> بدأت تظهر في مدينة عدن في السنوات الأخيرة مجمعات تجارية كبرى أو ما تسمى (المولات) وهي موجودة في معظم المدن الكبرى في الجمهورية كصنعاء وتعز والحديدة، والغرض منها تنشيط التجارة الداخلية وتسهيل التبضع على المواطنين، حيث إنها تتميز بتوفير كل احتياجات المواطن من أغذية وأقمشة.. إلخ، وهي بحق كذلك لولا ارتفاع الأسعار فيها، لذلك فقدت صفة البيع والشراء من قبل المواطنين إلا لفئة قليلة من الناس هم الأغنياء والموسرون، أما غالبية المواطنين فقد جعلوها قبلة للتنزه وقضاء الأوقات فقط، بسبب فخامة مبانيها وتوفر وسائل الترفيه فيها، والعجيب أن بعض المحلات تجد البضاعة فيها مرتفعة السعر في المول وفي الفرع خارج المجمع التجاري رخيصة إلى حد ما، ولانعرف ما هو السبب، ولو قمنا بعقد مقارنة بسيطة بين مجمع عدن مول وسوق السيلة الشعبي في مدينة كريتر من حيث القوة الشرائية وعدد الزوار في اليوم لوجدنا أن كفة القوة الشرائية (البيع والشراء) لسوق السيلة الشعبي ترجح على كفة مجمع عدن مول، أما من حيث الزوار والمترددين علىالسوق فالعكس هو الصحيح بين السوقين، والسبب ما ذكرناه آنفا من ارتفاع الأسعار في المجمع وانخفاضها في سوق السيلة الشعبي.

في الدول المتقدمة تحرص الحكومات على تشجيع قيام المجمعات التجارية الكبرى وتسهل لها الكثير من الإجراءات الضرورية من تخفيض للضرائب وفواتير الماء والكهرباء والإيجارات، ويعود كل ذلك بالفائدة على المواطن من حيث السهولة في الحصول على كل ما يحتاجه وبأسعار معقولة، وتصبح تلك المجمعات ضرورة يفرضها الواقع، عكس الوضع عندنا، لذلك على الحكومة قبل السماح ببناء تلك المجمعات التجارية مراعاة مقدار الاستفادة منها لعموم المواطنين حتى لاتصبح تلك المجمعات ترفا لافائدة منه للمواطن البسيط نتيجة غلاء الأسعار فيها.