ملحق «الأيام» الثقافي

> «الأيام» د.عبده يحيى الدباني:

> تحية من أعماق القلوب وحنين الأقلام وشوق الدفاتر إلى صحيفة «الأيام» في عيدها الخمسين المبارك.. تحية إلى هذه الشجرة الوارفة متجددة الظل في صيف حياتنا الملتهب الجدب.. إلى ناشريها وأسرة تحريرها وكتابها ومراسليها وقرائها أجمعين. وبهذه المناسبة الزكية نحب أن نشير إلى إنجاز الصحيفة في المجال الثقافي والفني إشارة سريعة، ونطرح بعض الملاحظات والتوصيات.

إن مشوار صحيفة «الأيام» على المستوى الثقافي والأدبي والفني يمتد بامتداد عمرها الطويل، وقد أضحى بحاجة إلى دراسات وبحوث أكاديمية تجمعه وتحلله وتقومه وتفصل في جوانبه المختلفة خلال هذه المدة الطويلة، ولا أدعي الاطلاع على ما نشرته الصحيفة في هذا الجانب قبل أن تستأنف النشر في مطلع التسعينيات، أي رحلتها منذ التأسيس حتى نهاية الستينيات، ومع هذا يلاحظ أنها قد تبنت الأصوات الأدبية والفنية والفكرية خلال تلك المدة لاسيما في عدن، وهذا يلوح دائما من خلال ذكريات الأدباء وغيرهم التي يسردونها بحميمية عن تلك الأيام الخوالي، ولاشك أن «الأيام» قد وثقت لجزء مهم من الأدب اليمني في تلك الحقبة، وغير ذلك من التراث الفكري والفني والنقدي، كل هذا يعد مادة خصبة للبحث الأدبي والفني والثقافي ولتاريخ الصحافة الأدبية في اليمن وفي عدن بوجه خاص، أما رحلتها في هذا الميدان بعد ولادتها الثانية، فقد كنا قريبين منها قرب القارئ المتابع لا قرب الباحث الراصد، فهناك صفحة (الأدب الجديد)، تنشر كل أحد وأربعاء، وهناك صفحة (الفن والفنانون) كل اثنين وخميس، فضلا عما تنشره الصحيفة من دراسات وبحوث ومقالات أدبية ونصوص إبداعية في صفحاتها الأخرى غير المخصصة للأدب والفن، وهي دائما تحسن اختيار محرريها الثقافيين من مثل زميلنا الدكتور المرحوم الباحث صالح الصايلي، والشاعر رعد أمان، والقاص كمال الدين محمد، والقاص مختار مقطري، والكاتب أحمد السقاف. وعلى الرغم من المستوى الجيد الذي يتمتع به حاليا هذا الجانب المهم في الصحيفة من حيث الجهد المبذول والمادة المنشورة، فإننا نوصي الصحيفة كما نوصي أنفسنا بالارتقاء أكثر بهذا الجانب الحيوي، كما ونوعا، ونود هنا أن نشجع الصحيفة على ما تخطط له من نشر ملحق ثقافي أسبوعي، فهذه إضافة نوعية على رصيدها ودورها وخدمة جليلة للأدب والثقافة والفن في بلادنا نظرا لسعة رقعة قراء «الأيام» وشعبيتها وعدم اقتصارها على النخب، ونرى ألا يكون هذا الملحق صحيفة مستقلة كـ «الأيام الرياضي» لها سعرها الخاص، لأن إقبال القراء على الثقافة والأدب أقل بكثير من إقبالهم على أخبار الرياضة، فالأنسب للصحيفة وللقراء أن يكون ملحقا ثقافيا أسبوعيا أو نصف شهري يتبع عدد الصحيفة الرئيس.

نسأل الله تعالى أن يوفق الصحيفة في هذا المشروع الثقافي، وما أحسب الأدباء والكتاب والباحثين والمهتمين إلا سيحتفون به ويرفدونه بكتاباتهم وإبداعاتهم المختلفة.

وأخيرا أحب أن أشير إلى أن صحيفة «14 أكتوبر» تنشر ملحقا ثقافيا ناجحا منذ أشهر كل يوم سبت، ولكنني هنا أعتب على الأدباء والكتاب والباحثين والأكاديميين، وأنا منهم لعدم تفاعلهم الكافي مع هذا الملحق الفتي الذي تشرف عليه الكاتبة الزميلة نادرة عبدالقدوس، ولعل هذا هو ما أوقع الملحق بظاهرة كثرة الأعمدة الثابتة المسيطرة على صفحاته، لما في ذلك من رتابة في الكتابة والكتاب، كما ندعو القائمين على هذا الملحق إلى ضرورة الارتقاء به وتوسيع شبكة كتابه وقرائه وموضوعاته، من خلال ما لدى هذه الصحيفة العريقة من تراكم خبرات وإمكانات مختلفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى