«الأيام» دخلت غرفة العمليات وكانت شاهدة على الحدث.. آباء وأمهات يذرفون الدموع لعودة نعمة السمع لأبنائهم في مخيم البروفيسور الهاجري بالمكلا

> «الأيام» صلاح العماري:

>
لا يوازيه أي شعور ذلك الذي لمسته مساء أمس الأول وأنا أتجول في مخيم البروفيسور مازن محمد الهاجري في مستشفى ابن سينا المركزي التعليمي في المكلا، فبعض الآباء والأمهات ذرفوا الدموع فرحين لعودة نعمة السمع لأبنائهم بعد سنوات من فقدان هذه النعمة لأسباب متعددة وأحيانا منذ نعومة أظفارهم.

المخيم اختتم فعالياته بنجاح يوم أمس الأول، وجاء في إطار الحملة الثالثة التي أطلقها البروفيسور العالمي الإماراتي الجنسية مازن الهاجري - جزاه الله خيرا - للقضاء على الصمم برعاية من مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني القطري وفرع جمعية الحكمة اليمانية الخيرية في حضرموت.

تجولت في أرجاء المخيم وشاهدت العشرات من المواطنين رجالا ونساء من مختلف المحافظات يصطحبون أبناءهم وأقاربهم للعلاج، والاستفادة من خبرات هذا الطبيب العالمي الذي يملك مركزا للصمم في دولة الإمارات ويتجول في أنحاء العالم لإجراء عمليات الصمم، فكان المنظر يبعث على الزهو، فالآباء والأمهات بعضهم يبكي من الفرحة وهو يشاهد ابنه أو ابنته تسمع وهو يناديها أو يناديه باسمه.

أحمد عمره (11سنة) من محافظة شبوة بدا متفاعلا مع والده محمد سالم عبدالحق، وهو يناديه باسمه، إذ كان فاقدا حاسة السمع منذ ولادته، والآن أجريت له زراعة قوقعة إلكترونية ساهمت في عودة السمع إليه.

أما عيسى وعمره (8 سنوات) من ردفان محافظة لحج فصحته جيدة وينتظر اللحظة الأخيرة لفتح العملية.. قال والده الشيخ صالح علي مقبل لـ «الأيام»:«منذ 3 سنوات أصيب ابني بحمى السحايا ولكن الطريقة التي استخدموها لعلاجه أدت إلى فقدانه حاسة السمع، والآن أجرى له الدكتور الهاجري عملية زراعة قوقعة، فجزاه الله خيرا ولكل من أسهم في هذا المشروع الخيري الكبير.

أما الطفلة ود وعمرها (6 سنوات) فقد وعدت بإجراء عملية جديدة في المخيم اللاحق لزراعة قوقعة نظام ثنائية القطب، وفيها تكون الفائدة أكبر لعودة السمع بشكل أفضل.. وقال والدها خالد سالم جابر من مدينة المكلا:«نتيجة للولادة القيصرية أصيبت ابنتي ود بضمور في العصب السمعي، وفي فبراير العام الماضي 2007 أجرى لها الدكتور الهاجري عملية زراعة قوقعة بنظام أحادية القطب، وقد استفادت وعادت لها أيضا حاسة الشم التي كانت تفتقدها، وقد رأى الطبيب ضرورة إجراء عملية أخرى في المرة القادمة - إن شاء الله -لتكون الفائدة أشمل».

شفاء وعمرها (25 سنة) كانت فرحة أسرتها لا توصف وهي تشاهد ابنتها الشابة وهي في طريقها لمغادرة المخيم بمشيئة الله، وهي التي كانت قد فقدت السمع عام 2002 نتيجة لإصابتها بالدرن الرئوي.. وقال والدها حسن سعيد بانبوع من المكلا :«الحمد لله تشعر ابنتي بتحسن بعد إجراء العملية وزراعة القوقعة الإلكترونية».

الشيء اللافت أن البرفسور مازن الهاجري يتواصل شخصيا عبر الهاتف مع مرضاه من الإمارات، ويطلب منهم المجيء للمكلا لإجراء العمليات لهم رغم انشغالاته الكبيرة، وهو ما أكده لنا جميع المرضى من مختلف المحافظات، وقد أجرى خلال 3 أيام هي فترة المخيم 12 عملية شملت تبديل العظميات وزراعة قواقع إلكترونية وترقيع الطبلة، وأشرف على نحو 30 حالة منذ الصباح الباكر وحتى ما بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

وقد زرنا المخيم نحو الساعة 10 مساء أمس الأول الثلاثاء وحتى تلك اللحظة لم يتذوق طعم غذائه، بل ظل في غرفة العمليات معتمدا على (ساندوتش) تناوله في الصباح. حرصنا على دخول غرفة العمليات بعد ارتداء الزي الخاص، وهناك شاهدنا البروفسور الهاجري منعكفا على إجراء عملية بتدليل العظميات (تظهر العملية في الصورة) وخلال العملية يقوم بالشرح على شاشة التلفاز التي أمامه لإضفاء الفائدة والمعلومة على الطاقم المحلي المرافق له.

جميع العمليات والمعاينة أجراها البروفسور العالمي مازن الهاجري بالمجان، لكن ما يثقل كاهل المرضى وأسرهم تكلفة القوقعة الإلكترونية التي يصل سعرها إلى 12 ألف يورو ما يعادل 3 ملايين ريال، وهي دعوة لأهل الخير للمساعدة في هذا الجانب.

وبعد الشكر لله تعالى فهذا شكر خاص للبروفيسور الهاجري لتحمله عناء السفر وعمله الخيري الكبير ولتعاون إدارة مستشفى ابن سينا وللطاقم المرافق د. مهدي سالم مرعي ود. محمد الهوطلي ود. لبيب سيلان ود. حسين العمودي ود. رضوان بارحيم ود. منصر المفلحي ود. فخر الدين (طاجيكي) اختصاصي التخدير وللفنيين عمر الحاموي، رئيس غرفة العمليات (مخدر) وحسين المحمدي (فني عمليات) وسالم بن زين (فني عمليات) وجمال معنوز (فني تخدير).

يذكر أن قناة «الجزيرة» الفضائية وقناة «اليمن» كانتا حاضرتين إلى جانب «الأيام» وصورتا الحدث والعمليات الجراحية، وستعرض ذلك ضمن فقراتها التلفزيونية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى