ديَنّا الفجر!

> «الأيام» محمد محمود السلامي:

> في نهاية عام 1968 بدأت العمل في التلفزيون الذي بدأ إرساله عام 1964.. كان مقره فوق الجبل في التواهي.. وكان هناك إنجليزي واحد فقط يعمل مهندسا، تأخر عن مغادرة عدن لحاجتهم إليه لتكملة العمل في تحديث الاستديو الكبير ، وكان يساعده في هذا العمل مجموعة من المهندسين حسب النوبات.

وأذكر منهم حامد عبدالخالق ومحمد معتوق مكاوي وحامد محمد أحمد وإلياس وآخرين.. وكان المستر هيوز (المهندس الإنجليزي) يعمل بجد وبصمت، وفي عام 1969 ركب جهاز فيديو نظام بوصتين من أجل المسلسلات المصرية، ونقل بعض المواد لتوثيقها.

وأذكر أن الزميل المخرج المرحوم أنيس حسن علي سجل للفنان الكبير محمد مرشد ناجي أغنية (صادت عيون المها) في الاستديو نفسه الذي حدثه المستر هيوز.. بعدها سجلنا أنا وزملائي المخرجين كثيرا من الأعمال منها الدرامية والسهرات والأغاني والرقصات والريبورتاجات، وأصبح لدينا مكتبة كبيرة تضم أشرطة كثيرة نظام بوصتين.. ثم انتقلنا إلى عمارة (البينو).. وجاء المشروع التشيكي ثم الياباني نظام (بوصة) مع عربات النقل، ثم نظام يوماك هاي بان ولوبان ثم البيتكام، وقد قمنا في هذه الفترات بتسجيل العديد من الأعمال التلفزيونية.

أيضا كانت توجد غرفة مغقلة تحوي أفلاما صورت في فترات زمنية مختلفة لاتصرف إلا بأمر مدير التلفزيون، وكانت مرتبة ومؤرشفة بطريقة ممتازة جدا.

وجاءت (دِيَنّا الفجر) وشحنت هذه الوثائق ورحلت في الثالثة فجرا إلى صنعاء.. وتوالت الرحلات الفجرية وتضاعف العدد إلى سيارتين (دينا).. ورحلت أشرطة نظام (البوصتين) وجزءا كبيرا من نظام (البوصة) وبقية الأنظمة بحجة تنظيفها ونقلها إلى أشرطة في صنعاء.. رحلت ودموع الذين يعملون في المكتبة تذرف، وقلوبهم تنزف دما على تاريخهم الطويل، وهم عاجزون عن عمل أي شيء.

ومات غالب سعيد وهو يقوم بنقل ما استطاع من نقله من المواد إلى النظام الحديث دجتل.. قبل أن تذهب الأشرطة الأصل في (دينا الفجر) إلى صنعاء وترمى في البدروم تحت الأرض.

كلنا هنا نتساءل.. لماذا السرية؟.. ولماذا الفجر؟.. نحن محطة تلفزيونية تابعة للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.. وفي الإمكان نقل هذه الأشرطة في عدن، وأخذ نسخة منها إلى صنعاء بأمر وبالتلفون.

حُمّلت ورحّلت من ميزانية برامج (يمانية) (القناة الثانية سابقا)، حتى حق الحمالة وبدل السفر للمرافقين كان على حساب القناة الثانية.. أشرطتنا وتاريخنا ينهب ونحن ندفع الثمن.

في هذه الأيام بدأت قناة (السعيدة) تعرض الأغاني التي سجلت في عدن دون ظهور أسماء أو أي شيء يدل على أنها سجلت في عدن.. ولكن نحن نعرف حتى الميكرفونات التي تظهر أمام الفنان، ونعرف طريقة إخراجنا لهذه الأعمال.

نطالب المؤسسة العام للإذاعة والتلفزيون بإرجاع هذه الأشرطة إلى عدن بعدما نقلوا ما فيها، تعاد لكي نحتفظ بها ولو استطعنا نقلها.. تعود هذه الكنوز في هيلكس المساء.. أو في برادو منتصف الليل!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى