> تساءل الرئيس التنفيذي لشركة هيدرا العقارية الدكتور سليمان الفهيم في مقال له نشرته مجلة «أرابيان بيزنس» بعنوان «الأخضر هو الهدف الحقيقي» عن سر الاهتمام بصفقة شراء مجموعة أبوظبي للتنمية والتطوير المحدودة لنادي مانشستر سيتي اللندني الأسبوع الماضي.

وقال في بداية المقال إنه «بعد فترة قصيرة من هبوط الطائرة في نيويورك، طبعت اسمي على محرك البحث غوغل ووجدت 1521 مقالة تتحدث عني خلال رحلة استغرفت 15 ساعة من دبي.. وتساءلت وما زلت أتساءل لماذا؟

في الأسبوع الماضي كان هناك اعلان عن توقيع صفقة في عالم كرة القدم..لكن عبر شركتي «هيدرا العقارية»، استثمرت الكثير من الأموال في صفقات صديقة للبيئة، أعتقد أنا شخصياً وبصدق أنها ستشكل فرقاً دائماً للطريقة التي نعيش بها.

لكن ولا واحد من هذه المشاريع استرعى انتباه الصحف في جميع أنحاء العالم مثل هذه الصفقة، اذاً، ما الذي يميز كرة القدم حتى يجعلها تستحوذ على أفئدة وعواطف الناس؟

وهل نستطيع أن ندمج حبنا لكرة القدم مع حبنا لتعزيز المجتمع، وتحسين مستويات معيشتنا وفرصنا نحو مستقبل افضل؟ وهل نستطيع تحويل هذه العاطفة الى تقدم؟ أود لو تفكرون كذلك.

عندما أذهب لمشاهدة مباراة كرة قدم لأطفال يلعبون في حدائق ابوظبي، أرى أطفالاً آخرين بالمهارات ذاتها يلعبون في حديقة «هايد» في لندن.

اذاً لماذا لا يتطور هؤلاء الأطفال من وراء لعبهم في الحدائق ، في حين أن الأطفال في أوروبا يذهبون ويلعبون لنواد مثل مانشستر سيتي وريال مدريد وبرشلونة؟

أنا أؤمن تماماً بأن التساوي بالفرص ذاتها، يمكن أن يحقق النجاح نفسه. ففي الأشهر القليلة الماضية، أعلنت شركة هيدرا العقارية عن بناء أكاديمية انترميلان الخاصة بكرة القدم في أبوظبي. الأمر الذي سيساهم في تدريب الشباب ضمن أعلى المستويات، ومنحهم الفرصة للانطلاق واظهار مهاراتهم في انتر ميلان.. وهذه فرصة حقيقية، يمكن خلالها أن نرى بعد بضعة أعوام لاعبا اماراتيا يلعب لمصلحة نادي انتر ميلان الايطالي.

لكن ألا يعني هذا الأمر شيئاً؟ سأكون صادقاً وأقول كرجل اعمال انني أشعر بفخر في تحقيق جميع ما أعد به عملائي، ورؤية عوائدنا وارباحنا تنمو في كل عام. لكن أعتقد أنه لا يوجد فخر أعظم من رؤية طفل من الامارات في كرة القدم العالمية.

أتمنى أن يحدث هذا الأمر في أكاديمية كرة القدم. ألن يكون الأمر رائعاً لو طورنا نجوم المستقبل؟ تخيل أنك في العام 2020 تشاهد الامارات تلعب ضد البرازيل في نهائي كأس العالم..مستحيل؟

حسناً، عليك أن تبدأ من مكان ما، وعليك أن تنطلق مع الشباب. لهذا تدعم شركة هيدرا العقارية الكثير من الأعمال الخيرية للشباب، وسنستمر في القيام بهذا الأمر.

من جهة أخرى، كنت قد ذكرت في بداية المقال عن اهتمامي بالمشاريع الصديقة للبيئة. لقد كان نمو هيدرا العقارية في العامين الماضيين هائلاً، لقد بدأنا من الصفر لنصل الى ملياري دولار في وقت قصير جداً.

لكن هذا النجاح أتى من الاحساس بالمسؤولية. وأشعر بقوة أن رواد التجارة في مركزي يجب أن يأخذوا على عاتقهم تحفيز مسائل وقضايا أوسع واشمل، لاننا نملك الأرضية للقيام بذلك.

وكمطور عقاري، لا توجد قضية أكثر أهمية بالنسبة لي من بناء مجتمع صديق للبيئة.

لهذا السبب بذلت جهداً كبيراً لانشاء قرية هيدرا خارج أبوظبي، وهي مدينة خضراء متكاملة. وكل شيء في هذه المدينة الصغيرة مصمم ومبني وفق المعايير والطموحات نحو حياة خضراء. علاوة على هذا نعمل حالياً مع «غريغ نورمان» لبناء نادي غولف في بوابات أبوظبي مجدداً، والمفتاح الرئيسي لي هنا هو عملية التطوير المستوحاة من مبادئ حماية البيئة. واستطعنا العمل مع فريق غريغ نورمان ليس فقط لانشاء نادي غولف بل أيضاً من أجل تصميم واستخدام ناد صديق للبيئة.

لقد مررت بأسبوع غير عادي، وقبل أن أستقل الطائرة الى نيويورك، تلقيت اتصالاً من سكرتيري يقول لي إن هناك 400 طلب مقابلة من صحافيين من جميع أنحاء العالم من بوليفيا وصولاً الى بانكوك.

وكما قلت، ان كرة القدم تثير مشاعر كما لا يفعل شيئ آخر.

لهذا دعوني أقدم دعوة لجميع وسائل الاعلام، أطرح عليكم فيها القدوم ورؤية أبوظبي. نعم جميعكم مدعوون، لكن بشرط واحد، ألا وهو أن تقوموا بزيارة ورؤية قرية هيدرا قبل رؤيتي. ورؤية نادي الغولف، ومدينة مصدر، أريدكم أن تروا التغيير الحقيقي ما هو ، وما هي القضايا المهمة التي تواجهونها اليوم. وبدلاً من أن تشتروا «دي في دي» للمباراة النهائية لكأس العالم، ابتاعوا لأنفسكم «دي في دي» لـ «آل غور» عن «الحقيقة المزعجة».

في النهاية أود لو أصبغ نصف المدينة باللون الأزرق. لكن ماذا عن النصف الآخر؟ لماذا لا نصبغه باللون الأخضر؟