رمضان .. وضنك الحياة !!

> «الأيام» أحمد علي البرشاء:

> من نافذة الزمن يطل علينا حاملا بين ثناياه الخير الوفير والأجر الكبير .. شهر رمضان يدلف من بوابة الدهر كعادته دون أن تتغير طبيعة هذا الشهر وتكوينه .. في كل عام نستقبله نقضي معه ثلاثين يوما، نستشف عظمته وجماله وسحره، ونبكي عليه حينما يودعنا قبيل ارتفاع أصوات المآذن، فيعدنا بعودة قريبة لن يطول أمدها.. ننتظره بشوق ولهفة، فنعد العدة له ونترقب بزوغ أول أيامه الطاهرة .. هكذا كنا دون كلل أو ملل نتمنى عودته بعد رحيله بثوان قليلة.. ولكن بأي حال عاد شهرنا هذه المرة ؟؟

بماضيه المعهود قلبا وقالبا ..!! أم بأمور أخرى، صاغها سادتنا الكرام لتكون دخيلة على شهرنا المبارك فأصبحت تلازمنا في حالنا وترحالنا فبتنا نترقب شهر رمضان بخوف وريبة وألم.

كيف لا وشعبنا بات قاب قوسين أو أدنى من هاوية الهلاك بعد أن ضاقت به الدنيا بما رحبت، وكان لسادتنا دور البطولة ومفاتيح الرجولة.

فبأيديهم صاغوا قرارات قاتلة.. وبأناملهم خطوا معاناة شعبنا بأسعار خيالية لا يقبلها العقل أو المنطق .. وتارة أخرى بأزمات مفتعلة في موارد الحياة البشرية.. بتنا نعرفها حق المعرفة ولم تعد تنطلي علينا هذه الأزمات .. فتجرع الشعب مرارة قرارات هوجاء وذاق الأمرين منها.

فصرخ شعبنا مستغيثا، ظانا أنه في زمن المعتصم، وأنه لن تغرب شمس الضحى إلا وقد رد الحق إلى أصحابه، بيد أن صرخاته لم تتعد شفتيه، وتأرجحت بين فرائصه فأدرك أنه كتب عليه الشقاء والعناء في زمن تجرد أسياده من كل مبادئ الإنسانية،فباتت لقمة العيش وشربة الماء الآمنة يؤرقان الجفون، وكابوسا يقض المضاجع، لأن استحال يسرة الحصول على لقيمات تسد رمق الجوع، وقطرات ماء تبلل الحلوق إلا بشق الأنفس وكد الأيادي وعرق الجباه وإهانة الكرامة.

هذا هو حاليا قبيل كل رمضان.. أسعار تبلد الإحساس وقسوة تقطع الأنفاس.. فقيرنا يموت جوعا، وميسورنا ينهار فكرا وجسدا .

أما غنينا فبذخ في العيش ورفاهية في الحياة وشبع إلى حد التخمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى