نبينا إبراهيم مُصدق الرؤيا

> «الأيام» وفاء عباد عوض /جامعة عدن

> رأى نبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم في المنام أنه أمر بذبح ولده إسماعيل، وكان ذلك بأمر الملك الجليل، فانتبه الخليل في منامه وهو مذعور فاستدعى إسماعيل فأتى إليه فرحا مسرورا، لأنه لايعلم على ما هو قادم.

فقال يابني إني أرى في منامي أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.

فقاما وقد سلما أمرهما لله رب العالمين، وأخذ النبي إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) مدية (سكين) وحبلاً طويلاً، وخرجا إلى الصحراء، وسار إبراهيم ومن خلفه إسماعيل، فتعرض لإسماعيل الشيطان الرجيم وقال له من أجل أضغاث أحلام يقتلك أبوك؟!.

فقال له تنح من وجهي ياذليل ياشيطان يارجيم، فإن خليل الرحمن لايفعل إلا ما يأمره به الملك العلام، وأخذ يرجمه بالأحجار، فصارت سنة رمي الجمرات، ولم يكن الخليل بذلك عالما.

فلما بعد عن الحي اضطجع إسماعيل وقال ياأبت افعل ما تؤمر، ياأبت اشددني ولاتكن راحماً، ففعل إبراهيم ذلك ولم يتهاون في ذلك، فضجت ملائكة الأرض والسماء من ذلك، ثم وضع المدية (السكين) على عنقه فانقلبت كأنها الشبابة.

فقال إسماعيل يا أبت إن كانت انقلبت فانخع بها نخعا، عند ذلك تجلى الملك الجليل وهو مطلع على ما قال إسماعيل وما عمل الخليل وضجت ملائكة السماء والأرض. وإذا بالنداء من العلي الأعلى:

«يا ملائكتي تأدبوا، فإني أعلم بما مضى وما هو آت، وإن إبراهيم وإسماعيل من جملة عبيدي، فإني متصرف فيهم وفيكم بما أريد».

وقال الله سبحانه وتعالى:

«اهبط يا جبريل إلى الجنة واخرج لهما الكبش الذي ادخرته لهما قبل أن أخلقهما بكذا وكذا ألف عام».

فهبط جبريل كما أمره الملك الجليل، وذلك قوله تعالى:

«وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم».

قال ابن عباس: «كان من جملة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ابن الذبيحين ولا فخر».

ثم إن الله تعالى الملك العلام أمر سيدنا إبراهيم بعمارة البيت الحرام، وذلك قول الله سبحانه وتعالى وهو أعز من قال:

«إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمناً، ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى