الثروة الحقيقية للتقدم

> «الأيام» م. سالم صالح عباد /زنجبار - أبين

> لأجل بلوغ النجاح عند إجراءنا البحوث العلمية، هناك اسس ينبغي إتباعها كالتفكير اولا والسبق في المبادرة وإعطاء التصور والتخيل والقدرة على التحليل وربط النتيجة بالسبب والاستنباط والاستقراء، والاسهام في المستقبل أهم اركان البحث العلمي، ودونها لايمكن نجاح البحوث، ونعطي مثالا ما استندت إليه نظرية (الحيدري الرياضية) التي لم تجد طريقها للنشر بسبب اهمال الجهات المعنية وعدم اهتمامها بالحقائق التي برزت نتيجة ابحاثه وتجاربه العلمية التي أثبتت بأن ايصال فكرته وعزيمته يعود لتدريبه وتوجهه الصحيح، دون دعم.

لكن الشيء المؤسف ان جهات الاختصاص في بلدنا لا تضع أي اهتمام في الرعاية والتبني في مجال البحث العلمي، وساستنا الذين يضعون اليمن في مصاف الدول الفقيرة او الافقر بين دول العالم او لانعلم كيف جاء لهم هذا التصنيف حجة وبرهاناً، حتى إذا افترضنا بأن حجتهم تعمد على افتقار وشحة مصادر الثروة في اليمن كالبترول والمياه والطاقة بأنواعها.. الخ، فنقول لهم ان الانسان اليمني هو في الحقيقة أعظم ثروة تمتلكها الدولة اليمنية، وإذا اردنا التقدم والتنمية فلنبدأ بالانسان فنحن دولة غنية بفكر ابنائها وابتكاراتهم.. والتقدم ليس مرهونا بالموارد ولكن رهين بالانسان. فالموارد المخزونة لن تسري فيها الروح الا بالانسان اليمني القادر على تحويل تلك الموارد إلى امكانيات ترفع مستوى حياة الشعب اليمني اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا.

ومن المهم جدا ان يتم التأكيد على ان اي ابداع هو فردي يقوم به الشخص القادر على الاكتشاف والابتكار.. اما الحكومات او المؤسسات العلمية فمهمتها توفير المناخ والظروف المناسبة التي بأمكانها ان تساعد الفرد في تذليل الصعوبات والعقبات وتشجيعهم ومساعدتهم لتنفيذ افكارهم.

ان وطننا بحاجة إلى إعادة تأهيل وتحديث كامل لمؤسساته التعليمية، لمواكبة الشعوب المتقدمة، لهذا نحن بحاجة إلى اعادة النظر في وضع إعداد المناهج والاهتمام بالبحوث وتطوير المعاهد الفنية والتقنية.

ان العزم في مواجهة الشدائد هو احد صفات الانسان اليمني لكونه يتحلى بالامانة وتفانيه في العمل، فعليه ان يترجمها وفق متطلبات الظروف لتساعده على الاستثمار والتخطيط الصحيح للنهوض والتقدم.

فبلادنا غنية بموارد بشرية وبكفاءات لأباس بها، لاينقصها إلا التمويل لتأهيلهم وفق متطلبات العصر.

وأملنا في وضع نظام تعليمي مرن يستجيب للتغيرات ويساعد على الابتكار والتفوق حق لاتستنزف قوى المبدعين والمتفوقين ضيق الموارد وكثرة الاعباء، ولايبقى للعلم والابتكار الا طاقة مهلكة، فبالعلم تبنى الاوطان باعتباره الثروة الحقيقية للتقدم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى