أولمبياد بكين 2008.. ساحرة الزانة الروسية يلينا إيسينبايفا.. حينما يبتسم المجد الأولمبي للفقراء!

> بكين «الأيام الرياضي » عن موقع إيلاف :

> جذبت أنظار العالم بجمالها الأخاذ ... هكذا ذهبت بعض التحليلات (السطحية) في وصفها للإنجاز التاريخي لبطلة القفز بالزانة الروسية (يلينا إيسينبايفا) ..! فالجميلات لسن عملة نادرة في روسيا، أو في أي كان بالعالم.

فقد نجحت النجمة الروسية في إبهار العالم بموهبتها وإمكاناتها المذهلة وتحطيمها للأرقام القياسية العالمية في القفز بالزانة 24 مرة، والظفر بذهبيات أولمبية وألقاب عالمية وأوروبية لا حصر لها، ولكي لا يصبح نجاحها في جذب أنظار العالم مرهون بموهبتها فقط، دعونا نعترف أن جمالها كان له دور ليس بالقليل في شهرتها إلى الحد الذي جعل العالم يتابع مسابقة القفز بالزانة بشغف كبير، رغم عدم تمتع تلك الرياضة بقدر ولو محدود من الشعبية في كثير من دول العالم.فقد حققت (يلينا إيسينبايفا) إنجاز تاريخي غير مسبوق، وتوجت نفسها ملكة على عرش القفز بالزانة بعد أن نجحت في تحقيق رقم قياسي عالمي جديد (5.04 متر)وحصلت على ذهبية دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في العاصمة الصينية بكين، والرقم القياسي الجديد الذي حققته النجمة الروسية هو الـ 24 في مسيرتها الحافلة التي نالت خلالها ذهبيات الأولمبياد وبطولات العالم لتكرر أسطورة الروسي (سيرجي بوبكا) صاحب الأرقام الإعجازية في القفز بالزانة، وبعيدا عن السرد المكرر لإنجازات (يلينا إيسينبايفا) قد يكون من المثير أن نلقي الضوء على الجوانب الاجتماعية في مسيرتها الحافلة .

الأب سباك والأم بائعة في متجر .. والابنة بطلة أسطورية.. ولدت (يلينا إيسينبايفا) في 3 يونيو 1982( 26 عاما) في مدينة فولغوغراد الروسية(ستالينغراد سابقًا) وينظر إليها الآن وهي في سن 26 عاما، على أنها أفضل لاعبة قفز بالزانة في التاريخ. فقد حققت 12 ميدالية ذهبية أولمبية وعالمية و أوروبية ، حيث حققت ذهبية أولمبياد أثينا 2004 وأولمبياد بكين 2008 فضلا عن حصولها على بطولة العالم 3 مرات أعوام 2003 ثم 2005 ثم 2007، وبطولة العالم للصالات 4 مرات أعوام 2003 و 2004 و 2006 ثم 2008 وبطولة أوروبا 3 مرات أعوام 2002 ثم 2005 ثم 2006.

كانت أفضل لحظات الإنجاز في مسيرتها التاريخية ذلك الرقم القياسي العالمي الجديد الذي حققته هو 5.05 متر في منافسات القفز بالزانة بدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالصين، وكان رقمها القياسي السابق قد سجلته في دورة محلية في دونستك هو 4.95 متر في 16 فبراير 2008. وقد أصبح الرقم القياسي الذي حققته يوم الإثنين الماضي في بكين هو الرقم الرابع والعشرين من سلسلة أرقامها أرقامها القياسية لتكرس نفسها أسطورة لا تقل بحال عن أسطورة القفز بالزانة للرجال (سيرجي بوبكا) ..

البطلة الروسية (يلينا إيسينبايفا) التي جذبت اهتمام العالم هي ابنة سباك وعضو من جماعة تاباساران العرقية الصغيرة التي تعيش في داغستان، أما أمها التي تعمل بائعة في متجر هي من أصل روسي، كما أن لها أخت تسمى إينا.

وقد ولدت النجمة الروسية في بيئة متواضعة للغاية، وتتذكر أن والديها كيف كانا يعيشان حالة من الحرمان من أبسط احتياجات الحياة في مقتبل حياتها بسبب العوز والفقر الشديد، ورغم هذه المعاناة وإن شئنا الدقة (بسبب هذه المعاناة) أصبحت بطلة عالمية وأولمبية، بل يتم تصنيفها الآن كأفضل لاعبة قفز بالزانة في التاريخ، وقد بدأت في طفولتها في التدريب على الجمباز مثل آلاف الفتيات الروسيات اللواتي يبحثن عن المجد الرياضي هربا من جحيم الفقر، ولكن تركيبتها الجسمانية وطولها الفارع وقف حجر عثرة في طريقها، فوجدت نفسها تتجه بشكل تلقائي لرياضة تناسب إمكاناتها البدنية بصورة أكبر، فأبدعت في القفز بالزانة ووصلت لتلك المكانة العالمية المرموقة لتصبح رمزا لهذه الرياضة ..

وقد حصلت (يلينا إيسينبايفا) على درجة البكالوريوس بعد تخرجها من أكاديمية فولوغو الحكومية للتربية البدنية، وهي الآن تواصل دراستها للحصول على درجة الماجستير، وهي ضابطة في الجيش الروسي، وفي الرابع من أغسطس 2005 تمت ترقيتها إلى رتبة ملازم أول، وتظهر في إعلانات شركة توشيبا للإعلان عن منتجاتها في روسيا.

ذهبية بكين .. يوم تاريخي في حياة الجميلة الروسية

في يوم الإثنين 18 أغسطس استطاعت (يلينا إيسينبايفا) تسجيل رقمها القياسي الـ 24، وأحرزت الميدالية الذهبية بعد أن تخطت العارضة وهي على ارتفاع 4,85م، وكانت منافستها الرئيسية الأمريكية جينيفر ستوتشينسكي قد أولت التغلب عليها وتجاوز 4,90م، لكنها فشلت مكتفية بالمركز الثاني. أما الميدالية البرونزية فكانت من نصيب الروسية سفيتلانا فيوفانوفا التي حازت على الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية في أثينا لعام 2004. واجتازت فيوفانوفا العارضة هذه المرة وهي على ارتفاع 4,75 م.

وبالإضافة إلى إحرازها الذهبية تمكنت يلينا إيسينبايفا أيضاً من تسجيل رقم قياسي عالمي جديد، إذ استطاعت في المحاولة الثالثة قفز 5,05م متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل باسمها وهو 5,04م. وكانت يلينا إيسينبايفا قد أصبحت بطلة أولمبية لأول مرة قبل 4 أعوام في أثينا. وبفضل النتيجة التي حققتها هذه اللاعبة المبدعة ارتقى الفريق الروسي في أولمبياد بكين إلى مرتبة متقدمة بين الفرق المشاركة من حيث عدد الميداليات حيث أصبح لديه 8 ميداليات ذهبية، و13 ميدالية فضية، و 15 ميدالية برونزية.. وكانت جولة الحسم بين يلينا إيسينبايفا، وجينيفر ستوزيرسكي لاعبة الولايات المتحدة من الجولات المثيرة في ألعاب القوى بأولمبياد بكين.

وكانت هناك منافسة شديدة بينهما ولكنها لم ترق إلى درجة الندية الكاملة رغم إثارتها، فالبطلة الأميركية أعلنت تحديها للبطلة الروسية قائلة: « آمل أن أذهب إلى الأولمبياد وأحقق نصرا على اللاعبة الروسية».

وقد حدث جزء مما ما تمنته ستوزيرسكي الأمريكية، حيث إنها حققت مسافة 4.92 متر في محاولاتها، وهي مسافة أكبر مما حققته أية لاعبة أخرى فيما عدا النجمة الروسية يلينا إيسينبايفا، كما لعبت اللاعبتان مع بعضهما لعبة القط والفأر خلال الجولات النهائية، ولكن لم يكن هناك شك فيمن هي القطة. فخلال التسعين دقيقة الأولى من المباراة، لم تحاول إيسينبايفا القفز ولكنها جلست في الممر والكاب على رأسها ويغطي عينيها. وعندما وصل الحاجز إلى 4.70 متر قررت أن تقطع صمتها وحققت الارتفاع في المحاولة الأولى، وبعدها جلست مرة ثانية في صمت وهي تراقب اللاعبة الأمريكية تتحرك نحو المركز الأول بمعدل 4.80 متر. وعندما وقفت النجمة الروسية من أجل القيام بالمحاولة الثانية لها لم يبق إلا هي واللاعبة الأمريكية في المنافسة. وقد فشلت اللاعبة الأمريكية في تحقيق الفوز في محاولة 4.90 متر، ولم يبق إلا الروسية في المنافسة. وعندها قابلتها عاصفة من التشجيع الحار من اللاعبات الأخريات.

الرقم القياسي لرد الدين وامتاع الجماهير

ورغم حصولها على الذهبية إلا أن النجمة الروسية قالت: «لقد حاولت أن أبذل قصارى جهدي من أجل الجمهور الذي أسعدني كثيرا، وشعرت أنه لا يجب أن أخرج دون أن أحقق رقما قياسيا بسبب دعم الجمهور لي، ومع وجود جمهور 50 ألف مشاهد يصفقون لها، تحدث نفسها، وانتصرت على جميع ما حققته من أرقام قياسية بدءا من الرقم الذي حققته في أولمبياد أثينا وهو4.92 متر. وقد حاولت خلال الثلاث قفزات أن تحقق ذلك وقد حدث، ولم يكن ذلك شيئا مستحيلا كما قالت، فقد تخطت الأرقام القياسية العالمية والمحلية في 24 مناسبة منفصلة.

أما سيرجي بوكا، أسطورة القفز بالزانة الأوكراني الشهير الذي حقق 35 رقما قياسيا، كان متواجدا في الإستاد من أجل المشاهدة. وقد استحسن الطريقة التي رفعت بها النجمة الروسية الرقم إلى سنتيمتر في كل مرة، تماما كما كان يفعل هو. وقد قالت إيسينبايفا: «إن الحياة سوف تكون مملة بالنسبة لي إذا لم أحقق رقما قياسيا، ولذا فأتمنى أن أستمر في تحقيق الأرقام القياسية».

وبالإضافة إلى تحقيق الثراء والمال من الفوز، فإن فكرة الشهرة تعد هامة بالنسبة لها أيضا. وتقول بأنها دائما تحرص على أن تظهر كفتاة، وليست كرياضية فقط. وقبل أن تقفز قفزتها النهائية توقفت من أجل وضع شريطين آخرين في شعرها وتثبت الخواتم الموجودة في أصابعها. ولاشك في أن جمالها يضيف شيئا إلى شهرتها، ولكن موهبتها هي التي تجذب الانتباه أكثر إليها.

الطموحات ممتدة حتى أولمبياد لندن 2012

وفقا لما نقلته وكالة نوفوستي الروسية أكدت يلينا إيسينبايفا للصحفيين عقب تتويجها بالذهبية التاريخية في أولمبياد بكين أنها لن تهدأ وأن هدفها القادم هو الفوز بذهبية الألعاب الأولمبية عام 2012 التي ستجرى في لندن، وأعلنت كذلك عن طموحها لتسجيل رقم قياسي جديد، لتستمر في مطاردة الأرقام القياسية كما فعل الأسطورة سيرجي بوبكا. وقالت يلينا إيسينبايفا في هذا الشأن: «سأستمر في التدريبات والمباريات حتى أولمبياد لندن، غايتي الفوز هناك بميدالية ذهبية وتحطيم رقم قياسي جديد. بعدها فقط سأهدأ».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى