نداء قلب.. ومنال صعب

> «الأيام» عدنان سالم بن عويد /القطن - حضرموت

> ماذا عساه أن يكتب أو ماذا عساه أن يفعل وقد ضج بداخله نداء حرك جميع أجزائه أفقده شهيته وحبس ابتسامته الصافية من على محياه التي كانت لا تفارقه ولو لحظة واحدة أقض مضجعه وأسهر ليله لقد تجور منه أهله وأصحابه وحتى أحبابه يحاول إيجاد ثمة حل لهذا النداء العجيب الذي سرى في جميع جسمه، لكن هناك عراقيل وقفت في طريقه حالت دون تلبية ذلك.

يكبر ويكبر معه ليجد نفسه محاصرا بين أسواره مما جعله يبحث عن ملجـأ للتخلص من أسره، لكن هيهات وقد أحكم سيطرته على قلب ذلك الفتى مما أجبره على عدم التفكير في غيره فلا حديث له ولا هاجس إلا عنه كيف يقر له قرار ويسكن له بال وقد ملك منه مشاعره فرسم سيناريو حياته اليومية والمستقبلية عليه.

نعم نداءات كثيرة وأصوات غريبة، لكنها نداءات تستحق التلبية والمغامرة، لأنه سيكون محلها قلب لطالما انتظره سنوات طويلة إلا أنه كلما فكر في تلبية ذلك يعتريه شيء من الخمول والإحباط يفقده بعض مشاعره ويجمد عليه عواطفه لما يرى من تعسر هذا الزمن الذي أصبحت فيه نداءات القلوب وأحلام اليقظة التي تلازم الشباب من الأمور التي يصعب عليهم نيلها وتحقيقها، والذي يزيد من صعوبة ذلك أنهم لم يجدوا آذانا صاغية تتفهم أمرهم وتترفق بهم. نعم لا أحد يدرك مدى صعوبة التلاؤم معه إلا من تبعه وخاض في لججه فهو قاس على القلوب التي لا تقوى على تحمله.

لقد فكر هو مرارا وتكرارا لكسر جموح ذلك النداء، لكن بعد فوات الأوان فقد أمسك بزمام مشاعره فصارت تنقاد نحوه يجرها أينما يريد وكيف ما يشاء وعقله أيضا لم يعد مجديا في الموازنة ما بين ذلك النداء وتلك المشاعر الجياشة، لكن أكثر ما أحزن قلبه وأكبر همه وقوف بعض الناس حجرا عثرة في طريقه وإدخاله في متاهات هو في غنى عنها، مما ضيق عليه أكثر فلم يبق له إلا أن يتمتم بكلمات علها تكون سببا في فك أسره:

كيف القرار على من لا قرار له

مما جناه الهوى والشوق والقلق

يارب إن كان شيء فيه لي فرج

فامنن عليَّ به مادام بي رمق

يتعجب كثيرا عندما يحسب الناس مثل هذا النداء إنما هو فترة مراهقة تأتي وتزول يمحوها الزمن ثم يبدأ الشاب بفتح صفحة جديدة لحياة جديدة، في رأيه إن لم يستطع تحقيق ذلك الشاب فإنه سيترك آثارا على صاحبه لن تمحى مادام حيا ولاسيما إذا كان سيسعى في تلبيته بطريقة سويه لا غبار عليها ثم يعترضه عارض، هنا تنعكس المشاعر ويحدث مالا تحمد عقباه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى