مصـارحـة حـرة .. ريح جلاب

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> بين الشيخ (علي جلب) ونادي شعب إب علاقة خاصة جدا تصل إلى حد تبادل الأفكار والخواطر لدرجة تزيدني يقينا أن زواجا (كاثولوكيا) يربط الطرفين.. وبين (جلب) والمدينة الخضراء أسرار وخفايا لايمكن كسر شفرتها إلا بملامسة الواقع (المرير) الذي دفع بهذا الرجل إلى التلويح باستقالته وسط طوفان من الشد (السلبي) والعجز (الذهني).

أعرف تماما أن (علي جلب) ولهان بالشعب، وأعلم تماما أن مزاجه لايعتدل إلا بمشاهدة (فريقه) يواصل (عناده).. لكن (جلب) الذي سحب من رصيد (صحته) ووقته وماله ما لايمكن أن تستوعبه عقولنا.. وصل إلى منعطف (الابتعاد) عن شر (الشعب) مع فاصل من الغناء.. خصوصا وقد ضاق ذرعا من (التربصات) وحملات (خفافيش الظلام).. وطبعا للصبر نفسه حدود كما قالت ست الكل أم كلثوم.

ويعرف كل (شعباوي) غيور على تسريحة شعره أن (علي جلب) طفح به الكيل بعد أن خاض (فريقه) موسما متقلبا كطقس المدن الساحلية هذه الأيام.. لكن الضربة التي كانت أكثر إيلاما أن بعضا ممن وثق بهم (جلب) خذلوه وكسفوه، فكان من الطبيعي أن يدخل النادي ملحقات (العير والنفير)، وتتمخض الخلافات التي تتوالد وتتكاثر خارج غرف النوم، كما هو الحال بالبعوض، وتولد (احتقانات) و (تصدعات داخلية) لاتنفع معها حبوب التهدئة وكبسولات جبر الخواطر.

استقالة (جلب) حتى وإن بدت لي ولغيري (تكتيكا) يهدف إلى تحريك المياه الإدارية الراكدة، إلا أنها في الواقع نتاج تراكمات ومشاكل (مصطنعة).. هي خليط من (الذاتي) و(الموضوعي)، دفعت داعمه الأول وفارسه الأصيل إلى إعلان (طلاق) تمويهي في محاولة لوضع السلطة المحلية تحت (مقصلة) رد الفعل.

وقد وصلتُ مؤخرا إلى حقيقة مفادها أن (جلب) والشعب توأمان متلازمان، إذا عطس الشعب يصاب (جلب) بالزكام.. وهي حقيقة يجب أن يعتنقها كل شعباوي غيور على ناديه، وليس على مصلحته الذاتية.. وكما أن (ميكافيللي) زاوج في مبدئه بين (الوسيلة) و(الغاية) بالتبرير.. فإن (علي جلب) كان ذكيا وحاد البصر والبصيرة وهو يستخدم (وسيلة) الاستقالة و(غاية) الابتعاد عن الحبيب الأول لأجل (تبرير) دوافعه وأهدافه وتطلعاته التي اصطدمت بسور المتربصين وعيونهم الزرقاء التي في طرفها حور.. وهو الرجل الذي ينفق من جيبه الخاص دون أن ينتظر برقية شكر أو ابتسامة نفاق.. (جلب) لايحتاج إلى (طابور) أوله عند بيته في (عدن) وآخره في (إب) ليؤكد ولاءه للشعب.. ولايحتاج إلى حركات (ممسرحة) ودموع تماسيح يذرفها الذين (خذلوه).. وليس في حاجة إلى مناشدات فوقية وتحتية من الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.. كي يعود إلى بيته (الأخضر) معززا مكرما مكللا بغار (دق الصدور).. فهو بحاجة إلى مصداقية وحسن نوايا.. وإلى إطار إداري يجمع بين الانسجام والتناعم.. يدفعه لأن يضع رأسه على (مخدته) براحة بال بعيدا عن كوابيس النيران الصديقة التي اكتوى بنارها.. عندها فقط يمكن أن تهب على الشعب (ريح جلاب).. وتشرق شمس (العنيد) من جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى