مصـارحة حـرة .. يا للهول..!!

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> بودي لو كنت قياديا هلاليا أزرق الهوى والمحتوى.. لسألت نفسي الأمارة بالسوء.. ما الفائدة (العامة) من سياسة التعبئة التي ينتهجها (الهلال) موسميا؟.. إذا كان الغرض من هذه (التعبئة) لفت أنظار من يدورون حول الكرة الأرضية التي يقال إنها تستقر على قرن (ثور).. فإن الهلال ذاع صيته إما مدحا أو قدحا.

وإذا كان الهدف من (تجييش) اللاعبين وتجنيدهم بسياسة (الترغيب) و(الترهيب) تحت غطاء أن (الهلال) حاكم بأمره بعد أن تبوأت قياداته أعلى المناصب الاتحادية.. فإن سياسته هذه قد تجر عليه (ويلات) و(تكتلات) هو في غنىٍ عنها حتى إذا كان بنو هلال يتصورون أن الأندية الأخرى لها علاقة بـ(الصم) و(البكم) بصورة تجعلها تقترب من (لاءات)بوذا بحكم أن هذه الأندية باتت في (جيب) الداعم السخي الذي ينفق ذات اليمين وذات الشمال..فإن هذه التصورات مبنية على افتراضات تدفع مؤيديها إلى اعتناق مصفوفات (الوهم) ومتواليات (أضغاث أحلام) لأسباب صاعدة وأخرى هابطة.. سأضطر للتوقف عند ثلاثة منها بحكم أنني من أشد المتابعين للتجارب الهلالية السابقة واللاحقة.. أول هام ليس من مصلحة اتحاد الكرة أن يتحول الهلال إلى (غول) يستفرد بالساحة الكروية في غياب من عودونا على اللعب مع الكبار لأن (التجييش) الذي نلاحظه سيخل بمبدأ التنافس، ويقتل نجوما قد لا يجدون المساحة لأن يعبروا عن أنفسهم.. وهنا يكون الخاسر في لعبة الهلال (الدامية) المنتخب الوطني.. وثاني هام أن الهلال يخلق لنفسه عداوة من الصعب أن تتحول إلى (محبة) بحكم أن الكبار من طراز (التلال، أهلي صنعاء، الصقر وشعب إب) لن يواصلوا أدوارهم في مسرحية بطلها (الهلال) فيما البقية مجرد (كومبارس) يطحنون الطحين ويغنون على أيام سادت ثم بادت..وهنا يكون الهلال في نظر الأصدقاء والأعداء قد أخل بتوازن القوى بفضل هيمنته على اللاعبين وإفراغ الأندية من محتواها.. ثالث هام استعراض (الهلال) لعضلاته في السر وفي العلن.. وإصراره على إفساد صفقات الآخرين بحكم التسهيلات التي يقال إنها مقصودة من أقطاب الكرم والمكارم وفرسان العزم والعزائم في اتحاد الكرة.. تدفع هواة الاصطياد في المياه العكرة إلى إقحام الشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد الكرة في الموضوع على أساس إنه مازال المحرك الأول للهلال الذي يصاب بخسوف كلي عندما يغيب الرجل لأسباب عارضة.

أعرف أن الشيخ العيسي رجل كريم للغاية.. وأن كرمه امتد إلى مختلف الأندية التي تشكو من ضيق ذات اليد.. من هنا فإن رئيس الاتحاد يتعامل مع الأندية من منطلق (كلهم أولادي) ولا يمكن أن يفرق في المعاملة بين (الهلال) و(التلال) مهما تصاعد دخان (التلميحات) تجاه علاقته بالأندية الذي لا يمكن أن يخفي (نارا) يصر الهلاليون على إذكائها دون وعي وهذا (الاختيال) الطاؤوسي الهلالي هو من يضع رئيس الاتحاد في موقف يحسد عليه.

إنني أتساءل ببراءة طفل ضل طريقه في صنعاء القديمة.. ماذا سيصنع الهلال بكل هذا الحشد من النجوم.. خصوصا وأن كرة القدم لعبة من أحد عشر لاعبا وليس كوكبا؟!..ما الفائدة التي سيجنيها من سياسة القطب الأوحد؟.. قد يقول الهلاليون هذا متشائم غراب.. نحن في عصر الاحتراف ومن حقنا أن نبيع ونشتري..فلماذا لا يركض الآخرون كما نركض ويدفعون كما ندفع؟

الكلام السابق كلام جميل (مقدرش أقول حاجة عنه) على رأي ليلى مراد..لكن نحن نتحدث عن محيط تنعدم فيه تكافؤ الفرص نبحث عن (زخم) تنافسي يعيد للعراك الكروي سخونته.. فأي فخر يمكن أن يشعر به الهلاليون وفريقهم بلا منافس يفجر طاقات لاعبيه المحترفين حتى لا يتحولون إلى عبء على ميزانية النادي؟

إنني ضد أن يتعامل الهلال مع ظروف اللاعبين والأندية بمنطق الخليفة الذي قال للسحابة:«امطري حيث شئت فإن خراجك عائد إلي ها هنا».

أنا مع الهلال الذي يكتشف نجوما جددا للكرة اليمنية تعينها على مواصلة مشوار الألف ميل.. ولست مع الهلال الذي (يجند) النجوم بسيوله لا تتيح لهم الفرصة بأن يكونوا جنودا للمنتخب الوطني.

أنا مع الهلال الذي يتعامل مع الصفقات بعقلانية بحسب رؤية فنية للمدرب.. ولست مع سياسة (تكديسه) للنجوم بأسلوب احتكاك يدفعني إلى استحضار عبارة عميد المسرح العربي الراحل يوسف وهبي (يا للهول)!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى