القوات الروسية ما زالت في جورجيا وفرنسا تدعو لقمة أوروبية

> باتومي «الأيام» رويترز :

>
نقلت سفينة حربية أمريكية أمس الأحد معونات لضحايا الحرب القصيرة بين جورجيا وروسيا بينما تجاهلت موسكو مطلب الغرب سحب ما تبقى من قواتها من أراضي الدولة الواقعة بمنطقة القوقاز.

وعلى الجبهة الدبلوماسية دعت فرنسا الى عقد اجتماع قمة لزعماء الاتحاد الاوروبي لمناقشة الأزمة ومراجعة علاقات الاتحاد مع روسيا. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انه يمكن خفض مستوى العلاقات مع موسكو إذا لم تسحب قواتها من جورجيا.

وتقول روسيا ان القوات المتبقية هي قوات حفظ سلام هناك حاجة اليها للحيلولة دون مزيد من اراقة الدماء وحماية مواطني إقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليين المواليين لموسكو. وسحبت موسكو الجزء الأكبر من قواتها من جورجيا يوم الجمعة.

ولكن في علامة على احتدام التوتر قال مسؤولون جورجيون ان قطارا يحمل وقودا انفجر اليوم على خط السكك الحديدية الذي يربط شرق جورجيا بغربها قرب مدينة جوري بعد اصابته بلغم أرضي.

وقال رئيس الوزراء الجورجي لادو جورجينيدزه لرويترز ان الخط الحديدي الذي أصيب بأضرار خط حيوي لاقتصاد جورجيا وجيرانها. وقال مسؤولون أذربيجانيون ان شحنات النفط احتجزت عند الحدود مع جورجيا بعد الانفجار.

وكان الصراع بين روسيا وجورجيا اندلع عندما حاولت جورحيا استعادة اوسيتيا الجنوبية. وشنت روسيا هجوما مضادا تقدمت فيه قواتها داخل جورجيا نفسها وعبرت الطريق السريع بين شرق وغرب البلاد واقتربت من خط انابيب نفطي قادم من أذربيجان.

كما دخلت القوات الروسية الى غرب جورجيا من ابخازيا وهي اقليم انفصالي آخر على البحر الاسود. وقتل مئات الاشخاص وشرد عشرات الالاف ودمرت المنازل والبنية التحتية في الصراع.

وشاهد مراسل لرويترز في باتومي على بعد 80 كيلومترا جنوبي ميناء بوتي الذي ما زالت القوات الروسية تتمركز به رافعة عملاقة تفرغ 55 طنا من المساعدات من السفينة الأمريكية مكفول.

ومن المقرر وصول سفينتين أمريكيتين أخريين الى الميناء بعد مكفول. وكانت الولايات المتحدة الحليف القوي لجورجيا قد قدمت بالفعل بعض المساعدات باستخدام طائرات شحن عسكرية.

وقال وزير الدفاع الجورجي ديفيد كيزراشفيلي للصحفيين في باتومي "الولايات المتحدة صديقنا العظيم... وصلوا في وقت عصيب هذا يعني اننا لسنا وحدنا."

وتخشى الولايات المتحدة واوروبا من ان يقوي الوجود الروسي الانقسام العرقي في جورجيا ويقوض حكومة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي الموالية للغرب ويهدد خطوط انابيب الوقود التي تمر عبر اراضي جورجيا.

وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان إن فرنسا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي دعت الى عقد قمة لزعماء الاتحاد في بروكسل في الأول من سبتمبر أيلول. وسيبحث القادة علاقات الاتحاد مع روسيا واحتمال تقديم مساعدات لجورجيا.

وفي برلين قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ان روسيا لم تسحب قواتها طبقا لما ورد في اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا وانه يمكن خفض مستوى العلاقات مع موسكو إذا لم يتم سحب القوات.

واضافت ميركل في تصريحات لمحطة تلفزيون (زد.دي.إف.) الألمانية "طبقا لكل معلوماتنا فإنهم لم ينسحبوا بالصورة المتفق عليها."

كما أثار التحرك الروسي قلق جمهوريات سوفيتية سابقة.

وفي خطوة موجهة بوضوح نحو موسكو قال الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو أمس الأحد انه يتعين على بلاده التي بها نسبة كبيرة من ذوي الاصل الروسي دعم دفاعاتها والاسراع بخطى الانضمام الى حلف شمال الأطلسي.

وترى روسيا الجمهوريات السوفيتية السابقة جزءا من نطاق نفوذها المشروع وتعارض محاولتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي ولكن المبعوث الامريكي قال ان روسيا ساعدت بأفعالها دون قصد محاولة جورجيا الحصول على عضوية حلف الاطلسي.

وفي جورجيا يخشى الغرب على نحو خاص من نقطة تفتيش روسية اقيمت في ميناء بوتي الذي يقع خارج منطقة امنية تقول روسيا ان تفويضها لحفظ السلام يشملها وتقع على بعد مئات الكيلومترات من اوسيتيا الجنوبية.

وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض "اقامة منشآت ونقاط تفتيش دائمة لا يتماشي مع اتفاق وقف إطلاق النار."

ومما يبرز احتمالات تجدد العنف أطلق جنود روس يحرسون نقطة تفتيش على الطريق بين زوجديدي وسيناكي في غرب جورجيا أعيرة نارية في الهواء لتفريق احتجاج نظمه سكان غاضبون. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.

ونشرت روسيا "قوات حفظ السلام" التابعة لها في عدة نقاط بمنطقة بوتي وفي منطقة عازلة خارج أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا قائلة ان ذلك يتسق مع بنود اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم بوساطة فرنسا. ولكن فرنسا حثت موسكو يوم أمس الأول على سحب قواتها من بوتي بأسرع ما يمكن.

ورغم ان ميناء بوتي ليس اكبر ميناء نفطي في جورجيا فبمقدوره تحميل ما يصل الى 100 الف برميل يوميا من المنتجات النفطية التي تصل بالسكك الحديدية من اذربيجان. كما ان بوتي منفذ للسلع الواردة الى جورجيا وغيرها من جمهوريات القوقاز وآسيا الوسطى.

وحث البابا بندكت السادس عشر روسيا وجورجيا أمس الأحد على الوفاء بوعودهما لحل الأزمة بالطرق السلمية.

وعلى الرغم من المطالب المتكررة بإكمال انسحاب القوات الروسية الى المواقع التي كانت تتمركز بها قبل اندلاع الصراع فإن الغرب يفتقد النفوذ على روسيا التي يحتاج الى إمداداتها من النفط والغاز بشدة.

وقال مسؤولون امريكيون ان افعال روسيا قد تؤثر على عضويتها بمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى وعلى محاولتها للانضمام الى منظمة التجارة العالمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى