طالبان تسعى الى محاصرة كابول

> كابول «الأيام» تيبو مالتير :

>
يعكس الكمين الذي اودى أمس الأول بحياة عشرة جنود فرنسيين على بعد اقل من خمسين كلم من كابول الاستراتيجية الجديدة لحركة طالبان والمتمثلة في تطويق العاصمة بعد ان كانت متمركزة في معاقلها في جنوب افغانستان وشرقها.

فقد نصب نحو 100 متمرد أمس الأول كمينا لدورية استطلاع فرنسية في منطقة ساروبي التي تبعد 50 كلم عن كابول كما اعلنت قوة الحلف الاطلسي الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) في بيان.

وقتل عشرة جنود واصيب 21 خلال هذه المعارك في اكبر خسارة للقوات الدولية في افغانستان منذ 2001 وللجيش الفرنسي منذ اعتداء دراكار في بيروت عام 1983 (58 قتيلا).

ويدل وجود عناصر طالبان الذي لا سابق له في هذه المنطقة على محاولتهم التدريجية لمحاصرة العاصمة وتكثيف العمليات حولها.

واستنادا الى مجلس سانليس وهو مجموعة دراسات مستقلة فان طالبان تضاعف نشاطها في ولايتي ورداك ولوغار غرب كابول وجنوبها في اطار "زحف الى العاصمة".

واعتبرت المجموعة في تقرير صدر في تموز/يوليو الماضي ان "اكثر من نصف ولاية ورداك التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة عن كابول خاضع لسيطرة طالبان".

وفي ولاية لوغار قتلت ثلاث موظفات في المجال الانساني، هم كنديتان واميركية، مع سائقهن في كمين على مسافة تقل عن 50 كلم عن العاصمة.

ويرى هارون مير الباحث في مركز الابحاث والدراسات الاستراتيجية لافغانستان "اذا بحثنا في ما حدث خلال الحرب على السوفيات نجد ان كابول كانت محاصرة من المجاهدين وها نحن نرى الوضع نفسه يتكرر".

واضاف ان "استراتيجية تطويق كابول بدات منذ وقت طويل والان اصبحت الحكومة عاجزة عن التصدي لها. وهناك ايضا هجمات عديدة على قوافل الامداد" مشيرا الى تحالف بين طالبان والقاعدة وجماعة زعيم الحرب السابق قلب الدين حكمتيار.

ويرى حبيب الله رافي المؤرخ والمحلل السياسي الافغاني ان عودة طالبان الى محيط العاصمة التي استولوا عليها من تحالف الشمال عام 1996 سببه اخطاء الائتلاف الدولي.

وقال "عندما اطاح الاميركيون بنظامهم تفرق عناصر طالبان في الطبيعة لكن بسبب عمليات القصف التي كثيرا ما تسببت في مقتل مدنيين نجحوا في استعادة مكانتهم لدى السكان الذين حتى وان كانوا لا يساعدونهم فانهم يغضون النظر عنهم".

واضاف "هكذا تقدموا شيئا فشيئا نحو كابول باستخدام ممرات عبر ساروبي ووداك (شرق) ولوغار (جنوب) وقابيسا (شمال)".

وفي الوقت نفسه ضاعف المتمردون منذ بداية العام العمليات المثيرة في العاصمة مثل الهجوم الذي استهدف في 14 كانون الاول/يناير فندق سيرينا الفخم ومحاولة اغتيال الرئيس حميد كرزاي خلال عرض عسكري في 27 نيسان/ابريل او الهجوم الانتحاري على سفارة الهند الذي اوقع 60 قتيلا في السابع من تموز/يوليو الماضي.

واتخذت السلطات الافغانية قرارا بتقليص الاحتفالات بيوم الاستقلال أمس الأول وخصوصا في كابول حيث انتشر سبعة الاف عسكري بسرعة في حين اشار الجيش الاميركي الى "تهديدات جدية".

لكن الامم المتحدة ترى ان هذه الزيادة التي لا يمكن انكارها للهجمات في العاصمة وحولها لا تعني مع ذلك تغييرا في الاستراتيجية.

وقال عليم صديق المتحدث باسم الامم المتحدة "لا نعتقد ان هذه الهجمات المتفرقة هجمات منسقة او انها جزء من جهود للزحف نحو العاصمة".

وقد بدات حركة طالبان تمردها الدامي منذ طردها من السلطة في نهاية عام 2001 على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة,وتضاعفت كثافة اعمال العنف منذ نحو عامين رغم وجود 70 الف جندي اجنبي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى