المحاكم القضائية وداء النفاق

> «الأيام» عبده سعيد كرد:

> إن العدل أساس الحكم، أي إن القضاء شرط أساسي لبناء دولة وتشييد حضارة، وإن تحقيق العدل والطمأنينة وعمارة الأرض بالخير والصلاح ودفع الشرور عن المجتمع والارتقاء به إلى أعلى مراتب الكمال هو من الأهداف السامية لتمكين الله للمؤمنين في الأرض.

إن الإيمان عقيدة راسخة وقناعة ثابتة تنعكس في سلوك الإنسان وتتجسد في مواقفه. فإذا كان إيمان الإنسان قولا بلا عمل فما هو إلا كجسد بلا روح، وهذه صفة يتميز بها المنافقون، وهناك أشياء تكشف حقيقة المنافقين، إنه إذا طلب أحدهم الاحتكام إلى شرع الله، كحل خصومة وفض نزاع، فإنه يتردد في قبول الدعوة، لأنه غير مستعد للالتزام بنتائج الحكم إذا كانت في غير مصلحته، وهذا ما لمسته.

وقد أوضح القرآن الكريم أن إعراض من يعرضون عن حكم الله يعود إلى إصابتهم بداء النفاق الذي عبر عنه القرآن الكريم بمرض القلوب، وهو ما يجعل الإنسان مهزوز الشخصية مرتبك الموقف يضمر ما لايظهر ويقول ما لايعتقد.

إن المنافقين يجب استئصالهم من مهنة السلك القضائي، لأن سلوكهم سيؤثر في الحكم العادل. إن الأطباء يناشدون الحذر من انتشار أمراض الإيدز وحمى الضنك وفيروس الكبد الوبائي، وأنا أناشد الحذر من انتشار داء النفاق ومرض النصب والاحتيال ومرض الدلالة لمن سيدفع أكثر لحل قضايا الناس في محاكمنا القضائية. إن هذه الأمراض هي الفساد بعينه.

إن هؤلاء المفسدين طوروا من استخدام سلاح علمهم في كيفية المماطلة بقضايا الناس وتطفيشهم، وإن المماطلة والتأجيل والتأخير المتعمد يؤثر في نفوس الناس ويولد لديهم ردود أفعال سلبية، فيتحول الإنسان المسالم إلى عدواني.

قرأت وسمعت عن الإصلاح القضائي ولكنني لم أره على الواقع، فأين هم الأمناء في السلك القضائي الذين يخافون الله ويستطيعون إصلاح القضاء من داخل المؤسسة القضائية؟ وأين هي الرقابة الصارمة والنزيهة والبعيدة عن المحاباة في المحاكم؟ وما رأي رئيس المحكمة عندما يعلم أن موظفي محكمته يماطلون في قضايا الناس حسب مزاجهم؟.

أخيرا أتمنى من مراسلي صحيفة «الأيام» الغراء أن ينزلوا إلى المحاكم القضائية ليتلمسوا عن قرب مشاكل وهموم الناس ومماطلة المحاكم في حلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى