قيمة الإنسان

> «الأيام» بكيل حسين ناصر:

> كل ما في الطبيعة يعد ثمينا وشريفا، ولكن أثمنه وأشرفه على الإطلاق هو الإنسان، فهو الكائن الذي لا حدود لكيانه، ومن كان ذلك شأنه ومقامه في الكون فبماذا تزنه؟ وكيف تحدد قيمته؟! إنه في اعتقادي فوق الموازين والأثمان.

غير أن الناس يعتقدون غير ما اعتقد، وإلا لما جعلوا لكل إنسان قيمة ووزنا، ولما اختلفت موازينهم باختلاف الناس وما يحترفون ويمتهنون، أو ما يملكون وينفقون، أو ما يعرفون ويجهلون، ولما اختلفت موازينهم باختلاف الأحساب والأنساب، والرتب والمقامات، والحسن والبشاعة والجاه والوضاعة، فكان الواحد بمقام الألف أحيانا!.

لست أنكر أن للمعادن والأحجار الكريمة قيمة، ولكن أنكر على الناس أن يجعلوا قيمة كل ما في الأرض من ذهب وفضة وياقوت والماس فوق قيمة الإنسان الواحد، وإن كان ذلك الإنسان شيخا على حافة القبر، أو مجنونا في بيت المجانين أو مقعدا لايفارق الفراش.

ولا استغرب أن يموت الإنسان في سبيل الكرامة، وأن يستشهد في سبيل الحرية، ولكني أنكر على أي إنسان أن يقتل أخاه الإنسان في سبيل أفكاره ومعتقداته ومصالحه.

كنز ثمين هو الإنسان، لأفرق في ذلك بين رضيع ويافع، بين شاب وأشيب، بين ذكر وأنثى، فنحن لا نملك من معرفة الغيب ما يخول لنا أن نحدد قيمة أي إنسان، ثم نجعل تفاوتا فاضحا بين قيمة إنسان وإنسان، فما أكثر العباقرة والعظماء الذين ما لمعوا في حداثتهم، ولا كان آباؤهم وأمهاتهم على شيء من العبقرية والعظمة.

إنني أنكر على الناس أن يجعلوا العمل أثمن من العامل، فالعمل الأمثل هو الذي يعمل فيه الناس للناس، كل على قدر معرفته وطاقته، شاعرين بكرامة العمل وعزة النفس.

إن أفضع ما يتحمله الإنسان من أخيه الإنسان هو الذل، فالذل أمر مذاقا من الفقر، وأثقل وطأة من المرض، ولعل أنبل الناس في عقيدتي الإسلامية هم الذين لايذلون إنسانا ولايُذلون، فمن عرف قيمته كإنسان قدر قيمة الناس أجمعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى