دبلوماسيون: بقايا "مفاعل" سوري قد تكون مدفونة تحت الاسمنت

> فيينا «الأيام» مارك هينريش :

> قال دبلوماسيون أمس الأحد إن محققي الامم المتحدة يعتقدون أن سوريا ربما تكون دفنت تحت الاسمنت المسلح بقايا ما تشتبه واشنطن بأنه مفاعل نووي سري في موقع قصفته إسرائيل قبل عام.

وبدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق بشان سوريا في ابريل نيسان بناء على معلومات من المخابرات الامريكية قالت إن مجمعا في منطقة صحراوية نائية استهدفته إسرائيل كان مفاعلا شبه مكتمل بنته سوريا بمساعدة كوريا الشمالية وبانه مصمم لانتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في القنابل الذرية.

وقال محللون نوويون أمريكيون إن صورا التقطتها الاقمار الصناعية أشارت إلى أن سوريا سارعت بتسوية أرض الموقع بالجرافات وأزالت الانقاض وأقامت مبنى جديدا في محاولة محتملة للتغطية.

وتنفي سوريا إخفاء أي نشاط نووي عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. وقالت إن المبنى الذي قصفته إسرائيل في موقع الكبار كان مبنى عسكريا عاديا,وسمحت سوريا لمفتشي الوكالة بدخول المنطقة في يونيو حزيران.

وقال دبلوماسيون على دراية بالتحقيق لرويترز إن النتائج الجزئية لعينات مسح بيئي لم تظهر أي آثار لمادة الكربون أو الصلب منخفض الكربون وهو سبيكة معدنية قوية فيما كان من شأنه أن يشير إلى وجود مفاعل جرافيتي.

وأضاف الدبلوماسيون أن سوريا رفضت طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع الكبار مرة أخرى وثلاثة مواقع عسكرية يعتقد أنها مرتبطة ببعض وقالت دمشق إن رفضها يرجع لاسباب تتعلق بالامن القومي.

وقالوا إن النتائج الكاملة لاختبارات يونيو قد لا تكون جاهزة قبل نوفمبر تشرين الثاني وربما لا تكون حاسمة.

وأشارت معلومات المخابرات الامريكية إلى أن المفاعل لم يبدأ في معالجة مواد قبل هجوم إسرائيل لذا لن تكون هناك مواد مشعة لرصدها.

وقال دبلوماسي كبير في فيينا طلب عدم ذكر اسمه لما في الامر من حساسية سياسية "لا يعني هذا أنه لم يكن هناك شيء بل أن المفتشين لم يفتشوا الاماكن الصحيحة (أو لم يستطيعوا عمل ذلك)."

وأضاف "وضعت سوريا لوحا كبيرا من الاسمنت المسلح فوقها (الارض حيث كان يوجد المفاعل المزعوم) بعدما حفرت حفرة. الشيئ المثالي هو ان تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من فحص الانقاض. لكن الاحساس هو ان السوريين ربما دفنوا كل شيئ في الحفرة."

ومن المتوقع أن يقول محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في افتتاح اجتماع دوري لمجلس محافظي الوكالة المكون من 25 دولة إن التحقيق بشأن سوريا لا يزال غير حاسم وإن المفتشين بحاجة للمزيد من التعاون من جانب دمشق.

وعلى خلاف النشاطات النووية الايرانية المثيرة للنزاع لم تكن سوريا مدرجة على جدول الاعمال الرسمي للمجلس لان المفتشين الذين ليس لديهم استنتاجات ملموسة لم يقدموا تقريرا مكتوبا لمناقشته.

ولا يزال من المتوقع أن تصدر الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون بيانات تطالب سوريا بالشفافية والتعاون الكامل.

ووجه البرادعي انتقادا لاذعا للولايات المتحدة وإسرائيل لعدم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكوكهما قبل القصف وقال إن أسلوب " القصف أولا وتوجيه الاسئلة لاحقا" يجعل من الصعب كثيرا على الوكالة الوصول إلى الحقيقة.

وقال دبلوماسي أوروبي إن الموقف الصارم الذي تتبناه سوريا وتباطؤها في الرد على طلبات السماح للمفتشين بالدخول يعيد إلى أذهان البعض إعاقة إيران حليفة سوريا لتحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما إذا كانت طهران حاولت تعديل متفجرات ورؤوس مخروطية لصواريخ لتتوافق مع أسلحة نووية.

وفي تحد لقرارات وعقوبات الامم المتحدة توسع إيران نطاق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي من الممكن أن يستخدم لتوليد الكهرباء أو تصنيع مواد لانتاج قنبلة,وتقول إيران إنها لا تريد سوى توليد الطاقة النووية السلمية من اليورانيوم المخصب.

وقال دبلوماسيون إن سوريا وإيران تسعيان إلى شغل مقعد شاغر في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو امر يثير قلق الدول الغربية.

ومن المرجح أن تتراجع إيران عن هذا المسعي فظل عقوبات الامم المتحدة بسبب انشطتها النووية المثيرة للنزاع لكن سوريا ربما تستطيع الحصول على موافقة مجموعة دول الشرق الاوسط وجنوب آسيا التي يجب أن ترشح دولة لتحل محل باكستان في مجلس محافظي الوكالة لفترة عضوية مدتها عام واحد. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى