> القاهرة «الأيام» محمد عبداللاه وعلاء شاهين:

رجال الإنقاذ يحملون جثة طفل قضى في الحادث
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن القوات المسلحة أرسلت عددا من وحدات الإنقاذ إلى المنطقة للمساعدة في انتشال القتلى والمصابين من تحت الأنقاض، وإن السلطات أخلت بيوتا من سكانها في المنطقة خشية سقوط كتل صخرية أخرى عليها.
وذكرت المصادر أن الصخور المتساقطة في عزبة بخيت بمنطقة الدويقة في حي منشأة ناصر في شرق القاهرة دمرت كثيرا من المباني المتلاصقة التي تفصل بينها طرق ضيقة قرب طريق سريع.
وفي وقت سابق أرسلت السلطات عشرات من قوات الشرطة ورجال الإنقاذ بالإضافة إلى عربات الإطفاء والكلاب البوليسية، لكن السكان الغاضبين اشتكوا مما قالوا إنها «استجابة غير كافية» من الحكومة في مواجهة الكارثة.
وذكرت وزارة الصحة والسكان أن عدد المصابين بلغ 35 مصابا، وقالت إن عدد الجثث التي انتشلت بلغ 16 جثة، لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط التي أذاعت بيانات الوزارة عادت لاحقا ورفعت عدد الجثث إلى 30.

وسكان محليون يجلسون داخل منازلهم المهدمة بفعل الصخور المتساقطة بمنطقة شانتي بالمقطم شمال القاهرة أمس
وأضافت أن وعورة المنطقة القريبة من هضبة المقطم لاتسمح بدخول معدات كبيرة لرفع الصخور أو تفتيتها في بعض أنحاء موقع الحادث. لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط قالت إن السلطات استدعت رافعات من شركة مقاولات كبرى للمساعدة في رفع الكتل الصخرية.
وقالت الوكالة إن التقديرات المبدئية تفيد بأن عدد البيوت التي أصابها الانهيار الصخري بلغ 30 بيتا. وشاهد مراسل لرويترز حوالي 30 من قوات مكافحة الشغب يحرسون أنقاض البيوت، لكن سكانا راحوا يجمعون ما هو ظاهر وسط الأنقاض من أمتعتهم من الملابس والأغطية والأواني وأطباق استقبال إرسال محطات الاذاعة والتلفزيون الفضائية.
وقال رئيس الوزراء أحمد نظيف للصحفيين بعد زيارة لمستشفى نقل إليه مصابون إن معظم الإصابات كسور. وأضاف أن الحكومة أقامت مساكن لسكان المنطقة، وكانت ستسلم لهم خلال أربعة أسابيع لكن «القدر لم يمهلهم».

مواطن مصري يبدو عليه الهلع من حادث الانهيار الصخري من جبل المقطم بشمال القاهرة أمس
وقالت مصادر حكومية إن السلطات ستقيم الخيام لإيواء الناجين من الانهيار. وأضافت أن حوالي 200 أسرة ستقيم في الخيام التي لم تحدد مكان إقامتها. ووصف شهود عيان مشاهد مئات السكان الذين انخرطوا في البكاء والعويل بعد أن تجمعوا حول المكان الذي طوقته قوات مكافحة الشغب وصبوا جام غضبهم وانتقاداتهم على السلطات، قائلين إن لهم أقارب وأصدقاء محصورين تحت الركام.
وصرخ رجل في رجال الشرطة الذين وقفوا في المكان قائلا «أنتم تكتفون بوضع أيديكم في جيوبكم.
أنتم لاتفعلون شيئا». وصاح آخر «لو كان هذا مجلس الشورى لكان الجيش تدخل الآن». وكان حريق شب في مجلس الشورى في أغسطس مما أسفر عن سقوط قتيل وجرى استدعاء الجيش للمساعدة في إطفاء الحريق باستخدام طائرات الهليكوبتر.
وقال حسن إبراهيم حسن (80 عاما) الذي نجا منزله من الانهيار «كان الأمر مروعا.انقطعت الكهرباء وسمعنا دويا هائلا كما لو كان زلزالا، واعتقدت أن هذا المنزل انهار. خرجت ورأيت أن الجبل بأكمله انهار».

امرأة تبحث عن ما تبقى من منزلها بعد الانهيار الصخري
وكل المباني المبنية بالطوب الأحمر في المنطقة مقامة على منحدرات صخرية.
ومعظم أعمال الحفر لإنقاذ الضحايا يقوم بها أقارب وجيران بأيديهم بحثا عن ناجين أو جثث تحت أكوام الصخر والحطام.
وقال شهود عيان إن منزلا مكونا من ستة طوابق تحول إلى ركام.
وراحت امرأة ترتدي غطاء رأس أبيض تصرخ «أولادي.. أولادي.. محدش منهم خرج.. عايزة أشوفهم حتى لو كانوا ميتين!». وقال سكان كثيرون إنهم أبلغوا السلطات منذ أسابيع بوجود انهيار صخري صغير في المنطقة لكن تفاوتت أقوالهم فيما يتعلق باستجابة الحكومة للبلاغات.
وأمام مراسل لرويترز أشارت ساكنة قالت إن اسمها أم محمد إلى الأضرار التي لحقت بمنزلها من الانهيار الصخري السابق، إذ توجد في الجدران شروخ كبيرة يدخل منها التراب الذي تثور سحابات منه إذا تعرض لطرق بالأيدي.

امرأة تبكي في عزبة بخيت شرق القاهرة بعد الانهيار الصخري أمس
شارك في التغطية سامر الأطرش وأشرف بدر. رويترز.