بجانب المكب.

الجهات المسئولة تتجاهل الأمر وكأنه لايعنيها، المهم بالنسبة لها هو إيجاد مكان لمكب النفايات فقط، وليس سلامة القاطنين في جوار المنطقة وملاكها.

جزء من مكب النفايات
جزء من مكب النفايات
وفي بداية الحديث قال جابر صالح أحمد جابر: «للأسف أننا غلبنا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وقدمنا للدولة من أراضينا ومن أملاكنا مساحات شاسعة تقدر بخمسة آلاف لبنة تقريبا، وتم وضع مكب النفايات ومحطة الغاز وقواعد الكابلات الكهربائية ولم تتبق لنا سوى واجهة واحدة على خط عمران.

وبسبب واسطات في وزارة الكهرباء تريد الوزارة تحويل خط الضغط العالي فوق رؤوس أبنائنا، ألا يكفي ياحكومتنا مكب النفايات الذي يشوه أطفالنا؟!».

الشيخ علي أحمد قاسم قال: «ضررنا كبير جدا، فكما ترى هناك مادة سوداء اللون تخرج من مكب النفايات وتحرق كل شيء أمامها تفتت الصخر وتقتل الحيوانات، وبين هذا وذاك تشوه أطفالنا والجهات المختصة لا حسيب فيها، بل إن الأمر تعدى إلى طردنا وحبسنا إذا ما راجعنا حول هذا الأمر، رغم أن الدولة أخذت هذه الأماكن من أراضينا وحر مالنا، ولم نتكلم تغليبا للمصلحة العامة، لكن أن تتمادى الدول في تجاهلنا، فهذا ما لن نسكت عنه أبدا مهما كلفنا الأمر!».

مادة سوداء اللون تخرج من مكب النفايات وتحرق كل شيء
مادة سوداء اللون تخرج من مكب النفايات وتحرق كل شيء
رسالة الأهالي لرئيس الجمهورية

وتقدم مشايخ وأعيان وأهالي علمان بشكواهم عبر «الأيام» إلى الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، قائلين:

«نتقدم إليكم بهذه الشكوى بعد الله سبحانه وتعالى وبعد أن أغلقت الأبواب أمامنا.. فخامة الرئيس نود إحاطتكم علما بأن المخطط الخاص بمرور خطوط الكهرباء الغازية والواصل من مأرب حتى العاصمة صنعاء الذي وصل إلى جدار أمام مقلب القمامة تحول من الجهة الشرقية لخط عمران إلى الجهة الغربية للخط من وسط مقلب القمامة والذي سيمر من واجهة أموالنا، أراضينا التي هي مصدر أرزاقنا، ونوضح لكم فخامة الرئيس الآتي:

1- لقد تم عمل مقر المحطة المخصصة للطاقة الغازية في أموالنا وحدنا، وكما تعلمون فإننا لم نخالف ذلك، رغم أننا لم نستلم التعويض إلى الآن.

2- مقلب القمامة الذي أخذ معظم أملاكنا بل نقول كل ما نملك على هذه الأرض.

3- الخطوط القديمة للكهرباء التي من الحديدة إلى عمران مرت من أموالنا، ولم نتكلم نظرا للمصلحة العامة، ولم نأخذ تعويضا.

4- لقد تم حفر آبار المياه التي تغذي أمانة العاصمة صنعاء في أملاكنا دون أي تعويض، مع خطوط الكهرباء للآبار في أملاكنا.

بعض أهالي المنطقة
بعض أهالي المنطقة
فخامة الرئيس إن الأرض التي يريدون تمرير خطوط الكهرباء الغازية فيها هي آخر ما نملك وما تبقى لنا بعد ما ذكر أعلاه، وملكية هذه الأرض تعود إلى الضعفاء والمساكين والأيتام والأرامل، وهذا ظلم كبير بحد ذاته ولايرضي الله ورسوله ولايرضيكم الظلم لنا.

وهذه الأرض هي مصدر أرزاقنا على الخط وهي الواجهة لباقي ما نملكه على خط عمران صنعاء.

لسنا كغيرنا نقوم بالمشاكل ضد المصالح التي هي للوطن، وللعلم فإن ما ذكر أعلاه من رقم (1) حتى رقم (4) هو الصحيح وللجان والإدارات التابعة لمكتب رئاسة الجمهورية وللمشرع التأكد من صحة ما ذكر أعلاه، وإذا صح عكس ما أسلفنا فإننا متنازلون عن ذلك.

فنرجو من فخامتكم، سيدنا الرئيس، رفم الظلم الجائر والمجحف عنا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي «يابي آدم إني حرمت الظلم على نفسي فلاتظالموا..».

قواعد الكابلات الكهربائية ولم تتبق سوى واجهة واحدة على خط عمران
قواعد الكابلات الكهربائية ولم تتبق سوى واجهة واحدة على خط عمران
لذا نرجو توجيه أوامركم الكريمة بإعادة المخطط لما كان عليه من الجهة الشرقية، حيث وهي أرض بيضاء لايوجد بها زراعة أو سكن ولا هي على واجهة الخط، إنما خلفية لايتضرر منها أحد، وواضحة أمام الجميع ولعلمكم إذا مر خط الكهرباء حسب التعديل الأخير سنصبح لانملك شيئا، وذلك لايرضي الله، ولايرضيكم أن نكون عالة على المجتمع.

وإننا نحملكم الحجة أمام الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم العظيم. وفي الأخير تقبلوا خالص تحياتنا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى