سكان مدينة سامراء يعلقون امالا على الانتخابات المقبلة

> سامراء «الأيام» جي دشموخ :

>
يرى العديد من العراقيين في مدينة سامراء شمال بغداد ان الانتخابات المقبلة هي الطريق للرد على من قتلوا ذويهم في اعمال عنف، فيما يعتبر اخرون انها ستؤدي الى تغيير الاوضاع جالبة العدالة.

وسجل نحو 100 الف ناخب اسمه في مدينة سامراء التي شهدت اعمال عنف طائفية تلت تفجير قبة مرقد الاماميين العسكريين في شباط/فبراير 2006.

ورغم ارجاء انتخابات مجالس المحافظات التي كانت مقررة مع بداية تشرين الاول/اكتوبر المقبل، يقول احمد حكيم السامرائي (28 عاما) الطالب في كلية علوم الحياة "هذه المرة سوف نصوت بدون اي شك، لا بد ان نؤكد حقنا".

ويضيف "الوضع مختلف الان بعدما كان الناس خائفين".

ويعكس هذا الموقف تبدلا في المزاج السني حيال الاوضاع مقارنة بما كانت عليه الحال قبل اربعة اعوام. فسكان سامراء ارادوا المشاركة في انتخابات العام 2005 لكن تهديدات القاعدة بالقتل الجماعي حالت دون توجههم الى مراكز الاقتراع.

وكان العنف الطائفي اندلع في البلاد بعد تفجير المرقد الشيعي الذي حملت الحكومة العراقية مسؤوليته لتنظيم القاعدة، ما اسفر عن مقتل الاف الشيعة والسنة معظمهم في بغداد.

والمعروف ان جماعات سنية مسلحة منها الجيش الاسلامي وانصار السنة وجيش المجاهدين ظهرت بعد الغزو الاميركي للعراق العام 2003، ودأبت على مهاجمة القوات الاميركية والمدنيين العراقيين على السواء.

وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل بغارة اميركية العام الماضي في محافظة ديالى، توعد سكان سامراء بشن "حرب بلا رحمة" ضدهم اذا شاركوا في الانتخابات العامة وانتخابات مجالس المحافظات العام 2005.

وخيم الخوف على سكان المدينة. وهاجم رجال الزرقاوي مدرسة حولت الى مركز اقتراع، الامر الذي حرم المدينة ثمانية مقاعد كانت مقررة لها في مجلس محافظة صلاح الدين المكون من 38 مقعدا.

في سامراء اليوم (أمس)، أصطف الرجال والنساء من جميع انحاء المدينة امام مراكز تسجيل اسماء الناخبين.

وترى الولايات المتحدة ان تمرير قانون انتخاب مجالس المحافظات يشكل مفتاح الاستقرار في البلاد، لكنه عطل على خلفية جدل سياسي محوره مدينة كركوك (شمال) الغنية بالنفط.

واكدت الامم المتحدة ان 8،1 مليون ناخب جديد سجلت اسماؤهم في محافظات صلاح الدين ونينوى والانبار والمثنى.

ويقول المزارع ستار حميد (45 عاما) امام المركز الرئيسي لتسجيل الناخبين وسط سامراء ملوحا ببطاقة الاقتراع الصفراء "الاوضاع اصبحت اكثر صعوبة لاننا لم نشارك في الانتخابات الماضية، لكن هذه المرة سوف نمارس حقوقنا".

ويضيف "نعيش اياما صعبة وكل شيء اصبح غاليا، الحبوب، الاسمدة، لدي 19 طفلا علي اطعامهم".

شوارع سامراء تضيق باكوام النفايات، والدمار في كثير من المنازل والمستشفيات لم يتم اصلاحه بعد، فضلا عن اثار العبوات الناسفة على جانبي الطرق وافتقار السكان الى ادنى الخدمات من مياه وكهرباء.

لكن الشوارع تنشط بالحركة، والاسواق والمحال التجارية مفتوحة والمطاعم مليئة بالزبائن، في دلالة واضحة على تحسن الوضع الامني خلال الاشهر الستة الماضية.

ويقول صالح ابو براء الذي يملك محلا تجاريا في سامراء "في العام الماضي كنت افتح محلي لساعتين في افضل الاحوال. اما الان فالمحل مفتوح طوال النهار، وكل ذلك يعود الى التحسن الامني الكبير بفضل التعاون بين عناصر مجالس الصحوة وقوات الامن العراقية".

يبلغ عديد قوات الصحوة في سامراء وحدها نحو ثلاثة الاف مقاتل ينتشرون ليلا ونهارا لمقاتلة تنظيم القاعدة وحماية المدينة.

من جانبها، تؤكد ام احمد (45 عاما) التي قتل زوجها على ايدي مسلحين مجهولين على بعد مئة متر من المعهد الفني في المدينة ان "المشاركة في الانتخابات بالنسبة الي هي انتقام".

وتضيف "لدي ستة ابناء علي تربيتهم ولا مال لدي وراتب زوجي اوقف. آمل ان تأتي الانتخابات المقبلة ببعض العدالة حتى يلقى الناس الذين قتلوا زوجي العقاب". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى