ساركوزي سيعطي الاولوية للحوار مع موسكو في قمة الاتحاد الاوروبي

> باريس «الأيام» فيليب الفروا :

> رغم الانتقادات التي تأخذ عليه ضعفه حيال موسكو، يريد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يعلن اليوم الإثنين، في قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل حول الازمة في جورجيا، نيته اعطاء الاولوية ل"حوار حازم" مع روسيا.

وفي حين اعلنت بعض دول الاتحاد الاوروبي بوضوح انها تفضل نهجا متشددا، حرص الرئيس الفرنسي على القول، عشية القمة الطارئة للدول الاوروبية ال27، ان "وقت العقوبات لم يحن بعد".

وبحسب اوساط ساركوزي، فان القمة ستكتفي اليوم الإثنين بتذكير روسيا "في شكل حازم" ب"وجوب تطبيق" اتفاق وقف اطلاق النار ذي النقاط الست الذي تفاوض في شأنه ساركوزي في منتصف اب/اغسطس خلال زيارته لموسكو وتبيليسي "بكامل بنوده".

وفي هذا الصدد، قال قصر الاليزيه "ما دام الوضع ليس على هذا النحو فان علاقتنا مع روسيا ستظل قيد المراقبة"، مضيفا "نحن لا نزال في مرحلة الحوار، الحوار الحازم، ولكن ليس في مرحلة العقوبات".

وترى باريس ان قضية العقوبات المحتملة ينبغي ان تطرح فقط خلال قمة الاتحاد الاوروبي وروسيا المقررة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في نيس (جنوب شرق فرنسا).

وهذا يعني ان نيكولا ساركوزي لا يزال يمهل نظيره الروسي ديمتري مدفيديف عشرة اسابيع لاحترام توقيعه الاتفاق، رغم انه يعتبر ان القرار الروسي بالاعتراف باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا "غير مقبول".

لكن الاولوية التي اعطاها الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي للتفاوض منذ اندلاع الازمة لا تحظى باجماع لدى اعضاء الاتحاد ال27.

فقد اثار الرئيس الفرنسي استياء بولندا ودول البلطيق حين تخلى عن ادراج مبدأ احترام وحدة اراضي جورجيا في الاتفاق الذي انتزعه من الروس، وفي اقراره بحقهم "في الدفاع عن المصالح الناطقين بالروسية" خارج حدودهم.

والى جانب السويد او بريطانيا، ترى هذه الدول السوفياتية السابقة انه حان الوقت لوضع حد لطموحات موسكو.

وحتى داخل فرنسا، لم ينج نهج ساركوزي من التحفظات منذ ان وضع انتقاداته كمرشح رئاسي لانتهاكات حقوق الانسان في الشيشان في خانة "سياسة واقعية" تنحو الى التهدئة مع الكرملين.

فقد اعتبر رئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس ان ساركوزي ارتكب "خطأ فادحا" بنسيانه وحدة اراضي جورجيا في "خطته" للسلام، فيما اتهمه النائب الاشتراكي بيار موسكوفيسي ب"المحاباة".

رغم هذه الانتقادات، لا ينوي ساركوزي تبديل مساره. فبدافع من تصميمه على "التحدث الى الجميع"، دعا الاربعاء في خطابه امام السفراء، روسيا الى القيام ب"خيار اساسي" يقوم على "التفاهم والتعاون".

وفي ما يتجاوز كونه خيارا سياسيا، يعكس هذا "الحوار الضروري" تقويما واقعيا لتوازن القوى. وفي هذا الاطار، ذكر الرئيس الفرنسي في 12 اب/اغسطس في موسكو بان "العالم يحتاج الى روسيا من اجل الاستقرار والسلام" متحدثا عن الازمة مع ايران.

ولاحظت شخصية قريبة من ساركوزي ان "اكثر المؤيدين للعقوبات بحق روسيا هم اكثر من يعولون (على الروس) في امدادهم بالغاز".

واضافت "نقول لسكان البلطيق والبولنديين +فكروا بالضربة الثالثة+. فاذا قررنا فرض عقوبات وردت موسكو بوقف تسليم الغاز، فماذا سيكون ردنا عندها؟".

من هنا، يبدو واضحا ان اوروبا لا تملك كثيرا من الاوراق في مواجهة ما يسميه بعض الخبراء "الامبريالية" الروسية الجديدة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى