حديث في حوار الأديان والحضارات

> «الأيام» عبدالله عمر البحري /جعار - أبين

> الحوار ضرورة من ضروريات الحياة، خاصة إذا كان هذا الحوار بين أتباع الديانات السماوية، ومن هنا جاء مؤتمر حوار الأديان والحضارات الذي عقد في أسبانيا بدعوة ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، هي لا شك مبادرة طيبة، وهذا أكبر شاهد على مسؤولية المملكة العربية السعودية الشقيقة. وقبل هذا الحوار والمؤتمر كان هناك مؤتمر للحوار بين المسلمين عقد في عاصمة الإسلام مكة المكرمة مهبط الوحي، دعا إليه خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله عبدالعزيز لحرصه على جمع كلمة الإسلام والمسلمين وبذل الجهود الكبيرة في وحدتهم وإصلاح ذات بينهم .

ويأتي هذا الحوار في ظل حملات الإساءة للإسلام ذاته.

فالاسلام دعا إلى الحوار بين أتباع الأديان السماوية، وووقف من الحوار موقف الداعي والمؤيد له.ولكي ننجح مثل هذه الحوارات، لابد من وضع ضوابط محددة منها ما يتعلق بموضوعات الحوار وأهدافه، منها التوقف عن التعرض للرسول صلى الله عليه وسلم وكذا بالإسلام ومقدساته وتعاليمه وكذا رموزه وتجريم كل من يتعرض للإسلام وحرمته. فمطلوب قرار يجرم الإساءة إلى الأديان السماوية، فقدسية الأديان يجب أن لا تمس بأي حال من الأحوال، فديننا الإسلامي دين الدعوة والصفح الجميل إلا أنه دين فيه قوة لأنه دين حق، وقد حفل تاريخ الإسلام بالحوارات العلمية الهادفة التي كانت تتم بين الطرفين، لذا يجب اللجوء إلى الحوار والاستعداد لسماع الآخر لأنهما السبيلان للوصول إلى الاحترام والتفاهم بين المجتمعات والثقافات.والحقيقة أن الحوار الذي يحتاج إليه المسلم في هذه الأرض هو الحوار مع نفسه وذاته وتقييم سلوكياته الأدبية الإسلامية كمرجع أول للحل وسلامة مضمونه للدخول في حوارات مع مجتمعات أخرى متقدمة أو متأخرة فلابد من زاد كثير تحمله جعبتنا نحن المسلمين عندما نريد أن ننطلق لنحقق للحوار نجاحا .

والحوار الحضاري في نظرنا هو تفادي التصادم والتناحر وإحلال التعاون والتواصل بين بني البشر بدلا من الصراع والحروب .

والحوار لا يعني الاندماج وفقدان الهوية كما يريده الغرب من خلال ما يسمى بالعولمة، ولا نريد حوارا ينتهي بكلمات براقة وبمجاملات بل نريد حوارا جادا وصريحا يقوم على المصارحة ووضع النقاط على الحروف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى