12 قتيلا في تفجير سيارتين ملغومتين بالجزائر

> البويرة «الأيام» عبدالعزيز بومزار :

>
قتل 12 شخصا وأصيب 42 في انفجار سيارتين ملغومتين بالجزائر أمس الأربعاء في أحدث هجمات في أسوأ أسبوع من الاضطرابات منذ سنوات فيما يمثل ضربة للامال في أن تتمكن الدولة عضو منظمة اوبك قريبا من القضاء على تمرد يشنه متشددون إسلاميون.

وجاء التفجيران في البويرة التي تقع على بعد 90 كيلومترا جنوب شرقي الجزائر العاصمة في أعقاب سلسلة هجمات شنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من بينها تفجير أمس الأول قتل فيه 48 شخصا وكمائن سقط فيها 11 قتيلا يوم الأحد.

وقالت مجموعة (إس.إن.سي-لافالين) للهندسة والانشاءات الكندية ان 12 موظفا جزائريا من العاملين لديها قتلوا عندما أصاب انفجار حافلة كانت تنقلهم للعمل في مشروع للمياه.

وقال شاهد عيان طلب عدم نشر اسمه "الحافلة حطمت تماما."

وأضاف "بجوارها كانت هناك برك دماء وساعات وملابس ممزقة وهاتف محمول يرن."

وقالت وزارة الداخلية إن الانفجار وقع بعد 15 دقيقة من انفجار قنبلة أولى في ثكنات للجيش الساعة السادسة صباحا (05:00 بتوقيت جرينتش).

وقال حليم (32 عاما) الذي يقيم بالقرب من الثكنة العسكرية إن مهاجما انتحاريا اندفع بسيارته في المبنى.

وأضاف "الانفجار مزق جسد المهاجم إلى اشلاء وتطايرت أجزاء من اطرافه على مسافة أمتار."

وأفاد بيان للوزارة نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن 12 شخصا قتلوا وأصيب 42 آخرون بينهم سبعة من العسكريين وشرطي واحد.

وذكرت الوزارة أيضا أن إجمالي قتلى تفجير أمس ارتفع إلى 48 قتيلا من 43.

وتمثل التفجيرات في المدن تكتيكات جديدة تبناها أول مرة في عام 2007 المتشددون الذين يقاتلون من اجل إقامة حكم إسلامي في الجزائر البالغ عدد سكانها 34 مليون نسمة وهي مورد رئيسي للنفط والغاز لأوروبا.

وتخصص المتشددون في السابق في نصب كمائن لقوات الجيش في مناطق نائية,واعتبر بعض رجال الدين المسلمين في الجزائر والخارج أن التفجيرات الانتحارية مخالفة لمباديء الشريعة الإسلامية.

وقال المحلل الأمني منير بوجمعة مفسرا الهجمات "مجموعة متشددة داخل الجماعة تتبنى الهجمات الانتحارية هي التي تتولى العمليات على الأرض."

وأضاف "لا يوجد حل سهل لوقف التفجيرات الانتحارية. السبيل الوحيد هو الاستمرار في محاصرة معاقل الإرهابيين ومحاربتهم هناك. انه سباق مع الزمن."

وأكد وزير الداخلية يزيد زرهوني مجددا أمس الأول وجهة نظر الحكومة القائلة بان حصار قوات الأمن للمتشددين جعلهم في وضع يائس.

وكانت تفجيرات أمس الأول هي الأعنف التي تشهدها البلاد منذ سنوات. واستهدفت أكاديمية لتدريب قوات الأمن في بلدة يسر على مسافة 55 كيلومترا شرقي العاصمة,وفي واشنطن أدان البيت الأبيض الهجوم.

وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريح للصحفيين " يجب وقف هؤلاء المجرمين وسفاكي الدماء.. وستواصل الولايات المتحدة العمل مع الجزائر في تعاون وثيق بشأن إجراءات مكافحة الإرهاب."

واندلع العنف بالجزائر عام 1992 عندما ألغت حكومة مدعومة بالجيش انتخابات كان حزب إسلامي متشدد على وشك الفوز فيها. وقتل نحو 150 الف في اعمال العنف التي أعقبت ذلك.

ومنذ تبنت الجماعة السفلية للدعوة والقتال اسم تنظيم القاعدة في أوائل العام الماضي أعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات منها انفجار مزدوج استهدف مكاتب للأمم المتحدة ومبنى محكمة في العاصمة في ديسمبر كانون الأول عام 2007 واسفر عن مقتل 41 شخصا.

وقال المحلل أنيس رحماني إن قتل أعداد كبيرة من المدنيين في التفجيرات في الفترة الأخيرة يعيد للأذهان المذابح التي شهدتها البلاد في التسعينات والتي ألقيت المسؤولية فيها على عاتق الجماعة الإسلامية المسلحة المنحلة.

وقال رحماني "هذه الاستراتيجية أدت إلى فشل الجماعة الإسلامية."

وقال ديفيد هارتويل محرر شؤون الشرق الاوسط في نشرة كانتري ريسك التي تصدرها مؤسسة جينز إن هناك مخاوف من أن يكون من نفذوا التفجيرات متشددين تلقوا تدريبات مع مسلحين يقاتلون القوات الأمريكية في العراق.

وأضاف "لكن الجماعة ينظر إليها على نحو متزايد على أنهم غرباء يأتون لمهاجمة الجزائر. لا دلائل على انها تحظى بتأييد أكبر بين السكان." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى