الاقتصاد الإسلامي اقتصاد رباني

> «الأيام» كرم خالد أمان:

> يعد الاقتصاد الإسلامي أحد ركائز البنية المجتمعية لحياة البشرية، قادرة لحل جميع الأزمات والمشاكل الاقتصادية، باعتباره اقتصاد فريد من نوعه ومستقل بذاته، وموجه بتعاليم الإسلام، فهو ثابت الأصول والمبادئ ولايرتبط بمرحلة زمنية معينة، بل هو صالح لكل زمان ومكان، لأنه مرتبط بعقيدة إيمانية تحكمه النظرة الواقعية.

فهو يرمي إلى التوفيق بين المصلحة العامة والخاصة، ولايهدر إحداهما لحساب الأخرى، لأن قوام الاقتصاد الإسلامي حفظ التوازن بين الفرد والمجتمع، كما يرمي إلى تحقيق المطالب المادية والروحية معا، ودليل على ذلك قوله تعالى: «ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك، ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين».

كما أنه يرمي أساسا إلى ضمان الكفاية لكل فرد عن طريق الزكاة التي جعلها الله ركيزة من ركائز الاقتصاد الإسلامي وأساسه المتين، وذلك لأن الزكاة تقاوم الاكتناز وتعيد القوة الشرائية إلى أصحاب الدخل المحدود، ويتحقق بذلك التوازن بين العرض والطلب، فالزكاة تمحي الفقر وتكافح الجريمة والبطالة وتقيم توزانا اجتماعيا دون صراع أو حقد.

فلو طبقت الزكاة تطبيقا سليما وصحيحا، وأشرفت عليها الدولة جباية وتوزيعا حسب القواعد الإسلامية لضمنت حياة كريمة لكل فرد في المجتمع وكفلت للمريض علاجه، ولليتيم رعايته، وللعاطل حاجته، وللمدين قضاء دينه، وللمنكوب تفريج ضائقته، ولم يكن في المجتمع الإسلامي جائع ولاعار، ولامغبون ولامهضوم.فمن ذا الذي يريد أن يضاعف الله أجره؟ هو ذلك الذي يقرض الله قرضا حسنا، ومن يبشره الله بعذاب أليم؟ هو ذلك الذي يكتنز المال لنفسه ويتخذ من المال هدفا وغاية وليس وسيلة للتقرب إلى الله، قال تعالى:«والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ماكنتم تكنزون».

"صدق الله العظيم"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى