«الأيام» و50 سنة صحافة

> أحمد المهندس:

> لايمكن أن أدع مناسبة احتفال جريدة «الأيام» اليمنية الرائدة بمرور خمسين عاما على تأسيسها من قبل الراحل المقيم الأستاذ محمد علي باشراحيل- طيب الله ثراه- تمر دون أن أشارك في زفة الفرح والاحتفال الكتابي بهذا الحدث الإعلامي المميز بنقطة من كلمات التهنئة، في البدء لعرسان الفرح الناشرين هشام وتمام باشراحيل وزملاء الحرف الأعزاء في هذه المطبوعة، الذين أعادوا إليها شبابها ودورها الريادي في الحياة الإنسانية والاجتماعية والسياسية في يمن الوحدة والمستقبل، بعد أن حاول النظام الحزبي بالنجمة الحمراء وأد تاريخها ودورها الطلائعي في عدن بعد الاستقلال باتهامات باطلة لا أساس لها، فقد كانوا يخشون من يعرفون حقيقة المواطنة والوطن، وأهمية الثقافة والتنوير في حياة الناس، والأسلوب الأمثل لبناء البلد بسواعد أبنائها بعيدا عن المناطقية والحزبية والتأثير الأجنبي الذي لايتفق وقيمه وأصالته وتاريخه.

خمسون عاما مرت منذ أن وضع محمد علي باشراحيل اللبنة الأولى في هذا الصرح لتقوم مطبوعته بدورها الإعلامي على أكمل وجه، وتحقق من البداية نجاحا وإقبالا من القراء على امتداد جغرافية اليمن، بعيدا عن التشطير الاستعماري والحزبي.

وعانى أبناء المؤسس الكثير من الظلم والجحود من أجل الحفاظ على المبادئ والقيم التي أرساها والدهم، واستطاعوا بالصبر والعمل والأمل أن يعيدوا النبض إلى قلب «الأيام» الذي توقف لسنوات عن الصدور، وعادت أكثر جدية ونشاطا وأهمية، وتجاوز توزيعها حدود اليمن إلى الدول العربية الشقيقة، بل والعالم من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وأصبحت في كل بيت، يطالعها الجميع بشغف واهتمام، بعد أن تجاوزت تغطيتها المحلية.

جريدة «الأيام» التي أسعدني أن أكون- بعد أن تعرفت على رئيسها والعديد من رموزها وكتابها والمهتمين بما ينشر فيها- من كتابها من بوابة الحرمين الشريفين (جدة)، وجعلتني وسيلة الاتصالات العصرية على مقربة منها، على الرغم من زمن المسافات والسفر.

ولمست في كل مرة أكتب وأنشر فيها حماسي لفن وأدب أهلنا في اليمن، ومقدار حب الناس ومتابعتهم وتقديرهم لمن يبادلهم التقدير والتواصل والكتابة عن فنهم وأدبهم وهمومهم، من خلال الاتصالات والسؤال، الذي يزيد في حماسي وقربي من هذه الوسيلة الناجحة التي يلقى ما نشر فيها كل هذا الإقبال والاهتمام لتؤكد أهميتها وانتشارها.

خمسون عاما مضت كومضة فلاش- من عمر الصدور والتألق- ويحق لأسرة «الأيام» أن تحتفل بها وتشعل شموع الفرح، وأن نبادلهم التهنئة والقبلات العربية.

وأن نحييهم على الاستمرار في النهج والسياسة والحرية والمواقف المشرفة التي مايزالون يدفعون ضريبتها معاناة ونجاحا يضمد الجراح والآلام، عندما تكون كل صباح بين يدي القراء، ويجدون فيها نبض حياتهم وهمومهم وثقافتهم.

وعلى طريقة إخواننا في مصر في الأفراح والمناسبات السعيدة، نردد للناشرين وأسرة «الأيام» بالمناسبة وبالصوت الحياني.. مهنئين وفرحين: الفرح و«الأيام».. وخمسون عاما صحافة.. وأنا وأنت.. وفرحني ياجدع!.

صحفي وأديب سعودي ـ جدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى