مئات الألوف يتظاهرون من أجل الاستقلال في كشمير

> سريناجار «الأيام» رويترز :

>
خرج مئات الألوف من المسلمين في مسيرة سلمية في المدينة الرئيسية في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير أمس الجمعة يحملون الرايات الإسلامية الخضراء ويرددون "نريد الحرية" مستأنفين احتجاجات تعد من أكبر ما شهدته المنطقة ضد الحكم الهندي خلال عقدين.

ونقلت مئات الشاحنات والحافلات متظاهرين لحضور حشد من أجل الاستقلال يتحدث فيه زعماء الانفصاليين.

وردد المتظاهرون هتاف "لا إله الا الله" وطالبوا القوات الهندية بالانسحاب.

وكان خلاف على اراض خصصت لزوار هندوس يحضرون إلى مزار في كشمير قد تصاعد إلى احتجاجات واسعة النطاق هذا الشهر مما عزز موقف الانفصاليين الذين يريدون الانفصال بالمنطقة الوحيدة في الهند التي تقطنها أغلبية مسلمة.

وقال مسؤولون ان دوريات من الشرطة والجيش في عدة القتال سارت في الشوارع مع وصول حوالي 350 الف محتج من المدن والقرى القريبة.

وقال مرويز عمر فاروق رئيس مؤتمر حريات كل الاحزاب في كلمة امام الحشد "مظاهرة اليوم استفتاء على ان الكشميريين يريدون حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير."

واصطف الاف الناس على جانبي الطريق يحيون المحتجين ويقدمون لهم الطعام والماء والعصائر.

وكانت الشرطة قتلت 23 متظاهرا مسلما على الأقل وأصيب نحو 500 آخرين بجروح في اشتباكات خلال اسبوعين من المظاهرات في وادي كشمير,وتوقفت الاحتجاجات لمدة ثلاثة أيام حتى أمس الجمعة للسماح للكشميريين بتخزين احتياجاتهم.

وتعد المظاهرات من أكبر الاحتجاجات التي تشهدها كشمير منذ اندلاع تمرد على الحكم الهندي في المنطقة في عام 1989. وقتل عشرات الالوف من الناس في ذلك التمرد.

وقال المتظاهر عبد الرحمن وهو في التسعين من عمره "لم أر مظاهرة اكبر في حياتي." واضاف "يبدو ان كشمير تندفع بعيدا عن الهند هذه المرة."

واثارت الازمة توترات بين باكستان والهند اللتين تطالب كلاهما بكشمير بالكامل لكن تسيطر كل منهما على جزء منها فقط. واثارت ايضا مخاوف من توتر طائفي في الولاية المقسمة بين منطقة جامو ذات الاغلبية الهندوسية ووادي كشمير المسلم.

وقال بيان مشترك من انفصاليي كشمير "نحن نناشد الناس السير إلى اديجاه (الأرض) لتذكر وتأبين الشهداء." وأضاف البيان "وللاحتجاج على الاحتلال الهندي والدعاء من أجل انفصال كشمير."

واديجاه هي قطعة أرض منبسطة تقام فيها صلوات الأعياد وتقع في وسط سريناجار بالقرب من "مقبرة الشهداء" التي تضم رفات مقاتلين ومدنيين.

وبدأ الخلاف حين وعدت حكومة الولايات بمنح ارض غابات الى الصندوق الهندوسي الذي يدير مزار امارناث. وأثار ذلك غضب العديد من المسلمين مما دفع حكومة الولاية إلى العدول عن قرارها.

وأثار ذلك بدوره غضب الهندوس في جامو حيث تظاهر الألوف احتجاجا على الغاء قرار منح الأراضي وانتقدوا الحكومة "لتملقها" الانفصاليين.

وقتل عشرة أشخاص على الأقل كذلك خلال شهرين في جامو حيث هاجم الهندوس شاحنات تنقل امدادات لوادي كشمير وكثيرا ما أغلقوا الطريق السريع وهو الوصلة البرية الوحيدة ببقية الهند.

وخرج مسلمو كشمير حينئذ إلى الشوارع متحدين ما وصفوه بأنه حصار اقتصادي.

وزاد من التوتر في المنطقة انتقاد الهند لباكستان بسبب ما قالت انه تدخل في شؤونها الداخلية من خلال الدعوة لتدخل الامم المتحدة في كشمير.

وادت موجة من هجمات القنابل في اماكن اخرى من الهند الشهر الماضي بالاضافة لاحتجاجات كشمير الى تهديد عملية سلام بدأت قبل اربع سنوات بين الهند وباكستان المسلحتين نوويا.

وقتل اثنان من المسلحين وجندي هندي أمس الجمعة في معركة بالاسلحة النارية قرب خط وقف اطلاق النار الذي تراقبه الامم المتحدة ويقسم كشمير بين الهند وباكستان.

وتراجع عنف المسلحين خلال الاعوام القليلة الماضية لكن ما زال الناس يقتلون بصورة شبه يومية في معارك بالاسلحة النارية وهجمات قنابل في كشمير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى