الصراع بين روسيا وجورجيا يزيد التوترات في البحر الأسود

> كييف/تبيليسي «الأيام» اليزابيث بيبر ومارك تريفيليان :

>
قالت أوكرانيا أمس الأربعاء إنها تود مناقشة زيادة التكاليف التي تدفعها روسيا لاستئجار قاعدة بحرية مطلة على البحر الأسود في خطوة قد تؤجج التوترات الملتهبة بالفعل في المنطقة بسبب الصراع الروسي مع جورجيا.

وفي الوقت الذي نقلت فيه البحرية الأمريكية إمدادات إنسانية إلى جورجيا قالت روسيا إن قواتها البحرية تراقب "حشد قوات حلف شمال الأطلسي في منطقة البحر الأسود" وبدأت في اتخاذ اجراءات لمراقبة انشطتها.

واستدعت جورجيا كل فريقها الدبلوماسي من موسكو عدا اثنين عقب اعتراف روسيا باستقلال منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين كما حث الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الغرب على مؤازرة القانون الدولي.

وصرح ساكاشفيلي في مقابلة مع رويترز "كانت روسيا تعتزم بوضوح أن يكون ذلك تحديا صارخا للنظام العالمي. الأمر يرجع إلينا كلنا الآن لرد العدوان الروسي.

إذا نجوا بفعلتهم هذه سيستمرون... سيهاجمون أيضا دولا أخرى في الجوار."

وألحقت روسيا هزيمة ساحقة وسريعة بالقوات الجورجية في حرب قصيرة بشأن اقليم اوسيتيا الجنوبية هذا الشهر وهي المرة الأولى التي ترسل فيها قواتها للقتال في الخارج منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

ولا تزال قوات ودبابات روسية تحتل مناطق في جورجيا تقع ضمن مناطق عازلة أقامتها حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وتتجاهل مطالب غربية بالانسحاب منها.

وتقول موسكو إن وجود قواتها هناك ضروري لحماية المدنيين من العدوان الجورجي.

وقالت المتحدثة باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إنها أبلغت الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن وجود القوات الروسية في ميناء بوتي الجورجي ومناطق أخرى خارج اوسيتيا الجنوبية وابخازيا "يمثل انتهاكا خطيرا" لوقف إطلاق النار.

وتقول روسيا إن اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا يسمح لها بنشر قوات داخل الأراضي الجورجية لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن موسكو مستعدة لسحب القوات بعد وضع آلية مراقبة دولية هناك.

وقال في دوشنبه عاصمة طاجيكستان "سنكون مستعدون لاتخاذ قرارات .. بما في ذلك في الأمم المتحدة ... بشأن زيادات إضافية في عدد المراقبين الدوليين.. وتوضيح تفويضهم وربما خطوات أخرى بمشاركة دولية."

وفي حين قالت بعض الحكومات الغربية إن ساكاشفيلي يتحمل مسؤولية جزئية على الأقل عن اندلاع الصراع قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين "ليس من شأنه سوى ان يؤدي الى تفاقم التوتر وتعقيد المفاوضات الدبلوماسية."

وأثارت الأزمة الجورجية قلق جمهوريات سوفيتية سابقة لديها أقليات روسية كبيرة لاسيما اوكرانيا ودول البلطيق.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إن ميدفيديف عليه مسؤولية كبيرة لمنع بدء حرب باردة لا يرغب فيها الغرب.

وقال ميليباند لمجموعة من الطلاب في العاصمة الاوكرانية كييف "لم تحمل روسيا نفسها على قبول الخارطة الجديدة لهذه المنطقة الجديدة ... لا نرغب في حرب باردة جديدة وعليه (ميدفيديف) مسؤولية كبيرة لمنع بدء حرب باردة."

وانضم الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو أمس الأربعاء إلى الدول الغربية في إدانة الخطوة الروسية أمس الأول بالاعتراف بمنطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا كبلدين مستقلين تحت الحماية الروسية.

وتابع يوشينكو في مقابلة مع رويترز "نأسف لهذا القرار. بالنسبة لأوكرانيا فهو غير مقبول ومن ثم لا يمكننا أن ندعم هذا الموقف."

وقال إن أوكرانيا تريد أن تثير مسألة زيادة تكلفة تأجير قاعدة سيفاستوبول في منطقة القرم بأوكرانيا وهي مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وقالت روسيا إن أي إعادة للتفاوض ستنتهك اتفاقا تم التوصل إليه في عام 1997 بين البلدين والذي تستأجر القاعدة بموجبه مقابل 98 مليون دولار سنويا حتى عام 2017.

وقال اناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية في بيان صحفي "سنرى كيف سيتطور هذا. إننا متمسكون بشدة بالشروط الخاصة بالجدول الزمني لوجود الأسطول الروسي هناك."

واتهم نوجوفيتسين دول حلف شمال الأطلسي "بتأجيج التوتر" في البحر الأسود لكنه قال إن روسيا لا تخطط لزيادة وجودها هناك.

وقال "أمامنا الآن أناس يستعرضون عضلاتهم .. يظهرون قوتهم ... ليس بوسعنا سوى التعبير عن الأسف لذلك."

ووصلت سفينة تابعة لحرس السواحل الأمريكي تحمل مساعدات إلى ساحل جورجيا على البحر الأسود اليوم لكنها تراجعت عن الرسو في ميناء تجوبه دوريات روسية.

وكان من المقرر أن ترسو السفينة دالاس في بوتي حيث لا تزال القوات الروسية تدير نقاط تفتيش بعدما توغلت في عمق جورجيا خلال الحرب بخصوص اوسيتيا الجنوبية. ورست السفينة بدلا من ذلك في ميناء باتومي على بعد 80 كيلومترا إلى الجنوب من بوتي.

وقالت السفارة الأمريكية في تفليس في باديء الأمر ان السفينة دالاس سترسو في بوتي وتنضم إليها السفينة الحربية الأمريكية مكفول التي رست في باتومي يوم الأحد الماضي.

لكنها قالت في وقت متأخر من مساء أمس الأول إن هذه الخطة قد تغيرت دون أن تحدد سببا.

وأبلغت متحدثة باسم السفارة رويترز "اتخذ القرار على أعلى مستوى بوزارة الدفاع الأمريكية."

واتهم ميدفيديف الولايات المتحدة بشحن اسلحة لجورجيا وهو تصريح رفضه البيت الأبيض ووصفه بأنه "سخيف".

(شارك في التغطية يوري كوليكوف في كييف ومارجريتا انتيدزه في تبيليسي ونيكو مشيدليشفيلي في باتومي وجاي فولكونبريدج في موسكو) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى