أبو الغيط: إرسال قوات عربية إلى غزة يحتاج لدراسة وطهران مؤثرة بالمنطقة

> القاهرة «الأيام» د.ب.أ :

>
وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط
وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط
أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن التركيز الإسرائيلي على قضية أمنها والمخاطر التي تقول إنها تتعرض لها، أمر "مبالغ فيه للغاية" و"يفتح الطريق دائما إلى مزايدات من قبل إسرائيل" و"إلى تصرفات تؤثر على الاستقرار والسلام في الإقليم".

وقال أبو الغيط في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشر أمس الجمعة إن بلاده تسعى لإعادة الأمور بين الفلسطينيين إلى طبيعتها، مشيراً إلى أن اجتماعاً بين حركتي حماس وفتح سيعقد في القاهرة بنهاية أيلول/سبتمبر المقبل.

وأضاف أن فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة لوقف الاقتتال، ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني، "فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبة". وكشف أن وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، أكدت له في اتصال أن واشنطن تسعى لإنجاز اتفاق مكتوب يعلن في أيلول/سبتمبر المقبل.

وعن الطريقة التي يمكن أن تعود بها العلاقة بين العراق والعرب إلى طبيعتها، عوَّل الوزير المصري على الشركات العربية ورجال الأعمال العرب، وعلى الاستقرار والمصالحة والوئام الداخلي هناك، معرباً عن ثقته في أن المشكلة ليست في الإطار الرسمي وإنما في التهديدات الأمنية الداخلية بالعراق، التي تؤرق رجال الأعمال والشركات والمواطنين العاديين الذين يخشون على حياتهم.

وفي ما يتعلق بالعلاقات المصرية الإيرانية، شدد أبو الغيط على ضيق مصر من بعض التصرفات الإيرانية، لكنه قال إن بلاده تتعامل مع طهران باعتبارها قوة لها تأثيرها في العالم الإسلامي وفى منطقة الخليج وفي الإقليم بصفة عامة.

ونفى أن يكون ثمة توتر في العلاقات بين القاهرة ودمشق، معرباً عن أمله في عودة نشطة لعلاقة يجب أن تكون علاقة حميمية بين الطرفين. وتحدث أبو الغيط عن رؤية بلاده لحل مشكلة السودان مع مدعي المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك الترتيبات الجارية لعقد القمة الاقتصادية العربية في كانون ثان/يناير المقبل.

وعن المخاوف التي أبلغها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لمصر خلال زيارته الأخيرة للقاهرة خاصة فيما يتعلق بحماس وحزب الله وإيران، قال أبو الغيط إن المحور الأساسي في التفكير الإسرائيلي، مثلما تحدث به باراك، هو التركيز على البعد الأمني في علاقات إسرائيل الخارجية، سواء العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية أو الإسرائيلية العربية أو ما يتجاوز الحدود العربية إلى دول الجوار الأخرى، وهذا التفكير يؤكد بأن إسرائيل لا شيء لديها في الحياة سوى الأمن.

وأضاف: "نحن في مصر نرى أن هذا التركيز الإسرائيلي هو أمر مبالغ فيه للغاية، ويفتح الطريق دائما إلى مزايدات من قبل إسرائيل، وإلى تصرفات تؤثر على الاستقرار والسلام في الإقليم، وهذه هي النقطة المفصلية والمحورية في حديث كل المسئولين في إسرائيل، وهم لا يخفون ذلك، بل هم دائما يتحدثون عن خطر الأمن والمخاطر التي تتعرض لها إسرائيل والسؤال: هل هذه المخاطر حقيقية أم مجرد حجج وتبريرات؟ وفي تصوري أنها خليط بين الاثنين".

وفيما يتعلق بالحوار الفلسطيني بالقاهرة في ظل تقارير واردة من الخارج تشير إلى أنه مجرد حوار لن يؤدي إلى شيء وأن الجميع ينتظر وصول الإدارة الأمريكية الجديدة، قال أبوالغيط: "هذه وجهات نظر لا أرغب في التعقيب عليها، وأعتمد على المثل المصري الذي يقول إن /المية تكدب الغطاس/، وأقصد أن الأيام سوف تكشف المواقف".

وعن طرح فكرة استقدام قوات عربية إلى غزة خلال الحوار الشامل للفصائل الفلسطينية، قال الوزير المصري: "هذه الفكرة لا تأتي إلا بعد إعادة صياغة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبعد الدراسة المناسبة لأنني أتحدث عنها.. والأمر لم يطرح للدراسة بعد ولكنها فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبة، عندئذ نتصور أن مصر والجامعة العربية يمكن أن يقوما بدور في هذا الشأن".

وعن توقع مصر التوصل إلى مسودة سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال العام الجاري وفق تفاهمات أنابوليس أم أن هذه التفاهمات انهارت بالفعل، قال أبو الغيط: "يجب أن نكون حريصين جدا عند الحديث عن توقعات في هذا الصدد.. وكافة المؤشرات تقول إن هناك صعوبات بالغة تواجه المتفاوضين الذين يسعون إلى التوصل إلى اتفاق، وكثير من الأصوات، ومن بينها أصوات الذين يتفاوضون أنفسهم يستبعدون حدوث ذلك".

وأضاف أنه "على الجانب الآخر لازالت الولايات المتحدة تؤكد أنها ملتزمة، وبالأمس أكدت لي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، في اتصال خلال وجودها بالمنطقة، إنها تسعى لإنجاز اتفاق مكتوب يعلن عنه في (أيلول) سبتمبر المقبل، أو هكذا يتصورون".

وعن الملف العراقي، قال أبو الغيط إن بعثة مصرية دبلوماسية عادت من العراق الاثنين الماضي وأكدت وجود تحسن في الأوضاع الأمنية. "وأعتقد أن هذه البعثة ستعود مرة أخرى قريبا للتدقيق في بحث المزيد من الأوضاع".

وردا على سؤال حول ما إذا كان ذلك للترتيب لفتح السفارة المصرية في العراق، أجاب: "(بل) للنظر في كافة المسؤوليات المصرية تجاه العراق، وللنظر في توابع المسؤوليات المصرية (هناك)".

وعن إمكان زيارته للعراق قريبا، قال أبو الغيط: "ليس بالأمر البعيد عن الحسبان".

وعما تردد بالآونة الأخيرة عن نظام أمني إقليمي يضم العراق وإيران وعددا من الدول العربية إضافة لتركيا، قال: "هناك أطروحات إيرانية في هذا الصدد، وهناك أحاديث من قبل روسيا الفيدرالية لعقد مؤتمر دولي للنقاش حول أمن الخليج، وهناك اجتماعات لمجموعة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن .. وكذلك يدور نقاش حول أمن الخليج؛ ووجهة النظر المصرية (هي) أن أمن الخليج له بعد ووجه عربي لا يجب السماح إطلاقا بأن يتم تجاوز العرب في ترتيبات لأوضاع إقليمية فيما يتعلق بالخليج".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى