اسئناف الحوار الوطني في لبنان في ظل تخوف من اغتيالات جديدة

> بيروت «الأيام» ريما ابو شقرا :

>
رئيس الجمهورية ميشال سليمان
رئيس الجمهورية ميشال سليمان
يستعد لبنان لاعادة احياء الحوار الوطني الذي ستعقد اولى جلساته الثلاثاء حول طاولة تجمع ابرز الزعماء السياسيين وتبحث خصوصا في مسألة سلاح حزب الله الشائكة، في ظل مخاوف من تجدد الاغتيالات السياسية والتفجيرات بعد عملية الاغتيال التي جرت الاربعاء.

ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاقطاب السياسيين ال14 الذين وقعوا في ايار/مايو في الدوحة اتفاقا انهى ازمة سياسية حادة بين الاكثرية النيابية المدعومة من الغرب والاقلية التي يقودها حزب الله والمدعومة من دمشق وطهران، الى حوار يعقد في القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت) برئاسته.

وانهى اتفاق الدوحة الذي وقعه الافرقاء السياسيون اللبنانيون في 21 ايار/مايو في العاصمة القطرية ازمة سياسية استمرت 18 شهرا وتطورت الى اشتباكات مسلحة بين انصار الاكثرية والاقلية النيابيتين كادت تجر البلاد الى حرب اهلية.

وبفضل هذا الاتفاق انتخب سليمان رئيسا للجمهورية وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ويجري العمل حاليا على سن قانون جديد للانتخابات النيابية. كما نص الاتفاق على "اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين".

واعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان "الاستراتيجية الدفاعية" ستكون البند الرئيسي على جدول اعمال الحوار، وتهدف هذه الاستراتيجية الى تحديد مستقبل العلاقة بين الجيش وسلاح حزب الله الشيعي.

وبعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990) سلمت جميع الميليشيات اللبنانية اسلحتها الى الدولة اللبنانية باستثناء "المقاومة"، التي استمرت تقاتل الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان والتي شكل حزب الله رأس حربتها.

وكتبت صحيفة الانوار المستقلة في افتتاحيتها أمس الأحد ان "الكل يعرف ان طرح الاستراتيجية الدفاعية اسم مستعار لرغبة اطراف محلية وخارجية في نزع سلاح حزب الله والرغبة المعاكسة لاطراف محلية وخارجية في الحفاظ عليه".

والاكثرية النيابية التي تؤكد على وجوب حصر قرار السلم والحرب في يد الدولة هي التي اصرت على بحث مستقبل سلاح حزب الله على طاولة الحوار.

وطرح الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله في تصريح صحافي نهاية الاسبوع ثلاثة شروط لنجاح الحوار الوطني.

وقال "اذا اردنا ان ينجح الحوار بسرعة هناك ثلاث قواعد: اتفاق المجتمعين ان لديهم عدوا واحدا هو اسرائيل، اقتناعهم ببناءالدولة القادرة العادلة المتوازنة القوية النظيفة، توافقهم على ان الهدف توفير المقومات اللازمة لتحرير الارض وتأمين الدفاع من خلال الاستراتيجية الدفاعية".

ولكن الحوار الوطني سيستأنف في ظل جو تسوده مخاوف من تجدد موجة الاغتيالات السياسية ولا سيما بعد الاغتيال الاخير الذي حصل الاربعاء وحصد حياة صالح العريضي القيادي في حزب موال لسوريا.

ويقول مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية اسامة صفا ان "الامن اليومي يجب ان يكون نقطة البحث الرئيسية" على طاولة الحوار.

ويضيف لوكالة فرانس برس ان "الاستراتيجية الدفاعية مسألة تتعلق بالمدى البعيد. سيكون خطأ حصر البحث في هذه المسألة"، مشيرا الى "اننا بحاجة الى الحديث عن واقع ان اللبنانيين يعيشون في خوف".

من ناحيتها كتبت صحيفة النهار الليبرالية أمس الأول "الامن قبل الحوار".

والشخصيات ال14 التي ستجتمع الثلاثاء برئاسة الرئيس سليمان شاركت العام 2006 في مؤتمر الحوار الذي عقد بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وحينها توصل المشاركون الى التوافق على مختلف بنود جدول الاعمال باستثناء الاستراتيجية الدفاعية.

ومن ابرز المشاركين في الحوار زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد ممثلا الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي لم يذهب الى الدوحة ايضا لاسباب امنية. ويشارك كذلك رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع.

يذكر بان جلسات حوار عام 2006 توقفت بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان ولم تستانف بعد توقفها. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى