الندوة الرمضانية عن: التمر.. والعادات والتقاليد.. والتاريخ الرياضي لمدينة شبام حضرموت

> وادي حضرموت «الأيام» خاص:

>
اختتمت بعد منتصف ليل أمس الأول الندوة الرمضانية التي نظمها منتدى شبام حضرموت الثقافي طيلة ثلاث ليال متتالية، بدأت مساء الجمعة الماضي، وشملت كل ليلة محورين من المحاور إذ قدمت أوراق بحثية في المحور الأول الموسوم (ملامح وعادات وتقاليد رمضانية)، قدم أوراقها الأخوة: علوي عبدالله بن سميط، طيب علي التوي، جمعان سالم خراز، سالم عبداللاه بن سميط، تحدثت جميعها عن العادات والتقاليد التي تتميز بها مدينة شبام خلال الشهر الفضيل.

وعلى الرغم من تشابه الأوراق من حيث المضمون باعتبار العادات موروثا قديما فإن التفاصيل تفاوتت من ورقة إلى أخرى، بل أن الفائدة هي أن مقدمي هذه الأبحاث الموجزة من أجيال متتالية، وبرزت العادات التي تعود إلى القدم والأهازيج التي يتغنى بها الكبار والأطفال وكيفية المظاهر الفرائحية لاستقبال الشهر الكريم بدءا من الشعبانية وتحري هلال رمضان الذي كانت شبام إحدى المدن الرئيسة منذ قرون يعتد برؤيتها له، ثم تقاليد المشاهرة، الفطاطير، الختومات، الوريقة، العيطولي، المفلح (المسحراتي)، الكيفطاري، وغيره.

وعرفت الأوراق كل عادة بإيجاز مع تحديد المواقع التي تؤدى فيها ألعاب الصغار، وكذا المدلولات لكل عادة إضافة إلى قضاء أوقات شهر رمضان في العبادات والتكافل والعادات، وتحديد ما تبقى من هذه التقاليد، وما انقرض من معظم العادات بما فيها (الوريقة) ليلة 28 رمضان والمسحراتي وجلسات السمر والكيفطاري خلال الأيام الثلاثة الأولى من رمضان، التي ينظمها أطفال المدينة.. كل ذلك مستمر إلى اليوم.

وذكرت بعض الاوراق التسميات المتشابهة في عدد من العادات وأسلوب ممارستها ما بين شبام ومدن أخرى كتريم والقطن وهينن، ومع كل هذا حاول المتحدثون الاقتراب من تحديد دقيق لنشأة هذه العادات.. وكما هو معروف أن الفلكلور والتقاليد يصعب تماما تحديد بدئها، كون التراث تحفظه الذاكرة ويتداوله الأجيال، ويمارس عبر العصور عبر السماع، فهو ليس مكتوبا بل شفاهي، فقد كانت الأوراق بمثابة تسجيل ورصد لهذا، خصوصا وأن المهتمين الذين قدموا الأوراق تتراوح أعمارهم من 48 عاما إلى 82 عاما، والأهم من هذا فإن الوالد جمعان سالم خراز أكبرهم سنا يعد شخصية مارست تلك العادات، وحافظت عليها لمدة تزيد عن نصف قرن، إذ يؤكد أن الأبيات التي تغنى من قبل المسحراتي وحتى اليوم في بدايات القرن الواحد والعشرين وضعها الشيخان والعالمان عمر بامخرمة ومعروف باجمال (توفي في القرن العاشر الهجري).

وأوضح الزميل علوي بن سميط أن ورقته التي استعرضها سبق أن نشرتها «الأيام» خلال رمضان 2003م بعنوان (عادات وتقاليد رمضانية في شبام العالية)، في عددين متتالين أضاف عليها بعض التحديث من معلومات ضافية.

كما كان للمداخلات والاستفسارات حول الأوراق المقدمة إضافات وتفاصيل أثرت الليلة الأولى التي عدت بمثابة لمحات تاريخية توثيقية لدراسة وحفظ هذه التقاليد والعادات الرمضانية.

في الليلة الثانية كان المحور (التمر)، حيث قدم ورقة ضافية بعنوان: (التمر بين القرآن والسنة) لفضيلة الشيخ إبراهيم محمد الخطيب ضمنها فوائد النخلة وثمرها التمر عبر التاريخ والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مستعرضا كثيرا من العبر والعظات وبركة النخلة، واعتبرت الورقة تفسيرا وعلما من باب شرعي، بسطها الشيخ بأسلوب إيصال للحضور كان مفيدا بحسب المداخلات عليها، ووصفت بورقة شافية شاملة في هذا الجانب.

ثم قدم م.أحمد سعيد بن جيود، باحث زراعي بمجلة البحوث الزراعية وشارك في ندوات محلية وخارجية، وهو من أبناء شبام، الورقة (التمور.. الفوائد الغذائية ونخلة التمر وزراعتها)، سرد مقدمة عن النخيل وثمارها وعدد فوائدها الزراعية من حيث إنتاجها الاقتصادي وفوائدها للإنسان، والفيتامينات التي يحويها التمر ومقارنة بين زراعة النخيل بمنطقة حضرموت منذ ما قبل الستينات ووضعه اليوم والآفات التي تصيبه والمعالجات والمكافحة، وكذا مستوى الإنتاج للتمر وعدد أصنافه، وعدت هذه الورقة بالمستوى المنهاجي الرفيع.

حضر هذه الجلسة الأخ م.عمر كرامة محيور مدير عام الزراعة بوادي حضرموت والصحراء، الذي استمع لملاحظات الحضور حول دور الزراعة في الحفاظ على النخيل، مؤكدا أنه على استعداد متى ما دعا المنتدى لاستكمال توضيحاته بأكثر تفصيلا، شاكرا المنتدى على تنظيم مثل هذه الفعاليات.

وفي الليلة الثالثة من الندوة الرمضانية قدمت أوراق عن نشأة وتطور الألعاب الرياضية بمدينة شبام كالتنس، قدمها سالم بن سميط، والطائرة لأحمد عمر الحداد، والسلة للزميل عبدالله بن حازب، سجلت كل ورقة مسارا تاريخيا من الأربعينيات فالخمسينيات وحتى اليوم، وذكرت كل ورقة على حدة أبرز الرواد في هذه الألعاب بشبام وكذا إدارييها والملاعب والساحات التي مورست فيها.

وأثنى الكثير من المتداخلين على تلك الأوارق التي سجلت جانبا من تاريخ رياضة مدينة شبام بالأسماء والمواقع والأزمنة، وبحضور عدد من المهتمين ومن الشباب وكذا عدد من الرعيل الأول في الإدارة واللاعيبن منهم ربيع سكران، صالح سعيد عويض، علي محمد بامنصور.

حضر الجلسة الأولى 32 شخصا والثانية 23 شخصا والثالثة والأخيرة 30 شخصا، كما ألقيت في افتتاحية الندوة الرمضانية بالمنتدى ثلاث قصائد شعرية ترحيبا ووصفا لشهر رمضان، ألقاها الشعراء ربيع صالح بلسود، علي محمد باذيب، محمد سعيد قحطان، كما تداخل وطرح الملاحظات على الجلسات الثلاث الإخوة الذين أضافوا بتعقيباتهم المفيدة حول كافة الأوراق وهم صالح أحمد باخبيرة، م. سالم يسلم ودعان، عبدالله عوض مصفر، محمد عبدن، محمود باعباد، عوض عمر حسان، محمد قحطان، عبدالرحمن جبر، برك باصويطين، أحمد كرامة ودعان، شيخ باشراحيل، علي باذيب، سالم سعيد عبدن، عبدالله علوي بن سميط، عبدالقادر العيدروس ومحمد حسين الحداد.

وفي ختام الندوة أكد الزميل رئيس المنتدى على أن الأيام الثلاثة التي انقضت استفاد فيها الحضور والمهتمون بالشأن الثقافي، مشيرا إلى أن المشاركة بالمنتدى طوعية، فهذه الندوة أقيمت دون نفقات تشغيل أو دعم مادي، وهذا يعود لتضحية مرتادي المنتدى، ومحاولة تقديم منهجية في الجديد والمفيد، كما أفاد رئيس المنتدى لـ«الأيام»: «كالندوات السابقة التي نظمها المنتدى فإنها أقيمت دون رعاية مؤسسة أو جهة أو شخص أو دعم مادي، فنحن نحاول تكريس مفهوم الطوعية والتضحية في سبيل المزيد من المعرفة والتوثيق، فالندوة الرمضانية والمحاضرات السابقة موثقة بالصوت والصورة، ونعلن أن أي باحث أو مهتم يرغب في الاطلاع عليها سنكون خير عون لتسهيل المهمة له، ونتمنى أن تطبع المادة التوثيقية خصوصا الندوة الرمضانية إذا حصلنا على من سيتحمل طباعتها باعتبارها شيئا من تاريخ المدينة ولنشر وتعميم الفائدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى