البشير ينفي اتهامات بارتكاب ابادة جماعية في دارفور

> أسطنبول «الأيام» زيرين ايلجي وتوماس جروف :

>
الرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس التركي عبدالله جول
الرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس التركي عبدالله جول
نفى الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يقوم بأول زيارة للخارج منذ ان تحركت المحكمة الجنائية الدولية لتوجيه اتهام ضده في جرائم حرب أمس الثلاثاء ان قواته ارتكبت اعمال ابادة جماعية في دارفور.

وطلب رئيس الادعاء لويس مورينو اوكامبو في الشهر الماضي من المحكمة الجنائية الدولية ان تصدر أمر اعتقال ضد البشير بشأن اتهامات بارتكاب عمليات ابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور قائلا ان اجهزة الدولة التابعة له قتلت 35 الف شخص بصورة مباشرة بالاضافة الى 100 الف آخرين بطريقة غير مباشرة.

وتحدى البشير المحكمة الجنائية الدولية ووصف تحركات المحكمة بأنها جزء من برنامج استعماري جديد لحماية مصالح الدول المتقدمة. وقال ان القوات الحكومية ليست مسؤولة عن الجرائم في دارفور.

ونقل مسؤول تركي قريب من المحادثات عن البشير قوله للرئيس التركي عبد الله جول اثناء اجتماع في اسطنبول انه لم يرتكب ابادة جماعية في دارفور.

ونقل المسؤول عن البشير قوله انه شعر بالحزن بسبب الاحداث هناك.

ولم يبحث الرجلان اللذان اجتمعا لمدة 30 دقيقة في قصر يرجع الى العصر العثماني بجوار مضيق البوسفور على هامش قمة اقتصادية تركية افريقية موضوع المحكمة الجنائية الدولية أو القضية ضد البشير. ولم يقبل البشير شرعية المحكمة.

ولم تصدق تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي على معاهدة تشكيل المحكمة الجنائية الدولية لكنها تتعرض لضغوط للانضمام الى عضوية المحكمة في اطار مفاوضات للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.

وقد يستغرق قضاة المحكمة الجنائية الدولية عدة اسابيع أو أشهر لاصدار امر اعتقال لكنهم لم يتقاعسوا ابدا عن اصدار امر اعتقال طلبه الادعاء.

وقال مبعوث للامم المتحدة في كلمة امام مجلس الامن يوم أمس الأول ان السودان حذر المنظمة الدولية من "عواقب خطيرة" ضد موظفيها ومنشآتها اذا صدر امر اعتقال ضد البشير.

وكرر عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة موقف البشير المتحدى للمحكمة الجنائية الدولية في تصريحات للصحفيين.

وقال عبد الحليم "الرئيس يمكنه الذهاب إلى أي مكان ولا يخشى من أي شيء." وتابع قائلا "رئيسنا لن يعتقل أبدا طالما بقينا على قيد الحياة. طالما بقينا على قيد الحياة لن يحدث شيء لرئيسنا."

وتسعى دول افريقية وعربية الى تجميد هذه التحركات من جانب المحكمة لتوجيه الاتهام الى البشير وتقول انها يمكن ان تعرقل جهود احلال السلام في دارفور.

ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وإن 2.5 مليون نزحوا عن ديارهم منذ حمل متمردون أغلبهم من أصول غير عربية السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية في الخرطوم بتجاهل منطقتهم القاحلة. ويلقي السودان باللوم على الإعلام الغربي في المبالغة في حجم الصراع ويقول إن عدد القتلى عشرة آلاف.

ودعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك تركيا الى التعبير عن تأييدها للمحكمة اثناء زيارة للبشير.

ونقل المسؤول التركي عن جول قوله ان الاحداث في دارفور "مأساة انسانية" وانه " يتعين على الجميع بذل جهود لتخفيف الالام". وقال ان جول طلب من البشير اعطاء أولوية للمستثمرين الاتراك في حقول النفط السودانية اثناء الاجتماع.

ومن المتوقع أن يحضر زعماء 40 دولة افريقية القمة التي تعقد في اسطنبول في الوقت الذي تسعى فيه تركيا التي تعاني نقصا في الطاقة إلى الاستفادة من الموارد الهائلة للقارة الافريقية.

وتسعى تركيا التي وقعت اتفاقيات مع الجزائر للحصول على الغاز المسال الى زيادة استثماراتها وتجارتها مع منطقة جنوب الصحراء في افريقيا بعد خطوات مماثلة من جانب قوى صاعدة مثل الصين والهند.

وفي السنوات الاخيرة عززت تركيا استثماراتها في السودان. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى