قصة قصيرة .. المصير المجهول

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> تقدم ضمن من تقدم لامتحان القبول بجامعة حضرموت تخصص بيئة وعلوم بحرية، فقد تعمد اختيار هذا التخصص تمشيا والنهضة السمكية التي تشهدها حضرموت.

كان كل همه أن يتحصل على درجات النجاح ليظفر بمقعد الدراسة، لايهمه من أين يحصل على الإجابات، فقد تعود منذ امتحانات إكمال الثانوية على إباحة الغش، بل لقرابته من إحدى الشخصيات التربوية، كانت الإجابات تأتيه طيعة دون أن يطلبها، وكان يتنقل بحرية داخل القاعة، وكان دون غيره يتواصى المراقبون لتوفير كافة الإمكانات له، لتمكينه من الحصول على إجابات صحيحة، حتى لو أخذت قسرا من المتفوقين. هو يعلم أن نسبة النجاح العالية التي حازها، لم يبذل فيها أي جهد، وأنه كان يسهر حتى وقت متأخر مع شلته في قتل الوقت بتناول سيد الأبرياء، لايهمه إن كان أزف موعد الامتحان أم لا، فقد استقر في ذهنه أنه ضامن للدرجات العلا، بما له من نفوذ.

غير أن المفاجأة أذهلته، حين وجد نفسه عاجزا عن استيعاب أسئلة امتحان القبول، وأنه يجهل أبجديات القواعد العلمية، تلفت يمينا وشمالا عله يتمكن من اقتطاف جهود جيرانه، غير أن الوجوه أغبرت حواليه وكشرت عن أنيابها، فوجد نفسه محاصرا لايدري كيف الخلاص، فكر وقدر بأن يعرف عن نفسه، وعن نفوذ قريبه، غير أنه أحجم عن ذلك لإدراكه استقلالية الإدارة.

كاد ينفجر بالعويل، وكادت أنفاسه أن تختنق، وهو يتوقع الفشل، ويشعر بالخيبة والخزي عند ارتفاع النتيجة، وهو لايقبل أن يفضح أمام الملأ أنه لم يصل إلا بنفوذ قريبة، اسودت الدنيا في عينيه، وكاد أن يسقط في قاعة الامتحان، وهو يتصور ذلك المصير المجهول الذي ينتظره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى