> غالفستون «الأيام» فرجينيه مونتيه :
وبعد اكثر من 24 ساعة على وصول عين الاعصار الى منتجع غالفستون الساحلي ليل أمس الأول لم تصدر السلطات حتى الان اي حصيلة بالضحايا.
وقال حاكم تكساس ريك بيري "افلتنا من الاسوأ" معلنا بدء "اكبر عملية اغاثة وبحث في تاريخ الولاية".
واتت الرياح على مئات الابنية وجرفت المياه الاف السيارات في حين لا يزال مليونا شخص محرومين من التيار الكهربائي.
ومع عودة الهدوء كانت مروحيات فرق الاغاثة تحلق فوق الشريط الساحلي مسجلة وجود مناطق سكنية قد غمرتها المياه بالكامل بعرض مئات عدة من الامتار.
وتحدث وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل شيرتوف عن "بعض القتلى" أمس الأول محذرا من ان "الحصيلة قد ترتفع في الساعات المقبلة ولا سيما في صفوف الاشخاص الذين لم يخلوا المنطقة".
وضربت رياح فاقت سرعتها 200 كلم في الساعة مدينة غالفستون الصغيرة الممتدة على شريط من الارض ما بين بحيرة وخليج المكسيك، فيما ارتفع مستوى مياه البحر ستة امتار.
وسبق للمدينة ان تعرضت العام 1900 لاعصار قضى فيه نحو ثمانية الاف شخص ويبقى اكبر كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة.
وتم اجلاء نحو 2،2 مليون نسمة عن تكساس واكثر من 130 الف نسمة عن ولاية لويزيانا المجاورة. ورغم صدور امر الاخلاء الخميس بقي اكثر من مئة الف نسمة مختبئين في منازلهم. وقد ندم كثيرون على عدم تلبيتهم النداء.
وقالت آشيا ترنر (18 عاما) "هذا اول اعصار اشهده. لم ارد الرحيل فورا. لكن كل شيء بدأ يتحطم وكانت ابنتي تصرخ من الخوف. لذا انتقلت الى ملجأ".
وتخشى فرق الاغاثة العثور على جثث مع اقترابها من المناطق المعزولة عن العالم منذ مرور الاعصار.
وصباح أمس الأحد غادر آيك تكساس منتقلا شمالا على امتداد وادي المسيبيبي ترافقه امطار غزيرة. والاعصار الذي كان مصنفا في الفئة الثانية عند وصوله الى سواحل تكساس تحول الى عاصفة استوائية.
وقد زرع الاعصار الدمار في شوارع هيوستون رابع مدن البلاد الواقعة على بعد 70 كيلومترا من الساحل. وفرض حظر التجول على مدى اسبوع لتجنب عمليات النهب.
وقد تحطمت العشرات من الواجهات الزجاجية في اعلى ناطحة سحاب في المدينة,وقال شاهد عيان لصحيفة "هيوستون كرونيكل"، "رأيت اثاثا يتطاير من الطابق العشرين".
واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الذي انتقد لردة فعله المتأخرة خلال مرور الاعصار كاترينا الذي اوقع اكثر من 1500 قتيل العام 2005 في نيو اورلينز (جنوب) انه سيتوجه الثلاثاء الى تكساس لابداء "تعاطفه" ودعمه".
واضاف ان "الحكومة الفدرالية ستوفر 5،1 مليون لتر من المياه ومليون وجبة طعام يوميا لمساعدة النازحين".
لكن اسعار النفط تراجعت دولارين أمس الأحد اذ يبدو ان السوق اطمأنت الى عدم وجود اضرار كبيرة.
وافادت شركة خاصة ان الكارثة قد تكلف ثمانية مليارات دولار الى 18 مليارا لشركات التأمين اي اقل بكثير من اعصار كاترينا الذي يعتبر اكثر الكوارث كلفة في التاريخ (5،68 مليار دولار).