الجيش الروسي لا يزال منتشرا في غرب جورجيا

> تبيليسي «الأيام» انطوان لامبروسكيني :

>
احتفظت روسيا أمس السبت بمواقع متقدمة في غرب جورجيا، خصوصا حول مدينة بوتي الساحلية، رافضة الاتهامات الغربية بعدم التزامها خطة السلام.

وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان جنودا روسا يحملون اشارة قوات حفظ السلام كانوا عند المدخلين الشمالي والجنوبي لبوتي وكذلك في تيكلاتي (غرب).

وتمركزت اربع مدرعات وجنود روس من قوات حفظ السلام خصوصا على جسر عند مخرج ميناء بوتي، على الطريق المؤدية الى سيناكي، وكانوا يعززون موقعهم بواسطة جرافة. في المقابل، انسحبت القوات الروسية من قاعدة سيناكي الجوية.

وفي الوقت نفسه، اعلنت موسكو ان قواتها ستواصل السيطرة على بوتي، المدينة الواقعة خارج المنطقة العازلة.

وقالت هيئة الاركان الروسية ان جنود السلام سيتجولون في هذه المنطقة لضمان حماية جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين.

وقال الجنرال اناتولي نوغوفيتسين مساعد رئيس هيئة الاركان الروسية ان "قوات حفظ السلام الروسية ستسيطر على الوضع في مدينة بوتي ونقاط سكنية اخرى وستسير دوريات".

واكد ان "كل تحركات كتيبة حفظ السلام الروسية تستند الى المبادىء الستة التي وقعها الرئيسان الروسي (ديمتري مدفيديف) والفرنسي" نيكولا ساركوزي.

ودعت فرنسا والولايات المتحدة أمس الأول والمانيا أمس السبت، روسيا الى "انهاء" انسحابها من جورجيا "تنفيذا لالتزاماتها" في اطار وقف اطلاق النار.. كذلك، طالب حلف شمال الاطلسي أمس السبت بعودة القوات الروسية الى المواقع التي كانت فيها "ما قبل الازمة".

واكدت موسكو من جهتها انها انجزت مساء أمس الأول سحب قواتها النظامية من جورجيا (خارج ابخازيا واوسيتيا الجنوبية)، لكنها لاحظت ان اتفاق وقف النار يمنحها حق ابقاء جنود لحفظ السلام لمسافة بعيدة داخل الاراضي الجورجية.

ويلحظ الاتفاق انه "في انتظار آلية دولية"، تتخذ قوات السلام الروسية "تدابير امنية اضافية"، لكنه لا يبين بوضوح حدود منطقتها الامنية.

وفي وسط جورجيا، غادرت القوات الروسية الطريق التي تربط العاصمة تبيليسي بمدينة غوري. لكن جنودا لحفظ السلام اقاموا حواجز على بعد اقل من عشرة كلم شمال هذه المدينة، وتحديدا على الطرق المؤدية الى تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية، وفق مراسل فرانس برس.

من جهة اخرى، ظل قسم من غوري مغلقا امام المدنيين بسبب استمرار عمليات تفكيك الالغام، الامر الذي اكدته وزارة الداخلية الجورجية.

واوضح سكرتير مجلس الامن الجورجي الكسندر لومايا ان القوات الروسية تنوي ابقاء نقاط مراقبة في بوتي وشخوروتسكو وتسالنجيخا وخوبي وقرب ساتشكيري في الشطر الغربي من البلاد,واكد "انهم لا يملكون اساسا قانونيا للقيام بذلك".

وحيال الرد الروسي العنيف على الهجوم العسكري الجورجي ضد اوسيتيا الجنوبية، تستمر الانتقادات والتساؤلات لدى الغربيين.

وذهب وزير التجارة الاميركي كارلوس غوتييريز الى حد تهديد روسيا باستبعادها من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى وتعليق ترشيحها لعضوية منظمة التجارة العالمية.

وصرح غوتييريز لمجلة "دير شبيغل" الالمانية "قبلنا بانضمام روسيا الى مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى وشجعنا رغبتها في دخول منظمة التجارة العالمية. كل ذلك بات اليوم رهن التطورات".

واتهم نوغوفيتسين أمس السبت جورجيا ب"التحضير لهجمات مسلحة داخل اراضي اوسيتيا الجنوبية وفي المناطق الحدودية".

وينحو الوضع الى التوتر ايضا في البحر الاسود، حيث ارسلت دول حلف شمال الاطلسي سفنا حربية لاجراء تدريبات عسكرية "روتينية".

وعبرت قطعة حربية اميركية هذا البحر متجهة الى جورجيا لنقل مساعدات انسانية.

وقال نوغوفيتسين "لا اعتقد ان هذا الامر سيساعد في ارساء استقرار الوضع في المنطقة"، معتبرا ان الحلف الاطلسي يريد تعزيز وجوده البحري في البحر الاسود "تحت ستار مساعدات انسانية".

وفي الامم المتحدة، اخفق الغربيون والروس مجددا في التفاهم على قرار حول النزاع في جورجيا، وخصوصا ان حلفاء تبيليسي يشددون على ضرورة ان يكرر هذا القرار تمسكه بمبدأ احترام وحدة اراضي جورجيا.

ودعت ابخازيا واوسيتيا الجنوبية موسكو الى الاعتراف باستقلالهما، ومن المقرر ان يبحث البرلمان الروسي هذين الطلبين الاثنين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى