لماذا تكذبون علينا ؟

> محمد فارع الشيباني:

> في لقاء غير معد له في منتدى الطيب، تحدث فيه عضو برلماني من عدن عن آخر التطورات السياسية في البلد، وبما أنه من كتلة أحزاب اللقاء المشترك فقد تحدث عن كيف أن السلطة الحاكمة- أي حزب المؤتمر- تنصلت عن جميع الاتفاقات مع أحزاب المشترك، وعن الحوار الذي دار بينهم خلال عام ونصف، وكان آخر الاتفاقات التي تنصلت عنها السلطة هو الاتفاق على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتعديلات في قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وقد قام بشرحها بالتفاصيل.. ما الذي اتُفق عليه، وكيف لم يُنفذ من السلطة ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام.. وبعد أن انتهى من حديثه طلب من الحاضرين إبداء الآراء حول ما قاله.

ولا أريد هنا أن أذكر ما قاله الآخرون، لأن ذلك من حقهم وحدهم ولايحق لي أن أنقل عنهم، ولكنني أذكر ما قلته أنا شخصيا، لأن ذلك من حقي، فقد قلت له: «لقد مضت حوالي خمس سنوات أو أكثر منذ أن قام أبناء عدن بانتخابكم إلى البرلمان واضعين فيكم آمالهم، وما يتمنون منكم القيام به لصالحهم، وأنا أسألك الآن.. ماذا عملتم لنا؟.. ماذا عملتم لعدن مدينتكم؟.. فحسب علمي لم أر ولم أسمع يوما أن واحدا منكم أو أنكم مجتمعون طالبتم بشيء من أجل عدن، ومن المؤسف جدا أن بعضا منكم لم نره أو نسمع أنه شارك في النقاشات التي كانت تدور في البرلمان، كما أننا لم نر البعض منكم يرفع يده مطالبا بالحديث أو حتى الاستفسار، وأنا أسألك الآن نيابة عنهم.

هل حصل أن نزل أحدكم إلى الأسواق ليرى ما يعانيه أبناء عدن للحصول على حاجاتهم اليومية؟.. هل زار أحدكم المستشفيات في عدن؟.. وهل تأكد من العناية الطبية التي يتلقونها؟.. هل ذهب أحدكم لزيارة الصيدليات ليعرف نوع الأدوية الذي يشتريها أبناء عدن، تلك التي تأتي من مصادر لايعلمها إلا سبحانه وتعالى، وليست أدوية من إنتاج شركات معروفة دوليا؟.. هل تعلمون بما آل إليه حال مستشفى الجمهورية (الملكة إليزابيث سابقا)، وإنه أصبح مثل اللوكندة، ولكنه لايصلح للمقيل والراحة والنوم؟!.. هل تعلمون أن مستشفى عدن في مدينة كريتر مغلق منذ سنتين للترميم، ولم يبدأ الترميم فيه حتى الآن، ثم بعد ذلك قلت له أرجوك أن تسمح لي أن أسألك هذا السؤال.. لنفترض أن السلطة أو المؤتمر الشعبي العام استجابوا لجميع طلبات اللقاء المشترك، فأطلقوا سراح المعتقلين السياسيين جميعا.. ولنفترض أنهم وافقوا على جميع التعديلات المطلوبة منكم في قانون الانتخابات.. ولنفترض أنهم وافقوا على تشكيل لجنة الانتخابات كما تريدون أو أنهم شكلوها كلها من أعضاء من أحزاب اللقاء المشترك، افترض هذا كله، فماذا سيحصل؟.. وما هي الفائدة التي سوف تعود علينا؟.. ماذا سنستفيد نحن المقهورين من كل ذلك؟.. هل عندما يحصل ذلك سنجد ما نأكله نحن وأولادنا بكمية تملأ بطوننا؟.. هل سيتوفر لنا الدواء والعلاج والتطبيب الذي نحتاجه؟.. هل ستزيد بعد حصول ذلك رواتبنا بحيث نستطيع أن نوفر جميع احتياجاتنا؟.. هل سيجد أولادنا الذين تخرجوا في الجامعات وظائف يعملون فيها بدلا من جلوسهم عاطلين؟.. لماذا هذا الضجيج كله والبيانات المتبادلة؟.. لماذا تتصرفون وكأن ليس لدينا أية قضايا غير قضية التعديل ولجنة الانتخابات؟.. ما دخلنا نحن وما ذنبنا أن نعاني من هذا فوق ما نعانيه منذ ثمانية عشر عاما لم يوفر لنا هذا الكلام سوى مزيد من الفقر والمرض والمعاناة اليومية، رجاءً يكفي كذبا علينا ودجلا فلم نعد نستطيع التحمل!.. ورد علي البرلماني الذي من عدن على ما ذكرته بكلام لم اقتنع به عن الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة من أجل التغيير، لم اقتنع به ولا أعتقد أن هنا في عدن من يقتنع به من كثرة ما سمعناه خلال الأعوام الثمانية عشرة الماضية.. لقد فقد أي معنى له!!.

أخيرا نحن هنا في عدن التي كان من يدخلها جائعا يشبع، أصبحنا نحن أبناءها جياعا، والتي كان يدخلها الفقير يغتني، أصبحنا نحن أهلها فقراء، والتي كان يدخلها الخائف يأمن، أصبحنا نحن سكانها خائفين.. فلا تكذبوا علينا لأننا لم نعد نستطيع التحمل.. اللهم احفظ عدن.. آمين يارب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى