> في مساء الأربعاء 2008/8/27 وتحديدا الساعة الخامسة والربع وعلى بعد أقل من كيلو متر من المكان الذي أنا جالس فيه أسمع من الأطفال الذين كانوا يلعبون ويمرحون بقدوم شهر رمضان المبارك عن حدوث اصطدام لسيارتين في الخط العام.

لم أبالِ بالحادث، قلت في نفسي حادث مروري بسيط. لم أدري أن صديقي وزميلي المقدم الخضر عوض عبدالله كريدم، ضمن الركاب في إحدى السيارات التي تعرضت للحادث. بعد حوالي ساعتين من الحادث رن تلفوني الجوال، وإذا بأحد الأصدقاء يحدثني.. ظننت بأنه سوف يقدم لي التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، ولم أدرِ أنه سوف ينقل لي خبرا أحزنني وأحزن كل الذين كانوا من حولي من أفراد أسرتي، وهو وفاة زميلي وصديقي المقدم الخضر عوض عبدالله كريدم، ضمن ضحايا الحادث المروري.

عرفته في نهاية السبعينات عندما كنا ندرس الإعدادية في امصرة، وكذلك في الثمانينات عندما كنا زملاء عمل في وزارة الداخلية، جمعنا سكن واحد في معسكر النصر حتى عام 1994، حيث انتقل للعمل في المحافظات، وكنا على اتصال مباشر، وتجمعنا عدة لقاءات في المناسبات، لقرب العلاقة الطيبة بيننا.

كان نعم الصديق.. يوجد فيه الكرم.. والوفاء والصدق والأمانة والشجاعة.

رحمك الله رحمة الأبرار يا أبا ليث، وأسكنك الله فسيح جناته وألهم أهلك وأولادك الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.