رايس تستعد للقاء تاريخي مع القذافي

> طرابلس «الأيام» سيلفي لانتوم :

>
وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الجمعة الى طرابلس في زيارة تاريخية من المقرر ان تلتقي خلالها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي كان حتى الامس القريب العدو اللدود للولايات المتحدة.

وبهذه الزيارة الاولى لوزير خارجية اميركي الى ليبيا منذ 55 عاما، تأمل رايس في ان تحقق نجاحا دبلوماسيا نادرا لادارة بوش وان تظهر لكوريا الشمالية وايران الفوائد التي يمكن ان تحصلا عليها بتخليهما عن اسلحتهما للدمار الشامل.

واستقبلت رايس التي حطت طائرتها نحو الساعة 17:15 بالتوقيت المحلي (15:15 ت غ) في مطار معيتيقه العسكري قرب طرابلس من قبل الامين الليبي لشؤون الاميركيتين في الخارجية الليبية احمد الفيتوري.

وبدأت على الفور مباحثات مع نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم، على ما افادت صحافية وكالة فرانس برس التي ترافق رايس.

ومن المقرر ان تشارك لاحقا الزعيم الليبي معمر القذافي مأدبة افطار رمضانية.

وقالت رايس في لشبونة حيث توقفت قبل التوجه الى العاصمة الليبية "انها لحظة تاريخية".

واضافت للصحافيين الذين رافقوها في الطائرة "بكل صراحة لم اكن اعتقد ابدا اني سازور ليبيا، انه لامر مهم".

وتابعت "انها بداية و(مؤشر) انفتاح، وليست نهاية المطاف".

وقالت "امامنا درب طويل لنعبره. غير اني اعتقد ان (هذه الزيارة) اظهرت ان الولايات المتحدة ليس لديها اعداء دائمون وانه حين تكون دول على استعداد لاجراء تغييرات جوهرية في توجهاتها، فان الولايات المتحدة على استعداد للتفاعل معها".

واشارت رايس الى "الدور المهم الذي يمكن لليبيا ان تقوم به -وتقوم به بالفعل- في المغرب العربي وفي الاتحاد الافريقي"، مؤكدة على رغبتها في ان تبحث مع الزعيم الليبي الوضع في السودان "حيث تقوم ليبيا بدور هام".

وقالت ايضا ان زيارتها تهدف الى التوصل الى اتفاقات تبادل في مجالات التعليم والثقافة وربما التعاون العسكري.

ولاحظت ان "ليبيا تتغير" مضيفة "اريد ان ابحث الطريقة التي تتغير فيها، لان ليبيا اكثر انفتاحا وليبيا تتغير، وستشكل امرا جيدا لليبيا كما للمجتمع الدولي".

وخلال لقائها القذافي ستبحث رايس ايضا مسألة حقوق الانسان ولا سيما قضية المعارض الليبي فتحي الجهمي (66 عاما) الذي يعيش اخوه في المنفى في بوسطن.

وترى ليبيا ان زيارة رايس تكرس عودتها الى المسرح الدولي وتشكل نجاحا مدويا لدبلوماسيتها الجديدة التصالحية بدفع من سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي.

لكن بعد عشرات السنين من العلاقات المتوترة، ما زال القذافي حذرا.

وقال الاثنين ان "ملف الخلاف بين الولايات المتحدة الاميركية وليبيا اقفل نهائيا ونحن لا نطمع في صداقة اميركا ولا في عداوتها، فقط يتركوننا في حالنا والمهم ان العلاقات لن تكون فيها حروب ولا غارات ولا ارهاب".

واشاد البيت الابيض أمس الجمعة ب"الفصل الجديد" في العلاقات الاميركية مع ليبيا. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض ان "زيارة رايس الى ليبيا تمثل فصلا جديدا في العلاقات الثنائية" بين البلدين.

واضافت ان العلاقات "تغيرت في اعقاب قرار البلد (ليبيا) التخلي عن اسلحة الدمار الشامل وقدراتها على انتاجها. وهذه تغيرات كبيرة ومهمة".

واضافت "اننا بتحسين علاقاتنا مع ليبيا سنتمكن من توسيع التعاون الثنائي في العديد من المجالات ومن بينها التعليم والثقافة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وبالتاكيد الامن وحقوق الانسان".

من جانبه قال شكري غانم رئيس الشركة الوطنية للنفط في ليبيا ان زيارة رايس "هي ترسيم واعلان لتطبيع كامل للعلاقات بين اميركا وليبيا".

واشار الى اهمية دور النفط في نسج علاقات اقتصادية بين البلدين.

واوضح "ان دور النفط كان هاما منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي حيث كان السوق الاهم والاول للنفط الليبي هو السوق الاميركي لان النفط الليبي من النوع الخفيف والان بعد رفع الحظر بدأت كميات متزايدة تأخذ طريقها الى اميركا وسوف تزداد هذه الكميات".

وتابع "لقد عاد الكثير من الشركات الاميركية للعمل في ليبيا (..) وسيكون النفط العنصر الهام في العلاقات الليبية الاميركية في عالم يزداد فيه الاحتياج الى الطاقة ما سيؤدي الى مزيد من انتاج للنفط الليبي لدخول الاسواق العالمية وخصوصا السوق الاميركي".

وقطعت العلاقات الليبية الاميركية في العام 1981 بسبب دعم ليبيا المفترض للارهاب ولم تستأنف الا في 2004 بعد اعلان الزعيم الليبي تخليه عن السعي الى حيازة اسلحة دمار شامل.

يشار الى ان ما ساهم ايضا في تحقق زيارة رايس لليبيا التوقيع الشهر الماضي على اتفاق بشأن تعويضات للضحايا الليبيين والاميركيين للنزاع بين البلدين في ثمانينات القرن الماضي.

وازدادت العلاقات سوءا مع الولايات المتحدة عندما شن الطيران الحربي الاميركي في الرابع من نيسان/ابريل 1986 غارات على ليبيا قصف خلالها منزله في طرابلس ما ادى الى مقتل ابنته بالتبني، بعد اتهام ليبيا بالقيام باعتداء مناهض للولايات المتحدة في برلين الغربية.

وتحول القذافي الى "اكبر عدو" للغرب بعد اعتداءين وجهت اصابع الاتهام فيهما لليبيا، الاول على طائرة اميركية لشركة بانام فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية والذي اسفر عن سقوط 270 قتيلا في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988 والثاني على طائرة يو.تي. اي الفرنسية فوق صحراء تينيري في النيجر في التاسع عشر من تموز/يوليو 1989 (170 قتيلا).

وبعد مؤتمر صحافي مشترك تعقده مع شلقم، ستغادر وزيرة الخارجية الاميركية طرابلس ليلا متوجهة الى تونس محطتها التالية في جولة تقودها ايضا الى الجزائر والمغرب. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى