مصـارحة حـرة .. كلّك حركات

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> عن مباريات (العربان) تتفجر في دواخلي (عبوة) ناسفة للأحلام الوردية التي نرسمها بالألوان الزيتية لمباريات المنتخبات أو الفرق العربية.

(العربان) الذين ذكرهم فريد الأطرش في (بساط الريح) أشكال وألوان..منهم من قضى حياته في خدمة (الصيف الذي ضيع اللبن).. ومنهم من قضى نحبه تاركا لأحفاده ملف قضية (هابيل وقابيل)..ونوع ثالث يستخدم سياسة تقطيب الجبين تجاه عربان (كلّك حركات).

ولأن بساط (العربان) أحمدي فإنهم لا يرون أبعد من(كرنفال) يرقصون فيه على أنقاض شقيق يعاني من (هم) في النفس..ومن أزمة في (الضمير) ومن شلل في (الأمانة).

الفائز.. يبتدع فقرات تغيظ العدوين فما بالك بالأشقاء.. والخاسر يجر أذيال الخيبة.. وكأنه خسر معركة تحرير القدس بخطأ غير مقصود من شقيق لم يراعِ مبادئ العيش والملح والعشرة الحلوة التي ما تهون إلا على أولاد الحرام..لا تخلو مواجهات (العربان) الكروية من (بهارات) الخروج عن النص..ولا تحلو المباريات في نظر (العربان) إلا بشد وجذب.. سب وشتم.. احتجاجات ومتاهات.. وضرب يتكرر ولا يعلم الشطار.. حتى بات جدول الضرب من ضمن مقررات (العربان) والويل والثبور وعظائم الأمور لمن لا يحفظ (ضرب) العربان!.

صحف (العربان) هي الأخرى تصب زيتا إضافيا على (نار) تأكل الأخضر واليابس.. ولله في خلقه شؤون.

صحيفة تطالب اللاعبين بالقتال في ساحة المعركة وإفساد أسلحة (الشقيق) الذي يبادله مفاهيم نحو سيباوية.. وأخرى تهلل للنصر..وتصفه بأنه تاريخي كونه تحقق تحت شجرة (دم الأخوين) وعلى مرأى من ذلك (الغراب) الشاهد على دموية لقاءات (عربان) الصاد والضاد!.

عندما يخسر (العربي) أمام (الأعجمي) بالدرزن ومضاعفاته.. يتقبل الخاسر بروح رياضية، بل ويبادر اللاعبون إلى احتضان (الأجانب) وتوزيع القبلات الحارة على أكثر من مساحة أخلاقية.. وحتى عندما يفوز (العرب) في مواقع خارجية لا يبالغون في شرب (شربات) الفرح.

لكن الوضع يختلف في لقاءات (العربان) فالفائز يغيظ (العذال).. ويستفز الفريق الآخر.. أما بالمبالغة في رصد الفرحة أو بابتداع حركات تخرج الفريق المهزوم عن طوره.. فيتحول الملعب إلى (مناطحات) و(مطاردات) تختلط فيها ثقافة الضرب بالعقال بلوعة صميل يشتاق للدم العربي المستباح هذه الأيام دون اللجوء إلى بنك الدم.

(العربان) على مختلف انتماءاتهم يتوزعون على الساحة الكروية بصورة لا تدل على حجم الشتات فحسب.. ولكن بصورة تتحول فيها لقاءاتهم إلى وجبة ساخنة على موائد اللئام.. بدءً بقنوات خارجية تفضح ما تحت الرماد.. وانتهاءً بسياسيين ينامون ملء جفونهم فلا خوف على مصالحهم طالما والعربان في (خناقة) متواصلة و(جدلهم) ولا جدل أهل بيزنطة.. يعني ما قدر على (الحمار) فصب جام غضبه على (البردعة)..ورغم كل هذه المشاكسات والمعارك العربية الكروية الطاحنة، فإن (العربان) الذين اتفقوا على أن لا يتفقوا لا يجدون غضاضة من طرح سؤال واحد حيرهم وطير النوم من أعينهم.. من سرق الحلم العربي في أولمبياد بكين.. الدحيليب الذي راح في سابع نومة أم طويل الأذنين مايكل فيلبس؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى