في الذكرى الثامنة عشرة لـتأسيس الإصلاح.. ندوة (القواسم المشتركة بين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في صناعة التغيير).. باحبيب:أحزاب المشترك استطاعت التوافق على توحيد الجهود في معركتها التاريخية لإنقاذ الوطن

> عدن «الأيام» خاص:

> أقام مكتب طلاب الإصلاح مساء أمس الأول 13 رمضان في قاعة مركز آب سنتر في كريتر سنتر أمسية رمضانية بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح. تخللت الأمسية حلقة نقاش حول (القواسم المشتركة بين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في صناعة التغيير).

شارك فيها العديد من ممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، حيث بدأت الأمسية بالقرآن الكريم، ثم الكلمة الترحيبية التي ألقاها الأستاذ أحمد إبراهيم نائب رئيس المكتب الطلابي، رحب فيها بالحاضرين مشيرا إلى الدور الفاعل في الحياة السياسية للإصلاح منذ تأسيسه مشيرا إلى إيمان الإصلاح الكامل بضرورة الشراكة الوطنية مع كل القوى الفاعلة في الساحة المحلية في عملية التغيير، وأن الإصلاح يسعى جاهدا لإقامة حياة سياسية قائمة على مبدأ الشراكة لا التهميش والإقصاء.. ثم تلاها أنشودة رمضانية للمنشد المتألق محمد عبده العميري.

بعد ذلك بدأ النقاش حول أوراق العمل المقدمة من قبل بعض المشاركين، وكانت الورقة الأولى حول (دور الأحزاب السياسية في عملية التغيير.. الإصلاح الشامل في برنامج أحزاب اللقاء المشترك نموذجا) قدمها الأخ عبد الناصر باحبيب رئيس الدائرة السياسية بإصلاح عدن ورئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك في عدن للفترة الحالية، حيث قال: «من المعلوم أن الأحزاب المنضوية في تكتل اللقاء المشترك هي أحزاب لها شخصيتها الاعتبارية وبرامجها السياسية المتعددة، إلا أنها وبعد حوار هادف وناجح استطاعت التوافق على برنامج واحد هو نتاج القواسم المشتركة بينها، ويهدف إلى توحيد الجهود الوطنية في معركتها التاريخية لإنقاذ الوطن».

وأضاف: «لقد أوصل الحزب الحاكم البلد إلى أزمة شاملة وخانقة تتجلى أبرز مظاهرها السياسية في غياب دولة النظام والقانون، وإنعدام المواطنة المتساوية، وتركيز السلطة في يد رأس السلطة، وعدم استقلالية القضاء، إلى جانب التضييق على الحريات والاعتقالات التعسفية، والاعتداء على الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي، أما مظاهرها الاقتصادية فتتمثل في تخلف عملية التنمية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتراجع المستمر في خدمات التعليم والصحة والكهرباء وضعف البنية التحتية للبلد».

بعد ذلك ناقش الحلول المقدمة في برنامج أحزاب اللقاء المشترك لكل الأزمات السالفة الذكر على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ودعا كافة المخلصين في هذا البلد للوقوف بجانب هذا المشروع من أجل إنقاذ الوطن.

ثم قدمت الأخت أثمار هاشم ورقة بعنوان (دور منظمات المجتمع المدني في عملية التغيير) تناولت فيها التعريف بماهية منظمات المجتمع المدني، وأهمية تأسيس هذه المنظمات، والسعي الدؤوب لتعزيز مفاهيم الشراكة والتشبيك بين جميع منظمات المجتمع المدني سواء كانت أحزابا سياسية أم منظمات خدمية وتنموية. كما تناولت الأخت أثمار أهمية التغيير عبر منظمات المجتمع المدني، مستشهدة بالدور التاريخي لمحافظة عدن في تأسيس كثير من المنظمات منذ خمسينيات القرن الماضي، مثل نادي الإصلاح العربي في مديرية التواهي وكريتر والشيخ عثمان. وفي ختام الورقة دعت الأخت أثمار الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى العمل على تربية الشباب على إبداء الرأي والنقد البناء، وإكسابه مهارات الحوار واحترام الرأي الآخر، ليكونوا صفا ثانيا في منظماتهم، وكذلك تعزيز مبدأ الشراكة والتشبيك لتعزيز التعاون بينهم للعمل المشترك لصالح الشرائح المختلفة في المجتمع.

ثم قدم الأخ نجيب غازي رئيس مكتب طلاب الإصلاح في عدن الورقة الرابعة التي تمحورت حول (القواسم المشتركة ووسائل تنمية الشراكة بين المنظمات والأحزاب السياسية على الساحة المحلية).

وقد تناول في البداية أهمية الوعي بضرورة الحياة المشتركة، حيث قال: «نحن في قطار واحد نتجه بمجموعنا إلى مصير واحد شئنا أم أبينا».

وأضاف: «منطقتنا العربية مرت بفترة تشكلت فيها عقلية الاستحواذ والتملك، ونفسية الاستغناء والتعاظم، وسلوك الاستكبار والغطرسة، مما جعلنا نتصارع حتى تفتت كل شيء في حياتنا وحتى أصبحنا لانجيد إلا لغة التخوين والترصد والإيقاع ببعضنا البعض».

وأضاف أيضا: «الاستبداد المتغلغل في مجتمعاتنا بأشكال وصور مختلفة جعلنا نتمترس وراء ذواتنا الشخصية أو المجتمعية ليرى كل واحد منا أنه قادر على العيش وحده وإدارة الأمور بمفرده دون مساندة أو مساعدة أحد خوفا على المصالح المكتسبة أو إشباعا لعقدة أنا خير منه (الإبليسية)».. مشيرا إلى أن «الجيل الحالي هو جيل لم يتربَ على ثقافة الصراع، وإنما على ثقافة التعايش المشترك».

ثم تساءل مخاطبا القيادات الحاكمة في السلطة والقيادات في الأحزاب والهيئات: «هل بالإمكان أن نكون شركاء لا فرقاء؟ متحابين لا متصارعين؟ متعاونين لا متربصين؟ لماذا كل جهة تعمل منفردة؟ هل بالإمكان أن نتقاسم الأدوار ليكمل بعضنا بعضا؟ هل بالإمكان أن نحدد أهدافا مشتركة ونتقاسم الوسائل كل حسب تخصصه وإمكاناته المتاحة؟».. مبينا أن «الوطن هو القاسم المشترك بين الجميع، وأن هناك هموما ومهام تقتضي من الجميع الالتفاف حولها».. عدّدها في قوله: «ألا تمثل هذه الهموم قواسم مشتركة فيما بيننا، يجب أن نسعى جميعا للقضاء عليها: البطالة – الفقر – الجهل – الاستبداد – الفساد – الظلم – التدهور الأخلاقي والقيمي.. ألا تمثل أيضا المهام التالية أولى الأولويات في عملية التغيير: ترسيخ قيم الحرية والعدل، ترسيخ قيم المواطنة المتساوية، ترسيخ قيم التعاون والتكافل، إعادة التوازن إلى الخلل في البنية الثقافية بين الحقوق والواجبات، نشر ثقافة الحب والوئام للحفاظ على السلم الاجتماعي؟!».

وفي ختام الورقة دعا الجميع إلى تنمية وسائل الشراكة وتعزيزها فيما بينهم، سواء بين أحزاب المعارضة أم بينها وبين الحاكم، وكذلك بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وقال: «بعقلية المتشاركين سنبني الوطن، لا بعقلية الإقطاعيين».

وفي الورقة الأخيرة تناول الأخ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان مخاطر الإقصاء والتهميش على المجتمع وتطوره.

وقال: «ثقافة الإقصاء والتهميش هي جزء من ثقافة الشمولية، وهي ثقافة تتناقض مع ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان، لأن ثقافة الديمقراطية هي تعبيرات المشاركة في كل ما يتعلق بالحياة السياسية والعامة.. ولأن ثقافة حقوق الإنسان هي أيضا تعبيرات تجسد حق مشاركة الناس في كل ما يتعلق بحياتهم ومعيشتهم وأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم في اتخاذ القرارات وفي الحكم».. مشيرا إلى أن «مفردات التهميش والإقصاء والفردية ورفض الآخر ورفض الحوار هي تعبيرات لسلوك وممارسات تتعارض مع مبدأ احترام حقوق الإنسان وتتناقض مع الديمقراطية».

وأضاف: «الديمقراطية تعني الشراكة الوطنية لكل مكونات المجتمع في ممارسة الحقوق والواجبات في صناعة الحياة والمستقبل.. حيث إن الشراكة تضعف الصراعات والخلافات الحزبية والسياسية ذات الطابع التنابزي، وهذا يعني أننا لابد أن نكثف الجهود والنضال والعمل الواسع لنشر هذه الثقافة البديلة».

واختتم ورقته بقوله: «لهذا تصبح مسئولية نشر ثقافة الشراكة بدلا عن ثقافة الصراع والاستحواذ واقعة على عاتق منظمات المجتمع المدني وعلى الشباب والشابات في الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية المختلفة، وتتحول إلى واجب وطني وواجب حضاري وواجب إنساني، لأن التهميش والإقصاء ورفض الآخر ورفض الحوار يتناقض وحقوقنا الدينية والدستورية والإنسانية، ويعيق مسار التطور الإنساني والحضاري ويبقينا تحت سيطرة التخلف والقهر والظلم والاستبداد والفقر والفساد».

وفي ختام الأمسية تم فتح باب النقاش، حيث أثريت أوراق العمل بمناقشة ومداخلات الحاضرين، وقد خرج المشاركون بإجماع على ضرورة تفعيل مبدأ الشراكة وتبنيه في جميع مؤسساتهم وأحزابهم، مثمنين لمكتب طلاب الإصلاح تبنيه لهذه القضية المهمة، وضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات من أجل التقارب والتعاون المشترك.

حضر الأمسية الأخ إنصاف علي مايو عضو مجلس النواب رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح – عدن وقيادة هيئة الشورى المحلية للإصلاح –عدن ونخبة من المهتمين والإعلاميين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى