أقوى دوري في العالم وأكثرها إثارة.. أندية الانكليز تتحايل على القانون والوكلاء يحصدون الملايين

> لندن «الأيام الرياضي» موقع إيلاف :

> يقال إن الدوري الممتاز الإنكليزي هو أقوى دوري في العالم وأكثرها إثارة، وربما يقال أيضًا إنه أغناهم، وقد تكون هذه الاقوال صحيحة، حيث أننا شاهدنا الكثير من المفاجآت والإثارة فعلاً والدوري لا يزال في أسبوعه الرابع.

ولكن لهذا الدوري مشاكله الخاصة يحاول أن يحلها ولكن من دون جدوى، خصوصًا تلاعب وكلاء اللاعبين في توقيع العقود وحصولهم على مبالغ طائلة واستفزاز الأندية لحثها على ترك هذا اللاعب أو ذاك، ومن ناحية أخرى نجد ان ما يسمى بـ«الطرف الثالث» في إعارة اللاعبين قد وجد صداه أكثر من أي وقت مضى، وكانت مشكلة تعيين المدير الإداري لكرة القدم سببًا رئيسًا وراء استقالة كيفن كيغن من نيوكاسل، إذ طلب كيغن بأن يقال دينز وايز الذي تم تعيينه مديرًا إداريًا للكرة في النادي بعد أسابيع فقط من تعيين كيغن قبل 8 أشهر حتى من دون استشارته، لأنه أصبح كيغن مقيد اليدين ولم يستطع أن يدخل سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف، واشتكى المدير الفني لنادي بورتسموث هاري ريدناب من نظام تعيين مدير إداري للكرة في مجلس إدارة الأندية ووظيفته البحث عن اللاعبين الجدد لدعم النادي أو بيع بعض اللاعبين، وهذه الوظيفة هي بالحقيقة جزء من عمل المدير الفني للنادي.

من ناحية أخرى، عبر بول ستريتفورد، الذي يعتبر واحدًا من أقوى وكلاء لاعبي الكرة في بريطانيا، عن غضبه عندما علم بأن اتحاد الكرة الانكليزي سحب اجازته لمدة 18 شهرًا وغرمه 300 ألف جنيه استرليني لسوء تصرفه عندما أتم صفقة بيع موكله واين روني من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد..وشاركه في هذا الغضب، ولكن ليس بالمستوى ذاته، مهاجم «الشياطين الحمر» عندما قال إنه لم يكن مسرورًا عن طريقة تعامل وكيله في القضية.

وفي ذروة التحقيقات التي جرت خلال السنوات الثلاث الماضية، أتهمت اللجنة التي شكلها الاتحاد ستريتفورد في سبع مخالفات قانونية ارتكبها تتعلق بشراء حقوق تمثيل اللاعب البالغ من العمر آنذاك 16 عامًا روني في عام 2002، والأدلة التي قدمها خلال المحكمة في تشرين الأول 2004 عندما اسقطت التهم ضد 3 أشخاص كانوا متهمين بابتزاز الأموال منه.

وقد شملت الاتهامات أيضاً «عدم احترام مصالح» روني وحقوق الطرف الثالث «برو فورم لإدارة الرياضة» التي كانت تمثل مهاجم «الشياطين الحمر» في بداية حياته المهنية مع ايفرتون، فضلاً عن عدم تقديمه نسخا من العقد إلى اتحاد الكرة وتوقيع عقد للاعب لمدة 8 سنوات، وهي أكثر من المدة المقررة من الاتحاد الدولي لكرة القدم بسنتين.

بالإضافة إلى الغرامة المالية، فقد تم سحب اجازة ستريتفورد، مؤسس شركة «برواكتيف لإدارة الرياضة» لمدة 18 شهرًا مع تعليق نصف المدة، وهذا يعني أنه استبعد فعلياً عن أي نشاط مثل التفاوض على العقود وانتقال اللاعبين.

من الناحية النظرية، فإن روني يحتاج إلى وكيل آخر، مثل كيفن موران مدافع مانشستر يونايتد السابق الذي يعمل مع «برواكتيف» لمناقشة عقد اللاعب المقبل مع ناديه، ولكن ستريتفورد يستطيع أن يمثل اللاعب إلى حين صدور قرار محكمة الاستئناف..وعليه أن يدفع الغرامة خلال 14 يومًا، ولكن بناء على مشورة محاميه، فإنه سيستأنف القرار لدى اتحاد الكرة، وإذا اقتضت الضرورة فإنه سيتوجه إلى هيئة تحكيم مستقلة..وعقب ستريتفورد على القرار بقوله:«لقد كان رأيي دائماً أنه ينبغي على اتحاد الكرة أن يستمع إلى قضيتي في القطاعين العام ومن قبل لجنة مستقلة، وإذا كان قد قام بذلك، فأعتقد بأن الأحكام التي صدرت ضدي كانت ستكون مختلفة.. سأواصل العمل على تحقيق براءتي من التهم الموجه إلي».

وقدم روني والرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد ديفيد جيل أدلة في المحكمة..وقال ستريتفورد إن روني هو الذي تقدم بالطلب بالتعاقد مع شركته عام 2002 بدلاً من أن يحصل العكس..وظهر في العقد الأول بين الطرفين بأن الشركة ستدافع عن حقوق اللاعب الشخصية وليس تمثيله في عقد الصفقات.

وانخفضت أسهم الشركة بعد صدور القرار بمبلغ 1.45 جنيه استرليني للسهم الواحد إلى 16.25 جنيه بخسارة 3.3 مليون جنيه استرليني من قيمة أسهمها في سوق المداولات والتي هي الآن حوالي 35.75 ملون استرليني.

6 ملايين استرليني في صفقة واحدة

من ناحية أخرى، كان آخر يوم لسوق انتقالات اللاعبين (الاثنين 1 سبتمبر الجاري) في هذا الموسم مثيراً للغاية وسجل أرقاماً قياسية في صفقات شراء اللاعبين وحوّل ميزان القوى في كرة القدم الانكليزية، إذ حصل أخيراً مانشستر يونايتد على خدمات المهاجم البلغاري ديميتري برباتوف من توتنهام قبل منتصف ليلة الاثنين الماضي موعد اغلاق سوق تنقلات اللاعبين، بمبلغ 31 مليون استرليني، وأدى ذلك إلى إنهاء واحدة من أكثر الصفقات إثارة في السنوات الأخيرة.

ومانشستر سيتي حطم الرقم القياسي البريطاني لشراء اللاعبين بعد حصوله على خدمات المهاجم البرازيلي روبينيو بمبلغ 32.5 مليون استرليني من ريال مدريد، والذي اختطفه من تحت أنف البليونير الروسي رومان ابرافوميتش وتشلسي. وكان مانشستر سيتي قد حاول في شراء برباتوف في آخر لحظة ولكنه لم يفلح.

وبتنقلات هذا الصيف، حصل متصيدي اللاعبين على الملايين من الجنيهات: وكيل أعمال برباتوف اميل دانتشيف، ومستشار روبينيو واغنر ريبيرو اللذين كانا السماسرة الأقوياء وراء الكواليس، بينما العناوين البارزة في الصحف كانت تتحدث عن الأندية واللاعبين.

انتقال برباتوف

همس زميل دانتشيف في اذن برباتوف طالباً منه بالتحرك وترك توتنهام على رغم تأكيد المهاجم البلغاري بأنه سعيد في «وايت هارد لين»..وحالما أوضح برباتوف بأنه يريد أن يترك النادي اللندني، أراد دانتشيف أن يحقق أحلام اللاعب، فاستقل طائرة للانقضاض على الصفقة التي يتوقع أن يحصل منها على حوالى 20 في المئة لقاء أتعابه، أي حوالى 6 ملايين استرليني.. ودانتشيف، الذي كان وكيل التنقلات والرئيس المالي لنادي «سي اس كي أي صوفيا» البلغاري، كان قد شارك في العديد من صفقات انتقال اللاعبين في أوروبا هذا الصيف..وقد راوغ بدهاء لسنين طويلة ودخل في خلافات حتى استطاع أخيراً أن يسيطر على المنتخب البلغاري تحت 21 عاماً في 2004. وقد وقع عقود معظم اللاعبين من خلال شركته «أي سي 23» وطاف بهم حول اوروبا لعقد صفقات التي جعلته يملك الملايين وكانت خطوة حاسمة للتسلق إلى صفوف وكلاء مرموقين.

يذكر أن دانتشيف كان ضابطاً في الجيش البلغاري ايام الحكم الشيوعي وكان معظم لاعبي نادي صوفيا الذي أسسه وموظفيه والمسؤولين فيه أعضاء في الجيش البلغاري. وبعد سقوط الشيوعية في بلاده استمر دانتشيف بالسيطرة على النادي، وأسس شركته ووقع عقوداً مع لاعبين موهوبين في النادي والبلاد.

وقال المحرر الرياضي في أكبر صحيفة بلغارية من حيث المبيعات جورج باتوف إن دانتشيف كان مسؤولاً عن القضايا الدولية للنادي خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، وكان ينظم كل المباريات الودية بين ناديه وأندية أوروبية أخرى وكان لديه مستشارين يراقبون اللاعبين من المدرجات.

وعندما جاء مالك جديد للنادي في عام 1999 تحول دانتشيف إلى وكيل للاعبين.. وكان أول عقد بيع لاعب له هو بيع نجم النادي ديميتري برباتوف إلى باير ليفيركوزن بالسرعة التي أذهلت الجميع، على الرغم من أن نادي روما كان يود شراء اللاعب، ولكن النادي الألماني اقترح دفع المبلغ مقدماً.

وكان دانتشيف هو العقل المدبر لبيع ليفركوزن برباتوف إلى توتنهام في عام 2006 بمبلغ 10.9 مليون استرليني. وهو يعيش في أرقى منطقة في العاصمة البلغارية صوفيا، ويعتقد بأنه يملك عقارات فيها. ويقول باتوف عنه على الرغم أنه الوكيل الوحيد الكبير في البلاد ومسيطر على عقود اللاعبين الرئيسيين، إلا أنه لا يظهر أو يتصرف كالأغنياء، وهو شخصية محبوبة وصديق للجميع.

أما البرازيلي ريبيرو فكان في قلب الأكبر والأكثر صفقة غير متوقعة هذا الصيف. ويبدو أنه استطاع أن يقنع روبينيو بأن يضع طموحاته للحصول على بطولة دوري الأبطال للأندية الأوروبية على الرف لمدة سنة واحدة على الأقل ويوافق على الانتقال إلى مانشستر سيتي.

ومعروف عن ريبيرو بأنه يصدر بيانات مثيرة للجدل للمساعدة على زعزعة أوضاع اللاعبين مع الأندية، وبذلك يعقد صفقات بملايين الجنيهات للاعبيه..واستطاع أن «يهندس» انتقال روبينيو من نادي سانتوس البرازيلي إلى ريال مدريد عندما كان يعتبر واحداً من ألمع اللاعبين الشباب في العالم، ولكنه استطاع أن يخلق أزمة في النادي الاسباني العملاق بادعائه بأن اللاعبين المحليين في النادي لا يتأقلمون مع اللاعبين البرازيليين الذين ازداد عددهم في ريال مدريد.

وعندما كان روبينيو يستعد بالاتجاه إلى تشلسي في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي، يبدو أن ريبيرو أقنعه بالذهاب إلى مانشستر سيتي بعد شراء النادي من قبل مجموعة أبوظبي المتحدة التي جعلت منه أغنى ناد في بريطانيا.

وكلاء في الواجهة

ـ في السنوات الأخيرة سلطت الأضواء على سلوك الوكلاء مع الفحص الدقيق لعلاقتها مع الأندية والمديرين الفنيين وتأثيرهم على كرة القدم والمبالغ الضخمة التي يحصلون عليها.

ـ في العام الماضي وجه اتحاد الكرة أكثر من 40 تهمة لنادي لوتون لمخالفته القواعد في طريقة دفع أتعاب الوكلاء والتعامل مع وكلاء غير مرخصين، وحكم عليه بدفع غرامة وإلغاءعشر نقاط من مبارياته.

ـ في 1995 تبيّن من تحقيق اتحاد الكرة أن المدير الفني لنادي ارسنال آنذاك جورج كريهام استلم 425 ألف جنيه استرليني من الوكيل روني هيغ لموافقته على شراء لاعبين اثنين.

ـ في 2006 زعم المدير الفني لنادي لوتون مايك نويل أن الوكلاء عرضوا عليه رشاوى باستمرار.

وسارع اتحاد الكرة بإجراء تحقيقات حول موضوع انتقال اللاعبين، ولكنه لم يستطع الكشف على أدلة قاطعة.

ولكن تحقيق برنامج «بانوراما» لهيئة الإذاعة البريطانية أدعى أن شركات وكلاء عدة تشارك في ممارسات مشكوك فيها. وكانت منها شركة ابن المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغسون، والذي لا يزال يقاطع الظهور في مقابلات مع الـ«بي بي سي»، وكذلك اتهم البرنامج المدير الفني لنادي بورتسموث هاري ريدناب ومساعده وكذلك المدير الفني لنادي بولتون آنذاك سام اللاردايز.

ـ في العام الماضي قامت شرطة مدينة لندن باعتقالات عدة وعمليات تفتيش تتعلق بالممارسات غير الشرعية. ولكن جميع الوكلاء ذات الصلة نفوا قيامهم بأي من مخالفات قانونية.

ـ في 3 أيلول الجاري قبضت الشرطة على ايان اليون، الوكيل السابق لجناح ميدلزبره ستيوارت داونينغ، ولا تزال تجري معه تحقيقات بتهمة الاحتيال.

وكان داونينغ (27 عاماً) أبلغ في وقت سابق مسؤولين في النادي بعدم ارتياحه من طريقة تعامل الوكيل..وبعد المحادثات بين المسؤولين في النادي واتحاد الكرة والشرطة، تم القبض على رجل (50 عاماً) وامرأة لم تسمهما الشرطة حتى الآن، بسبب شبهات في الاحتيال وغسل الأموال.

اتفاقات الطرف الثالث

بينما كانت لجنة مستقلة، تعمل تحت مظلة اتحاد الكرة الانكليزي، تستعد لتقييم فترة دقيقة للأضرار المالية التي تضرر بها ناديٍ (ويستهام) والتي قد تسبب أضرارًا أيضًا لنادٍ آخر هو (شيفيلد يونايتد) من خلال الدخول في أمور غير قانونية،وبالنسبة لاتفاقات الطرف الثالث، كانت هناك مناشدتين مختلفتين جداً عن الموضوع نفسه يبحثه رؤساء أندية الدوري الممتاز في اجتماعهم السنوي العام الذي عقد مؤخراً.

وقد عرض رئيس مجلس إدارة الاتحاد ريتشارد سكوديمور مبررات قوية في محاولة لإلغاء تنقلات الإعارة بين الأندية المنضوية تحت راية الاتحاد، واعتبر ذلك خللاً خطرًا في الهيكل التنظيمي للكرة، وأعتقد بأنه من الممكن أن يؤدي إلى تضارب المصالح.

وقال بما أن الأندية في الاتحاد غنية، فإنه ليس من الضروري أن يكون هناك صفقات الإعارة بينها. وأكد أن النوادي في المراكز الأعلى ليست بحاجة إلى إعارة لاعبين من الأندية المنافسة، ومن الخطأ أن يستلم اللاعب راتبه من ناديه الأصلي وتتوقع منه أن يكون قلبه مع منافسه.

واستنتاجات سكوديمور منطقية، إذ تعتبر الإعارة شكلا من أشكال التدخل من الطرف الثالث، بالإضافة إلى أن اللاعب المعار لا يمكنه أن يلعب ضد النادي الذي يملك عقده الدائم. وهذا يعني أن الأندية الغنية في الاتحاد ستكون ضامنة باللعب في بعض المباريات مع الأندية الضعيفة. فعلى سبيل المثال، فريزر كامبل، مهاجم مانشستر يونايتد، الذي اختير كأحسن لاعب في نادي هال في الموسم الماضي عندما تمكن من مساعدته في الصعود من دوري الابطال إلى الدوري الممتاز، وقد وقع عقد الإعارة لمدة سنة أخرى، معنى ذلك أنه سوف لن يلعب ضد مانشستر يونايتد في مباراتي الذهاب والاياب هذا الموسم، ولكنه سيلعب ضد تشلسي وليفربول وآرسنال، وسيكون نادي هال منافسًا قويًا لهم.

من الناحية القانونية، ليس هناك شيء لوقف الأندية الكبرى من إعارة لاعبيهم الشباب الموهوبين خارج الفريق الأساسي إلى أندية أخرى، إنها مثل خدعة مشتركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى