مؤتمر الحوار انطلق بتاكيد الرئيس سليمان استخدام كل الوسائل للدفاع عن لبنان

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
انطلق مؤتمر الحوار الوطني في لبنان أمس الثلاثاء بتأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان السعي للتوافق على استراتيجية دفاعية في مواجهة الاخطار تعتمد على الجيش والدبلوماسية وطاقات المقاومة التي يمثلها حزب الله.

واعلنت الرئاسة اللبنانية اثر انتهاء الجلسة الاولى من الحوار ان الجلسة الثانية من الحوار بين الافرقاء السياسيين ستعقد في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر

واوضح البيان ان المجتمعين توافقوا على "اطلاق النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية كاولوية (..) بغية التوصل الى تصور مشترك انطلاقا من مقررات الحوار الوطني (2006) واتفاق الدوحة" الذي انجز في ايار/مايو الماضي.

وقال الرئيس اللبناني في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية "انني على ثقة تامة ان باستطاعتنا وضع استراتيجية تحمي لبنان تستند الى قواتنا المسلحة وتستفيد من طاقات المقاومة وقدراتها".

واضاف "لنبحث عن عناصر القوة لدينا ولندمج قدراتنا بما فيها الدبلوماسية".

وقد بدأ الحوار حول المواضيع الخلافية واولها تنظيم علاقة سلاح حزب الله بالدولة، بمشاركة الشخصيات ال14 التي شاركت في الحوار السابق عام 2006 باستثناء الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي يتغيب لاسباب امنية وبحضور الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وحده الامين العام لحزب الله حسن نصرالله غاب عن الاجتماع، ومثله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وقال سليمان "لا بد من وضع استراتيجية تتكامل فيها كل عناصر قوة الدولة وتندرج تحت مفهوم الدولة في الدفاع عن اراضيها في اطار السياسة العامة للبلاد".

ووصف المؤتمر بانه "محطة مفصلية" تفتح من خلالها "نافذة جديدة على الحوار الهادىء" الذي يفضي الى "تعزيز قدرة الدولة على ادارة شؤونها بنفسها".

واكد سليمان ان اولى مهام الحوار "وضع تصور عام له شكل ومضمون" مشيرا الى الخلاف بين المشاركين على المواضيع المطروحة من دون ان يتطرق الى خلافهم على توسيع المشاركة.

وتطالب قوى 8 آذار التي تمثلها الاقلية النيابية بتوسيع دائرة المشاركين وفتح جدول الاعمال، فيما ترفض قيادات قوى 14 التي تمثلها الاكثرية النيابية توسيع طاولة الحوار من دون ان تعارض توسيع جدول الاعمال شرط ان تبقى الاولوية للاستراتيجية الدفاعية.

واعتبر سليمان ان مفهوم الاستراتيجية الدفاعية يشمل مواضيع متعددة بما يعني انها لا تقتصر على تنظيم علاقة حزب الله بالدولة بدون ان يذكر ذلك مباشرة وقال "الاستراتيجية عنوان شامل يبحث عن خيارات كبرى ومخططات طويلة الاجل ويتناول موارد الدولة على اختلافها بغية حشدها لتامين تحقيق الاهداف المرسومة".

واضاف "قبول الحوار بحد ذاته لا يعني ان لا شيء مقفلا بل ان مختلف المواضيع قابلة للنقاش والتوافق" معتبرا ان "الممنوع الوحيد هو الفشل او الوصول الى الطريق المسدود".

وشدد على اهمية توصل المشاركين الى توافق لان بدائله "تدعو الى القلق الشديد"، ودعاهم الى "تقديم التنازلات وتقبل التضحيات ولو موجعة" فهم لا يتنازلون لبعضهم وانما في سبيل الوطن.

وفي اطار التشديد على المخاطر الاسرائيلية التي ما تزال تتهدد لبنان اضافة الى مخاطر اقليمية، قال سليمان "متفقون على ان اسرائيل لا تزال مصدر الخطر الابرز علينا" مذكرا بتهديداتها الاخيرة واحتلالها مزارع شبعا وعدم منح الفلسطينيين، الذين يقيم منهم نحو 370 الفا في لبنان، حق العودة.

وحذر من ان "الاجواء السياسية المشحونة تعدت محيطنا الاقليمي وتنذر بتوترات دولية" قد تؤدي الى "استقطابات باردة وساخنة". وقال "لا بد لبلدنا ان يكون موحدا لعله ينجح ما امكن في تجنب مفاعيل الرياح العاتية اذا هبت".

وبعد الكلمة الرئاسية تحولت الجلسة الى مغلقة.

من جهة اخرى، طالب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بتوسيع طاولة الحوار الوطني الذي انطلق أمس الثلاثاء لتشمل "قوى اساسية في لبنان" من حلفائه.

وقال في خطاب متلفز امام افطار رمضاني مساء اليوم "نحن نطالب ونصر على توسيع طاولة الحوار وتمثيل قوى اساسية وجهات اساسية على طاولة الحوار".

واضاف "هناك قوى اساسية في لبنان وقفت الى جانب المقاومة في حرب تموز/يوليو 2006 والوفاء لهذه القوى يقضي ان نطالب ان تكون على رأس الطاولة التي تريد ان تناقش مسألة حماية لبنان".

واشاد نصر الله بالخطاب الذي القاه سليمان ووصفه بانه "مدروس ودقيق ومسؤول ووطني" كما اثنى على البيان الختامي مؤكدا التزام حزب الله بالدعوة الى وقف التحريض الاعلامي.

من ناحية اخرى اكد ان اي مصالحة "لا تستهدف احدا ولا تستهدف عزل احد" في اشارة الى لقاء المصالحة الذي حصل اخيرا بين الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط وحزب الله.

وكان الحوار انطلق على خلفية مصالحات بين الفرقاء تقاطعت مع وضع امني توتر.

وتمت اخر المصالحات أمس الأول بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط لتحييد مناطق مناصريهما عن التوتر وذلك بعد مصالحات جرت بمبادرة من زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في شمال لبنان وشرقه.

وكان من المتوقع ان تتوسع دائرة المصالحات لتشمل حزب الله وتيار المستقبل في بيروت لمعالجة الانعكاسات السلبية الناجمة عن سيطرة حزب الله على الجزء الغربي من العاصمة اللبنانية في ايار/مايو الماضي.

لكن وقبل ان تتحقق هذه الخطوة عاد التوتر الامني ليحصد أمس الأول قتيلا في شرق لبنان وثلاثة قتلى في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان وذلك بعد تفجير ست قنابل يدوية في بيروت أمس الأول اقتصرت اضرارها على الماديات.

كما تم الاسبوع الماضي اغتيال احد ابرز مهندسي المصالحة بين جنبلاط وغريمه التقليدي الوزير طلال ارسلان، وهي المصالحة التي افضت الى لقاء بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي.

وياتي الحوار تطبيقا لاتفاق الدوحة الذي انهى ازمة سياسية حادة بين الاكثرية والاقلية النيابية عمرها عام ونصف عام وسمح بانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقد نص الاتفاق على استئناف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ب"مشاركة" عربية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى