وللفن أسراره .. في الفن.. لا وساطة تشفع ولا رشوة تنفع

> «الأيام» فاروق الجفري:

> امرأة اسمها (السندرا) هي حفيدة دكتاتور إيطاليا الأسبق (موسوليني) وإيضاً ابنة شقيقة الممثلة السينمائية المعروفة (صوفيا لورين).

عندما حاولت (السندرا) العمل كممثلة في السينما عام 1989 رفضها صناع وتجار السينما وأيضا نقاد السينما في أوروبا وأمريكا لأنها غير مؤهلة للتمثيل السينمائي، ونصحها البعض أن تصبح ربة بيت وتطبخ (المكرونة) و(البيتزا) مثل بعض نساء إيطاليا بينما طالبها البعض الآخر أن تعمل في أي ملهى ليلي وتقدم فنها بدون الحاجة لأي رصيد من الموهبة في التمثيل، وبعد هذا الرفض طلبت (السندرا) من خالتها (صوفيا لورين) أن تتوسط لها عند بعض السينمائيين للعمل كممثلة، ولكنها فشلت هي وخالتها، وحاولت أن تدفع مبالغ طائلة (رشوة) لهم ولبعض نقاد السينما وفشلت.

وفي عام 1992 أخرجت (السندرا) لسانها لكل هؤلاء وقررت أن تجعلهم يموتون بغيظهم عندما أعلنت بأنها نجحت وصعدت إلى البرلمان الإيطالي من خلال حزب (الحركة الاجتماعية الإيطالية) وجعلها هذا الانتصار الساحق تصيح أمام الصحافيين في نشوة وتقول لهم إنها قادمة إليهم ومعها صرختان، الأولى صرخة غضب ضد كل الذين رفضوا قبولها ممثلة في السينما، والثانية صرخة فرح لأنها ستعيد الاعتبار لاسم جدها (موسوليني) الذي أوصلها إلى نفس مقعده في البرلمان.

بالطبع لم تكن (السندرا) وحدها هي السبب في الأزمة الدستورية في إيطاليا عام 1992، ولكن يرجع الأمر أيضا للانتخابات المفزعة التي كانت مجرد احتجاج على سياسة الفوضى في الحكم الإيطالي، فقد ترك الناخبون أكبر الأحزاب ودشنوا خيبة آمالهم بالتصويت مع أحزاب صغيرة مغمورة مثل حزب (الحركة الاجتماعية الإيطالية)، وهم يعلمون أن برامج بعض الأحزاب الصغيرة تطالب بإعادة عصر الإمبراطورية الرومانية، ومنهم من يطالب بإعادة مبادئ وسياسة (موسوليني) الفاشية.

وقد كانت (السندرا) من الوجوه التي ركبت موجة الأزمة السياسية وأصبحت عضوة في البرلمان الإيطالي، وقالت إنها ستعيد اسم جدها (موسوليني) من جديد بعد لعنة استمرت أكثر من خمسين عاما من شعب إيطاليا وشعوب دول قارات الدنيا الخمس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى