العطار والحزمي في الضالع.. عبق وقيمة وإرادة لا تعرف المستحيل

> الضالع «الأيام» خاص:

> الشابان أحمد العطار وعارف الحزمي ثنائيان مدهشان بإرادتهما وعزيمتهما، وقد قادما من فرع العدين في إب إلى هذا المكان الصاخب والمزدحم بالحركة والبشر والأفكار والتفاعلات، في هذه الزاوية من قلب مدينة الضالع كان للأول قصة نجاح بدأت من هناك ولم تنته بعد، إذ قدر لبائع العطور الانطلاقة من عربة صغيرة يقطرها عند الظهر في عمود حديدي لكرسي جماعي يتشاطره باعة الصحف والمجلات ورواد السوبر ماركت.

الشاب أحمد العطار تجده منذ الصباح بوجهه البشوش، والضحك ديدنه حتى وهو يطالع في مطبوعات زميله الشاب الكفيف عارف خبرا لا يسره، ومع ذلك النبأ أو الأحداث في الشارع ظل كما عهدته قارئا للصحف و بائعا للعطر وكريما في ابتسامته أو طموحه في العلم والمعرفة، حيث يؤكد أن الأمر لا يقتصر على نيل الدبلوم من كلية التربية الضالع أو إتمام البكالوريوس في اللغة العربية العام القادم، بل يتطلع للماجستير في الشعر.

في المكان ذاته يجلس الكفيف عارف الحزمي، قليل جدا من يدرك ذهاب بصره، فلقد كان بإلهامه ونباهته يستطيع التمييز بأصابع يده بين الورق النقدية و الصحف والمجلات والأصوات.. لم يكتف عارف بحاسة أنامله السحرية القادرة على بيعك مبتغاك من الصحف ومن اللمسة لورقها بل إنه أيضا يضفي على محيطه وقاصديه دعابة وحيوية من نوع خاص.

العطار والحزمي صارا جزءا من حياتنا اليومية، ولا أظن للبقعة قيمة وأهمية من دون الاثنين.. فهل هنالك أطيب وأعبق من رائحة المسك والعطر المنثورين في فضاء المكان، وهل ثمة أفضل من نشر المعرفة والوعي بين الناس؟؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى