رفض المعقول وقبول المحظور

> «الأيام» حسين أحمد ناصر السعدي /زنجبار - أبين

> تختلط على بعض الناس الأمور فلا يستطيع أن يميز بين ماهو معقول وبين ماهو محظور فيلجأ البعض منهم إلى رفض المعقول وقبول المحظور، فمثلاً ما يفعله بعض المتنفذين بالكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي يعد عملاً محظوراً، لكن في نظر المتنفذين يعد مقبولا بل و عين العقل والصح، لأنه يتوافق مع مصالحهم وسياستهم، والعكس من ذلك أن نهب المال العام والسطو على أراضي الغير وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق يعد عملاً محظوراً لدى الجميع حسب الشريعة الإسلامية، لكن لدى المتنفذين الذين لهم يد طولى في السلطة يعتبر مقبولاً، لأنه بالنسبة للبعض منهم تمثل تلك الأمور الطريق الذي يمهد لهم الاستمرار في الحكم، وأخذ النصيب الأكبر من الأموال والتمتع بالنفوذ والتطاول على رقاب البشر من أبناء الشعب. العجيب في الأمر أن بعضاً من المتنفذين يريدون من الناس أن يضعوا ما تطلبه أهواؤهم، فيريدون من الكاتب الحر أن يمدح سيرتهم ويمجد إنجازاتهم الوهمية ويريدون من الشاعر أن يضع القوافي لأجل مدحهم ورفع مكانتهم بين الناس ويريدون من المفكر أن يؤسس فلسفة تمنحهم صفة الاعتلاء والكبرياء و..و..

وهذه الصفات لا يمتلكها إلا رب العباد الله جل جلاله. لكن أن يضع الكاتب الحروف على النقاط لأجل تصحيح ما أفسده بعض من المتنفذين، فإن ذلك في نظرهم انتهاك للثوابت الوطنية، وأن ينادي الشاعر ببعض الأبيات الشعرية التي تحارب الفساد، فإن ذلك يعد بالنسبة لبعض من المتنفذين ثقافة تحريضية وعملاً ينافي الدستور والقانون، وكل من يقول كلمة حق أو يعارضهم يعتبر في نظرهم مداناً وجانياً أما ما يتوافق مع مصالحهم وسياستهم وانتمائهم، فهو مقبول حتى ولو استنزف خيرات البلد. خلاصة القول إن أي إنسان يكشف الحقائق والجرائم التي يرتكبونها يعتبر محرضاً ويدعو إلى البلبلة وزعزعة الاستقرار، أما الذي يقف معهم ويحالفهم ويتقرب لهم فإنه وطني وغيور على بلده وإلى غيرها من المسميات في نظر أولئك من بعض المتنفذين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى