مسرح الطفل في مهب الريح!

> «الأيام» خالد حمدان مساوى:

> إذا كان المسرح اليمني في نعاس دائم فقد غاب مسرح الطفل طويلا ودخل في سبات عميق.. نقول هذا ونحن نحرص على وجود هذا النوع من الفن، ولابد أن نقف هنا عند ملاحظة جديرة بالالتفات، وأمام لغز آخر في اختفاء مسرح الطفل واندثاره كالدخان في الهواء، وذهابه أدراج النسيان، وأخص بالذكر أعمال المخرج المسرحي القدير أبوبكر القيسي الذي برز وتميز في هذا المجال، والذي يعتبر أستاذا ماهرا في مسرح العرائس ومسرح الطفل، قدم العديد من الأعمال المسرحية الخاصة بالأطفال وبصورة شعبية واسعة، تحديدا في محافظة عدن، حيث ظل يمتع فلذات أكبادنا في كل مناسبة، حتى انقطع هذا التواصل الرائع وأصبحت أعماله ذكريات بعيدة منسية، مرتبطة باسم هذا الفنان المسرحي المختص بأعمال خاصة بعالم الأطفال، حتى صار أحد أعلامه بتفوق وجدارة، وأصبح مشهورا بـ (بشبوش) كما يحلو للكبير والصغير مناداته.

فالفنان أبوبكر القيسي هو أول من افتتح مسرح عدن للعرائس المسمى حاليا (مسرح الجيب) الواقع في منطقة الشهيد عبدالقوي بمديرية الشيخ عثمان عام 1982، وفي العام نفسه أسس فرقة مسرح (بشبوش)، وأهم الأعمال المسرحية التي أخرجها: مسرحية (الأقزام السبعة) تأليف الأستاذ عبده علي بعيصي، ومسرحية (القافلة) تأليف أنور باجميل، وشارك في مهرجان عروض مسرح العرائس في تونس 1990، وقدم فيه مسرحيتي (الأسد والفأر) و(الثعلب المكار) من تأليف الأديب أديب قاسم.

إن وجود مثل هذه الأعمال الخاصة بمسرح الطفل مهم جدا بالنسبة للأطفال، ولكن علينا مراعاة كمية المعرفة التي تتوافر للطفل، خصوصا أن الطفل أصبح يمتلك ذاكرة معلومات غنية بواسطة الإنترنت، إلى جانب تفوقه في الثقافة الإلكترونية، والتعامل مع أحدث الأجهزة بكل تعقيداتها، بعد أن أصبح الكون قرية صغيرة في ظل كل هذه التطورات العصرية والتكنولوجيا الحديثة التي باتت تشكل خطرا على أطفالنا إذا لم تستخدم بالشكل الصحيح.

لهذا علينا أن نساهم في عودة أطفالنا إلى جمال الطبيعة ومكنوناتها من خلال الموضوعات التي يمكن التطرق إليها وتقديمها في أعمال مسرحية مناسبة، بأساليب كوميدية شائقة ومتنوعة، وأن نضع الطُعم في مصيدة الحكاية لجذب انتباه الطفل ليجد فيها الحدث المباشر أمامه، وتحمل له الفكرة والعبرة ليستفيد منها ويستمتع بها ويجد فيها غايته والبديل الأمثل.. إن الثقافة الحقة هي التي تجعل الطفل قادرا على حماية نفسه من كل ما يؤذي تفكيره، ويؤدي به إلى الانحراف.

ويتوجب علينا أن نضيف معلومة في هذا الصدد وعلى الدرجة نفسها من الأهمية، وهي عرض مسرحية (سيرك الحب) قبل عام من الآن، تأليف وإخراج الفنانة المسرحية ذكرى أحمد علي، وهي خاصة بالأطفال، وقد عرضت لأيام محدودة، وكنا نتمنى أن تتواصل عروضها في أكثر من موقع إذا كان بالإمكان أفضل مما كان.. مع ذلك تعتبر محاولة جديرة بالاحترام وتستحق منا التحية على هذه التجربة الخاصة بعالم الأطفال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى