بعد سيطرة المديرين الإداريين على شراء اللاعبين وبيعهم.. دور المدير الفني في أندية الدوري الانجليزي على المحك

> لندن «الايام الرياضي» موقع ايلاف :

>
يواجه المديرون الفنيون في أندية الدوري الانجليزي مصاعب جمة منذ استحداث منصب المدير الإداري للكرة قبل سنوات عدة.

وتفاقمت هذه المصاعب كثيرًا مع بداية الموسم الجديد الذي بدأ قبل أربعة أسابيع فقط، خصوصًا بعد استقالة كل من المدير الفني لنيوكاسل كيفن كيغن ونظيره في ويستهام آلن كربشلي، بسبب سيطرة المدير الإداري في الناديين على شراء اللاعبين أو بيعهم من دون العودة إلى المدير الفني..وهناك من يؤيد فكرة هذا المنصب وآخرون يعارضونها..وتحاول «إيلاف» هنا طرح الفكرتين:

الذين يعارضون الفكرة

إذا كان غوس بيوت ، أو أي شخص آخر، فإنه يبدو أن المدير الفني الجديد في نيوكاسل ، الذي سيحل محل كيغن، سيكون من خارج انجلترا..ما يعني أن ثمانية مدراء فنيين فقط من مجموع 20 مديرًا هم انجليز. وهم بالكامل: بول إينز (بلاكبيرن روفرز) وغاري ميسون (بولتون واندررز) وروي هادجسون (فولهام) وفيل براون (هال سيتي) وكاريث ساوثجيت (ميدلزبره) وهاري ريدناب (بورتسموث) وتوني ماوباري (ويست بروميتش البيون) وستيف بروس (ويغان اثلاتيك)..ومن الصعوبة أن يتألق أحدهم في الدوري الممتاز،في الواقع باستثناء ريدناب، فإن جميعهم من بين المدراء المرشحين لفقدان وظائفهم..وهل هذا مهم؟

من الممكن أن يجادل المرء عندما تنحرف هذه الأرقام عند استثناء مدراء بارزين: من اسكتلندا (ديفيد مايوس والسير اليكس فيرغسون) ومن ايرلندا الشمالية (مارتن أونيل) ومن ويلز (مارك هيوز وتوني بيولس) ومن جمهورية ايرلندا (روي كين)..وهذا يعني أنه بالحقيقة هناك أربع من المدراء الفنيين «أجانب» في الموقع مع إثنين آخرين من المفترض أن يتم تعيينهم في سانت جيمز بارك وابتون بارك. ما يعني أن المدراء الفنيين الانجليز سيتعرضون لخطورة فقدان مناصبهم، ليس فقط في أندية الدوري الممتاز فحسب، بل ايضًا في مستويات أدنى، إذ سبق أن نجح «الغزاة» الاسكتلنديون الحالمون الذين يفهمون الكرة جيداً وتبدو طبيعتهم بأنهم أكثر ذكاءً (بيل شانكلي ومات بوسبي والسير اليكس)..وأنه لا مجال للمناقشة الآن أن دولا مثل هولندا وايطاليا واسبانيا مع أكاديمياتها الكروية الكثيرة والنهج الصحيح للتقدم بكرة القدم، فإنهم يطورون وينمون مدراء فنيين ماهرين أكثر بكثير من الانجليز..ومع ذلك، فهناك سبب بسيط آخر لرواج عودة المديرين الأجانب، وهو استعدادهم للعمل في بيئة عمل التي جعلت كيغن وكربشلي يشعران بسببها بالإذلال والابتلاء أساساً.

نيوكاسل وويستهام، على حد سواء، لديهما وظيفة المدير الإداري لكرة القدم. المدير الذي، صواباً أو خطأ، يحظى بثقة مالك النادي واحترامه..وخبرة كيغن وكربشلي تؤكد لبعض مالكي الأندية بأن المدير الفني الانجليزي سيكون أقل رغبة في العمل في هذا الهيكل من المدير الأجنبي الذي قد يكون، أو لا يكون، قادراً على التحدث بالانجليزية.

ضد كل التوقعات، الأمر الذي يعزى جزئياً إلى مذكرة مبادئ السلوك التي وضعها ميكافيللي (متسمم بالمكر والنفاق وسوء النية)، والذي قلل من شأنها بعضهم، استطاع المدير الفني لنادي ليفربول رافاييل بينيتز من أن يحسم معركته السياسية مع مالكي النادي لمصلحته في الموسم الماضي، واللذين كانا يودان أن يبدلانه بالألماني يورين كلنسمان، وإذا تعذر ذلك، فإنهما حاولا أن يقللا من نفوذه بجعله رئيساً للمدربين بدلاً من المدير الفني..وواحد من الأسباب التي جعلت بينيتز ينجذب إلى ليفربول في المقام الأول هو أنه سيصبح المدير الفني الذي سيشرف على عملية كرة القدم برمتها فيه، بدلاً من أن يقدم تقريرًا إلى المدير الإداري للكرة كما كان يفعل في فالنسيا..ولكن دور المدير الفني بدأ يتغير، ويتجه نحو المزيد من النموذج القاري الذي يفسح جميع المديرين الفنيين الأقوياء الطريق لمدير خنوع الذي يقبل بتقديم تقاريره إلى المدير الإداري للكرة..وأغلبية المدراء الفنيين في بريطانيا، حتى الصنف الجديد من الشباب من الذين يعملون خارج الدوري الممتاز، سيكافحون من أجل التعامل مع هذا الأسلوب.

من السهولة التعاطف مع كيغن وكربشلي، ولكن من السهولة أيضاً طرح السؤال: لماذا لم يوفقا في شراء لاعبين كبار هذا الصيف؟ .. استكشافات كربشلي في ويستهام يبدو أنها كانت على أساس طبعة عام 2003 من كتاب «روثمانز السنوي للكرة» (كريغ بيلمي وكيرون داير وفردريك لومبورغ وآخرين)، أما بالنسبة إلى كيغن، خصوصاً في عمله السابق في مانشستر سيتي بين عامي 2001 و2005 فيبدو أنه كان يفضل طبعة العام 1997 من الكتاب ذاته (ديفيد سيمان وبيتر شمايكل وستيوارت بيرس وروبي فاولر وستيف ماكمانامان وغيرهم)..وكيغن كان قد اعترف قبل فترة وجيزة من تسلمه منصبه في نيوكاسل في كانون الثاني الماضي بأنه لم يشاهد أي مباراة لكرة القدم على الهواء مباشرة خلال السنتين ونصف السنة التي كان فيها من دون عمل.

وإذا كان دينس وايز، المدير الإداري للكرة في نيوكاسل، يدس لاعبين غير معروفين أمثال فابيركو كولوشيني وجوناس غيتيرين في النادي، فينبغي عليه أن يقدم الامتنان لعرض الوظيفة عليه..ويبدو أنه غير مؤهل للدور الذي أعطي له من قبل عبقري كرة القدم مثل مالك النادي مايك آشلي.

استطراداً للأفضل، أو على الأرجح، للأسوأ، كرة القدم تغيرت، في حين أن بعض المديرين الفنيين البريطانيين قلقين حول ما إذا كانوا يستطيعون أن يتأقلموا في الأسلوب الجديد، أو أن القطار قد فاتهم.

وإذا نظرنا، ليس فقط إلى المديرين الفنيين للأندية الأربعة الكبار في الدوري الممتاز (الاسكتلندي المخضرم والفرنسي والاسباني والبرازيلي)، وإلى المديرين الفنيين المسؤولين عن الفرق الخمس الوطنية في الجزر البريطانية: مدير محلي مسؤول عن اسكتلندا وايرلندا الشمالية ولكن ايطالي مسؤول عن انجلترا وايرلندا، وجون توشاك، المدير الفني لمنتخب ويلز، فهو محلي أيضاً، ولكنه كان مديراً فنياً فريداً لكثرة أسفاره، فإنهم جميعهم فريدين تقريباً من بين المدربين البريطانيين.

وإذا نظرنا إلى أسماء أخرى، جنباً إلى جنب مع زولا الذي هو المرشح القوي في القائمة القصيرة لمنصب المدير الفني في ويستهام (والذي تم تعيينه فعلاً عند كتابة هذا الموضوع): سلافين بيليك وروبرتو دونادوني وروبرتو مانشيني ومورتن أولسن وجيراد خولييه والبريطاني جون كولينز (اسكتلندي ولكنه لديه خبرة طويلة في الملاعب الفرنسية)، بالإضافة إلى أسماء مثل فرانك ريكارد ومايكل لادروب، كانت قد وردت الإشارة إليها أيضاً، فإن شهية المدير الفني البريطاني قد خمدت مع الأندية المهتمة بجلب أفضل مدير فني للمهمة، فبالطبع إن أفضل شخص سيكون الذي هو على استعداد للتنازل عن جزء كبير من سلطته للمدير الإداري للكرة الذي قد يطعنه في ظهره في أقرب فرصة عندما يدير ظهره له.

ماذا يقول الجانب الآخر؟

كربشلي استقال من ويستهام بعد أن وافق المدير الإداري للكرة جانلوكا ناني على بيع اللاعب جورج مكارتني من دون علم الأول، في حين أن كيغن لم يستطع أن يتقبل ذلك بأنه لم يسمع بشراء لاعبين من قبل دينس وايز إلا بعد اليوم النهائي من موعد اغلاق انتقالات اللاعبين..وكان هاري ريدناب قد أعرب عن قلقه من الوضع عندما أكد أن اللاعبين يباعون ويشترون من دون علم المدير الفني.

ويعتقد مراسل الكرة لإذاعة «فايف لايف» مايك اينغهام بأن الاتجاه إلى تعيين مدير إداري لكرة القدم يمكن أن يؤدي إلى زوال وظيفة المدير الفني..ولكن هل يمكن أن يعمل المديران معاً ويشاركان في تبادل الآراء؟

يقول ديفيد بليت، المدير الإداري لنادي توتنهام في الفترة بين عامي 1998 و2004، إن الأسلوب الجديد يمكن أن يكون فاعلاً. وقال للقسم الرياضي في «هيئة الإذاعة البريطانية» أن الرجلان يجب أن يعملا معاً منذ البداية ويحترم كل منهما الآخر.

هذا التصريح دعمه المدير الإداري للكرة في ستوك سيتي جون روغ، الذي وجنباً إلى جنب مع المدير الفني للنادي توني بيلوس، ساعدا في صعود النادي إلى الدوري الممتاز في الموسم الماضي..ويؤكد روغ أنه لشيء كثير من أن تطلب من شخص واحد أن يقوم بالإشراف على تدريب اللاعبين وانتقالاتهم والأكاديمية والتعامل مع أعضاء المجلس الإداري والمسائل اليومية للمباريات.

أما نائب رئيس ويستهام اسكير فريدغيرسون فإنه يعتقد بأن النموذج القديم لرجل واحد يحكم على جميع الأمور الكروية في النادي سيؤدي إلى صرف مبالغ كبيرة وعدم الاستقرار، إذ عندما يأتي المدير الفني الجديد فإنه يرغب بشراء لاعبين جدد وبيع الكثير من الموجودين..ويضيف: «قبل نحو سنة بدأنا نشعر بأننا أصبحنا معرضين للسقوط بسبب هيكل وجود مدير فني الذي يدير كل الأمور الكروية، فإذا ترك هذا المدير النادي، فماذا سيكون وضع النادي؟ لذا قررنا البدء ببناء بنية تحتية وفلسفة جديدة للنادي التي من شأنهما توفير الاستمرارية».

ويستهام ونيوكاسل على حد سواء، قررا انتهاج سياسة أساسها شراء لاعبين شباب الذين من الممكن تطويرهم.

وكان مصدر وثيق الاطلاع وقريب من أعضاء مجلس إدارة نيوكاسل قال لـ«هيئة الإذاعة البريطانية»:«إن بعضهم سخر من كيغن لإعلانه عدم معرفته بشراء لاعبين، حيث أنه قدم قائمة بأسماء لاعبين أراد جلبهم إلى النادي بقيمة 200 مليون جنيه استرليني بمن فيهم رونالدينيو وتيري هنري وفرانك لامبارد..وبدلاً من ذلك كان وايز مسؤولاً عن البحث عن لاعبين شباب موهوبين غير مكتشفين سابقاً في أميركا الجنوبية واسبانيا..ولناني خبرة كبيرة ومثيرة للإعجاب في كشف المواهب عندما كان يعمل في بريشيا.

الاستنتاج

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الحجج المؤيدة لدور المدير الإداري للكرة، ولكن المدير الفني هو الذي يقف على خط التماس في كل مباراة ويعاني من سوء المعاملة إذا لم يؤد اللاعبون الجدد دورهم بصورة جيدة.

ويبدو واضحاً، كما أكد بليت وروغ، أن على المديرين الإداري والفني أن يعملا معاً. ومن الناحية المثالية فإنه يجب على المدير الإداري أن يعين المدير الفني في المقام الأول.

ولم تكن هذه هي الحال مع كيغن وكربشلي، ولكن من المحتمل أن يعمل الأسلوب الجديد بصورة إيجابية بعد تعيين من يخلفهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى